إنْ تغِب عنّي … شعر ليلاس زرزور

إن تَغِبْ عنّي وإنْ كُنتَ مَعي
أنتَ نَبْضُ القلبِ بينَ الأضلُعِ

فوق عَقلينا بجنّاتِ الهـَوى
نُحـنُ نحْيا بجُنونٍ مُمْتعِ

حينَ طارَ الحُبُّ فينا للسَما
وَغرقنا باشتباكِ الأذرُعِ

سَطّرَ الغَيمُ هَوانا صُوَراً
بإضاءاتِ البُرُوقِ اللُمَّـعِ

فانصَهَرْنا وغَدَونا شامَةً
فوق خـدِّ الشَمسِ عند المَطْلَعِ

حُبُّكَ الآن بـهِ كُلّي اكتفى
مالقَلبي بعدَهُ من مَطْمَعِ

ياخَليَّ القلبِ دَعْ لَومي فَما
أنتَ تَدري شَجْوَ قلبٍ مُولَعِ

كلُّ مَن يَجْني برَوضٍ عَسلا
لَمْ يَذُقْ شَهْداً إذا لمْ يُلْسَعِ

لو أراكَ الشَوقُ ما عَيني تَرى
لمْ تَلُمْ أهْلَ الهوى يامُدّعي

هوَ رُوحي وَأنا رُوحٌ لهُ
ياليالي البُعْدِ ماشئتِ اصنَعي

كمْ سَهِرنا وَقَطَعْنا ليلَنا
بحَنينٍ واشتياقٍ مُوجِعِ

خُذْ وَهاتِ الحُبَّ فالعُمْرُ بنا
إنْ مَضَتْ أيّامهُ لمْ تَرَجَعِ

تَهتفُ الرُوحُ إذا كُنّا معاً
ياليالي وَصْلَنا لاتُسرعي

فتعالَ الآنَ نَبني قَصْرَنا
فوقَ نَجْمٍ في الفَضاءِ الأروَعِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى