أرحام الحياة …. شعر د. ريهان القمري


أرحامُ الحياة …. شعر د. ريهان القمري

العمرُ يمضي و الحياةُ عناءُ
صيفٌ خريفٌ ، و الربيعُ شتاءُ
كل سَيَفْنى في الحياة لأنَّها
زيفٌ …وما للتابعين بقاءُ ؟!
مَلِكٌ سيخلعُ مُلكَه ، تحت الثرى
تتعادلُ الألقابُ و الأسماءُ
كل سيؤكلُ في طعامِ دويدةٍ
العقلُ و العينانِ و الأحشاءُ
قلبي كطفلٍ سارحٍ بين الربى
يعدو و يقفزُ مثلما العدَّاءُ
غَنَّى مع الأطيارِ يرقبُ سربَها
واخضوضرت في خطوِنا الصحراءُ
طارتْ فراشاتٌ تُحَلِّقُ حَولَنا
وتوقفتْ من أجلِنا الأنواءُ
لكنَّها الدنيا تُبَدِّلُ حلمنا
دوما تسود الحربُ و البغضاء
يا قلب يُعقل أن تفيض محبةً
فيعود في سهمِ الحقودِ جزاءُ ؟
الغشُ يحكمُ و الضمائرُ بيننا
تحتَلُّها الأطماعُ و الوسطاءُ
عشتُ الحياةَ و كل همي أن أرى
صدقَ الورى ؛ لكنني حمقاءُ
بانَ الكذوبُ أمامَ عيني ؛ فامَّحَى
وازداد فوقَ الغربةِ الغرباءُ
وُئِدتْ بقلبي طفلتي حتى طَغَتْ
تلك العجوزُ المرأةُ الخَرْساءُ
واعتدتُ أمشي في الطريقِ غريبةً
كم أرهقتْ أسماعيَ الضوضاءُ
أيقنتُ أني و الأنا بسفينتي
ويقودُ ذاتيَ نورُها و سماءُ
كيف الشموع تُضاءُ في وَسطِ الدجى
إن لم يكن بين اليدين ضياءُ ؟!
هذا السؤالُ المستمرُ جوابُهُ
جعلَ المحالَ يقينُه إعياءُ
وتظلُّ روحي في السؤالِ حبيسةً
وجوابُه بين الضلوعِ شقاءُ
لكنني لا أستسيغُ هزيمةً
حتما سيقتحمُ الظلامَ سناءُ
أزهو …و أرحام الحياةِ تبوحُ لي :
” إن النماءَ جذورُه حَوَّاءُ “
مهما نراها في احتراقٍ كاملٍ
بين الرمادِ ستولدُ العنقاءُ
السبت ١٠-٥-٢٠٢٥
