أبتي …. شعر أحمد موسى

حَتَّى حينَ تُقرِّرُ أنْ أكتُبَكَ قَصيدًا..
– بعدَ مُرورِ اثنَينِ مِنَ الأحزانِ
وخمسَةَ عشرَ مِنَ الحِرمانْ
تَأتي في فَجرٍ وَضّاءْ!
في ثَوبِ نَقاءٍ ودُعاءْ! 
وبِيَدِكَ اليُمنى تَحمِلُ قُرآنا
يَتلوكَ بِصَوتٍ عَذبٍ أعرِفُهُ.. 
يَعرِفُني!

كَمْ كانَ يُرَتِّلُكَ.. تُرَتِّلُهُ
في الإصباحِ وفي الإمساءْ! 

أبَتي:
هَلْ جِئتَ اليَومَ
لتَعرِفَ ما لَمْ تَعرِفْ عَنِّي؟
كي تَتَفَقَّدَ مَنْ قَد راحَ
ومَنْ قَد جاءْ؟
أمْ جِئتَ تربِّتُ في عَطْفٍ
وتُواسي دَمعَتيَ الخَرساءْ؟
قَدْ دارَ الزَّمنُ علَيَّ.. ودارَ..
وجارْ !
وأراني بَعدَ ضَجيجِ العُمرِ وحيدًا
لا أحبابَ ولا سُمَّارْ

أبَتي أنتَظِرُكَ دَومًا أنتَ وأمِّي..
– تلكَ الْـ رَحَلَتْ في عُمْرِ ابنَتيَ الكُبرى
بعدَ عَناءْ! –
لا تُبْطِئْ – زُرْني-  يا أبَتي.. 
لَمْ يَبقَ مَعي في الدَّارِ
سِوى “أسماءْ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى