إيزيس  ….شعر د. ريهان القمري

أنا القمرُ  الذي من ليلهم كَلّا

ومدَّ ضياءَه أملا 

ليلقفَ ما أضاعوه على الطرقاتِ

بين غمائمِ الظلماتِ

وبين السلمِ و الجولاتِ

وقتَ الحربِ

يسألُ شمسَه الوصلا

وما ملَّا

************

أنا الطفل الذي طعنوه في مهدٍ

وعاش شبابه شيخا

وقامَ الكهلُ وقتَ الفجرِ يحملُ بعضَ أدعيةٍ

بها صلى

وهبَّ الشابُ في الوجدانِ ينشدُ لحنَ أغنيةٍ

وغناها ثلاثتُهم

وما جمعتْ لهم شملا   

*********

أنا الأشجارُ  في نيسان

 يحمل قلبُها الفُلّا

وتبكي الفأس إذ تسعى 

أيادي البغضِ تحملُها

لتمشي في لُحاءِ الجذعِ تقطع كل أنسجةٍ

و تقتلُ زهرَها ، الأغصانَ

و الظِّلا   

فينتصر الإله لها

تعود الفأسُ في أحلامهم تسري

وتقطعُ كل أمنية 

وما وجدوا لها حلا

أنا الحرب التي خسروا

وما بدأوا

وإن قرعوا لها الطَّبْلَا 

و إن قدحوا لها الخيلا

**********

أنا البئرُ التي غرقت 

بدمع عيون يوسفها

و تشهدُ  كلَّ خائنةٍ

و تشهدُ أن أخوَته بكوا شكلا

لتحميه الغياهبِ من ذئابٍ الليلِ

تحمله بطونُ  الصخرِ 

في أحشائها طفلا

فعاد عزيزَ مربعِهم 

وكانَ الشكرُ أن ضلوا

و ما ضلّا

*********

أنا الأيامُ  مذ جاءت بها الدنيا

أنا الماضي  …أنا الآتي 

أنا التاريخ ُ …شمسُ الكونِ ضوَّتْ لي

وفي الأسحارِ سرَّتْ لي : 

“شروقُ المغربِ التالي  لمن ينوي “

فأضحى لي

أتاني يقطعُ الآهاتِ منسلا 

“”””””””” 

أنا القديسةُ الأوفى

أنا الدنيا 

أنا البعض الذي يمضي

أنا الكلُّ الذي يأتي

إذا ما غاب بعضُ الكلِّ

صرتُ البعضَ و الكلّا

أنا إيزيسْ 

أنا إيزيسُ 

مكحلتي

من التاريخِ أملؤها

و إن فرغتْ 

خلطتُ بصبريَ الكُحْلا  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى