من أين أبدأ … شعر عبدالعزيز أبو خليل

(من أينَ أبْدأُ تبْكي الياءُ والألفُ)
يأتي بُكاها منَ الأحوالِ يا أَسَفُ

تبكي حروفي بكاءً لسْتُ أعرفه
فالحالُ أضحى كمنْ للهمِّ يغْتَرِفُ

من أينَ أبدأُ والأقلامُ تمنَعني
هول المُصابِ على أقلامنا يَقِفُ

ماذا أقولُ على أوضاعِ أمَّتنا
وباتَ حرفي منَ الأهوالِ يرتَجِفُ

هذي حروفي عن الطوفانِ أنْظمها
هذي حروفي كما البركانِ تَتَّصِفُ

يا قارئ الشِّعرِ هذا الحِرصُ منْ شِيَمي
حتى غَدَوْت بذاكَ الحِرصِ ألتَحِفُ

ماتَ الضميرُ بأهلِ الأرضِ قاطبةً
وطفْلُ غزَّة نحو النارِ ينْجَرِفُ

كيف السبيلُ وهذا الهمّ أزعَجَني
حتى كأنِّي لكأسِ المُرِّ أرتَشِفُ

ماذا أقولُ لمنْ للحقِّ قد خذلوا
ما عادَ عنْدي منَ الأشعارِ ما يَصِفُ

زادَ البلاءُ وزادَ الحقْدُ وا أسفي
والعُرْبُ صُمٌّ فهمْ للعارِ قد أَلِفوا

من أينَ أبدأُ والخُذلانُ يصحَبنا
يا ليتَ قومي مع الأحرارِ قد وَقَفوا

يا ربِّ إنِّي لحالِ القُدسِ مُكْتَئِبٌ
والدمعُ باتَ منَ الأحداقِ ينْذَرفُ

فاقْبل إلهي مع الأعذارِ معذرتي
واجعل حسابي بيومِ الحشرِ يخْتَلِفُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى