وداعا سيكو … شعر ليلاس زرزور

لم أكن أعلم أن الحب يمكنه أن يتجاوز حدود النوع، ولا أن فقد الأحبة، حتى لو كانوا من تلك المخلوقات الصامتة، قد يترك في الروح جرحًا لا يندمل.
هنا، بين السطور، أودع قطعة من روحي، أضعها بين الكلمات كذكرى حية تسرد أيامًا ملأتها السعادة والبهجة.
أيامًا تحوّلت مع الغياب إلى جروح صامتة، تنبض بألم الفقد وتقتات من فراغ اللحظة.

سيكو… لم يكن مجرد قط، بل كان ظلاً مبهجًا يرافق خطواتي، ونسمة دافئة تسكن زوايا أيامي. كان مزيجًا نادرًا من الوفاء والذكاء، رفيقًا صامتًا يملأ فراغ العالم بلغة لا تحتاج إلى كلمات.

كان يتحدث بعينيه، يبتسم بحركاته، وكأنما يحمل في صمته قصة حب صافية لا تعرف الحدود.
لقد كان جزءًا من نبضي، من يومي ومن عالمي.

وداعًا سيكو… رفيق الروح الذي سيظل صداه يتردد في زوايا الذكريات، حيث لا غياب ولا نسيان.

مَضَيتَ منَ الحياةِ إلى المَماتِ
فَماتتْ بَعدَ مَوتِكَ أُمنياتي

كأنّكَ لم تَكُنْ قِطّاً وَلكنْ
سُرُوراً كانَ يَمْـلأُ لي حَياتي

فأينَ أفِرُّ من حُزني وَدَمْعي
وَأهرُبُ من لَهيبِ الذكرياتِ

وَأينَ وَكيفَ بَعْدكَ سوفَ ألقى
أنيساً في الليالي المُوحشاتِ

كأنّكَ حينَ مِتّ خَلَعْتَ قَلبي
فَصارَ النبْضُ بَعْدَكَ في شَتاتِ

زَرَعْتَ سنابلَ الأفراحِ قُربي
فَماتتْ في غيابكَ سُنبُلاتي

حَباني اللهُ ماقد كُنتُ أرجو
وَكُنتَ إليَّ من أحلى الهِباتِ

جَميلاً كُنتَ حينَ تَدورُ حَولي
سَريعَ الفِهْمِ مُكْتَملَ الصِفاتِ

وَصَوتُكَ كانَ في أُذُنَيَّ أحلى
وأروَعَ من جَميعِ الأُغنياتِ

وَتَتْبَعُني كأنّكَ حارِسٌ لي
وَتَفهَمُ ما أُريدُ بلا لُغاتِ

فَكُنتُ وأنتَ يا(سيكو) ببَيتي
أرى الأفراحَ من كُلِّ الجِهاتِ

فأغْمَضْتَ العُيونَ بلا حَراكٍ
وَلا صَوتٍ كأنّكَ في سُباتِ

تَرَكتَ بقَلبيَ المُضْنى فَراغاً
بِـهِ عَصْفٌ منَ الآهاتِ عاتِ

فَراغٌ مثلُ ليلٍ باتَ يَبكي
على فَقدِ النُجومِ الزاهراتِ

فلاعَجَبٌ إذا أبكي فإنّي
أحنُّ إليكَ مثلَ الأُمّهاتِ

عَساكَ الآنَ بَعدَ المَوتِ حَيّاً
وَتَركُضُ في الجِنانِ العاطراتِ

سأكتُبُ عَنكَ أشعاراً لتَغْدو
حَديثاً في الليالي المُقْمِراتِ

وَفي قَلبي مَكانُكَ سَوفَ يَبقى
وَلن أنساكَ مادامَتْ حَياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى