أنَا و البَحـرُ …شعر ثروت سليم


يُسائلُني البَحرُ هذا المَساءَ
لماذا أتيتَ وحيدا تُغني
وليس على شَفَتَيكَ ابتسَام ؟
لمَاذا أراكَ حَزيناً ..كَئيباً
وكُنتَ المُتيَّمَ في كُلِ عَام َ
وكنتَ تُعارضني ألفَ بَيتٍ من الشِّعرِ ..
لمَّا أثور ..ُ
تُهَدِّئ رَوعي
وتَمسحُ دَمعي
ونُعلِنُ بالحُبِ مِسكَ الختَام
فأينَ الحبيبةُ ؟ أين الرَفيقَةُ ؟
أينَ التي كُنتَ حينَ تُقبِّلُها
يَسمعُ البحرُ منكَ ومنها
قُبِيلَ العناقِ هَديلَ الحَمام ؟
ولَمَّا تزيدانِ شوقا وبَوحاً
أهدِّئُ مَوجي
وأغمِضُ عينيَ
لكي ما تُتِمَّا مُباحَ الكلام !!!!!!!ِ
ويَرتشفُ البحرُ حُلو الغرَام.
وكُنْتَ تَغارُ مِن البحرِ حينَ يلامسُ
ثوبَ الحبيبةِ
لكنني كُنتُ برداً عليكَ
وبَرداً عليها
وكنتُ مع البردِ بحرَ السَلَام
وكُنتَ تُسائلني عن همومي
إذا ما غضبت ُ
فللبحرِ مَدٌ .. وجَزرٌ .. وسِحرٌ
وشِّعرٌ .. وهمسٌ .. وبعضُ انسجام
وبَعضُ انتصارٍ ..وبعضُ انكسارٍ
وبَعضُ انصهارٍ.. وبَعضُ انقسام
فقُلْ لي لماذا أتيتَ عبوساً
وأسمعُ في صوتِكَ الحَشرجات ِ
وفي مُقلتيكَ خيوطُ الخِصَام ؟
وقُلْ لي وسِرُّكَ في البئرِ
والبحرِ .. بين اللآلئِ
عَلِّي أزيلُ عن الروحِ همَّاً
عَن القلبِ حُزْنَاً
وبَعضَ الغَمام


لمَاذا أتيتَ وحيداً حزيناً
وكنتُ أباهي بِكَ العاشقين ؟
وكُنتَ إذا غِبْتَ عني قليلاً
أسائِلُ قَيسَاً ..وأغتَابُ ليلَى
وكُلَّ الثواني ..وكُلَّ السنين
فيخبرُني الكُلُ ..أن لقلبِِكَ عَيناً
لها القلبُ والعينُ دونَ العُيون
وأن لها بالفؤادِ امتدادأ
يَظل إلى يومِ هُم يُبعَثون
لماذا أتيتَ وحيداً إليَّ
وظَنَّ بكَ البعضُ ..بَعضَ الظنون
دَع السِرَ في باطني يا صديقي
ودع عنْكَ هَمَّ الهوى والجنون
فما دُمْتَ أودَعتَ للبحرِ سِرَّاً
وما دُمْتَ أوفيتَ بالحُبِ جهراً
وقَولَاً وفِعلَاً ..وخُبزاً وملحاً
فإنَّ لقَلبِكَ نورَ اليقين


ضَع الآنَ في البحرِ
كُلَّ الرسائِلِ
كُلَّ القصائدِ ..كُلَّ العتاب
ضع الآن في البحرِ قلبَكَ
واكتُبْ عليهِ
إلى مَن أحِبُ
لقد أرسلَ البحرُ هذا الخطاب
ويَعلَمُ ما بيننَا من بعادٍ
ويَشعُرُ مَا بيننا مِن عذَاب
وللبحرِ غَضْبَةُ حَقٍ عَليكِ
وللبحر يا أختُ كُلُ العتاب
تغيَّبْتِ عنَّا ؟
وجاء الحبيبُ وحيداً حَزينَاً
أما زِلْتِ بَاحِثَةً عَن سراب ؟
وما بينَ لحظةِ مَدٍ وجَزْرٍ
وما بين بَحرٍ .. وفِكْرٍ وهَجْْرٍ
أفقْتُ من الحُلمِ بعدَ الغياب
لقد كانَ حُلماً جميلا ندياً
وقد كانَ صُبحاً نَسيماً شَذيَاً
وللحُلمِ طَعمٌ كشهدٍ مُذاب
أفقتُ ..ويا ليتني ما أفقْتُ
فللحُلمِ سِحرٌ
وللبحرِ سِرٌ
يُفتِّشُ في داخلي عن كتَاب
فللَّه ِ دَرُكَ يا بحرُ
كَم أنتَ أحدَثْتَ عنديَ
ألفَ انقلابٍ
وألفَ انقلابٍ
وألفَ انقلاب


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى