” وردة بيضاء ” قصة قصيرة …. القاصة إيمان حجازى

هو رجل يعشق المرأة ِ يهيم بملبسها والبارفان ِ برقتها ِ بعنفها وعصبيتها ِ بغيرتها والحنان.
هو رجل لا يكتفى بإمرأة واحدة ِ كثير العشيقات ِ ولأنه لا يهوى المسئولية ِ كان يختارهن متزوجات.
ولما تقدم به العمر ِ قبل عشر سنوات ِ قرر أن يترك للحاجة الوالدة الإختيار.

والحاجة طبعا لم تكذب خبر ِ وكان يكفى أن تعلن فى العيلة وبين المعارف أنها تريد أن تصبح جدة حتى تجتهد السيدات فى تزيين العرائس وتجهيزهن والتسابق على حصول مكان مميز فى فاترينة العرض ِ لتتمكن الحاجة من النظر والفحص بعين خبير.

ولم يمض شهر إلا وكانت العروس تملأ الحضن قبل البيت.

إعتاد أن يحتاط حتى لا تنكشف خياناته أمام زوجته ِ أفهمها حقيقة عمله كمهندس ديكور فى الأساس وكصاحب لشركة إنشائية ِ حيث يفرض وضعه الوجود فى أماكن متعددة فى أوقات مختلفة.
إعتاد أن يأتيها بوردة بيضاء ِ يقول أنها دليل الحب والنقاء ِ عندما يعود من كل مغامرة.
أما هى فكانت تربط بين الوردة البيضاء وحالته النفسية والجسدية بحب ِ وتفسر ذلك بأنه كلما نجح فى عمله وفرحت نفسه ينسي تعبه ولا يعود إلا بعد أن يأتيها بالوردة البيضاء.

ولذلك لم تتعجب عندما وجدت سيارته أمام المول الشهير فى أول النهار ِ وكذلك لم يكن يشغلها البارفانات المختلفة التى تجد ريحها فى سيارته إذا ما خرجا معا.

ولم يساورها الشك ِ اطلاقا ِ حتى عندما أخبرها بسفره للأسكندرية ِ بينما وجدت سيارته فى الباركينج الخاص بالمبنى الإدارى الذى إفتتح فيه طبيب أسنانها عيادته الجديدة ِ فقد فسرت الأمر على أنه ربما سافر مع صديق بسيارته.

فى إحدى سفرياته ِ حدث أن تغيب خمسة أيام ِ إشتاقت اليه ِ وفى يوم عودته ِ تجهزت ِ ذهبت الكوافير ِ غيرت قصة شعرها ولونه وابتاعت فستان سواريه وقميص نوم ِ تعطرت ِ ومرت على محل الورد لتجلب له وردا أبيض ِ لتشعره كم تحبه.

كانت فى قمة أناقتها وجمالها وإشتياقها وإستغرابها أيضا بل وصدمتها عندما أهدته الوردة البيضاء ِ فأطلق عليها رصاصة الطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى