مدافن العصافير ….نثر شاعري بقلم الشاعرة روضة السمعلي /تونس

تحت السور ينزف
الحلم دما..
يُدفن تحت التراب
ركاما…
تنتحب الأمهات
تستصرخ الطفولةُ
الضمير فينا..

أيها القابعون بين
أشجان النسيان..
اُنفضوا عنا غبار
الجدران المترهلة
ولْتسقط الأقنعة..
فتدوي الحقيقة:
كلنا مدفونون معهم
في ذاك القبر الكبير
ياااااه….
يا فتيل الشمع يذوب قهرا
ويا مرقدهم الصاخب
بكراريسهم والأحلام
والأقلامُ..
تكتب قصتهم :
إنهم تحرروا
من أحضان وهمية
ومن مدرسة منكوبة
تقتل أولادها..
تغتصب أحلام شبابها

هم اليوم يُزَفون
على أجنحة الأمنيات
المغتصبة…
عالمهم أرحب..
وجنَّاتُهم أوسع..
أما نحن فلا زلنا
نتخفى وراء الحائط
المتصدّع…
نبكي كرامة المربي..
وأحلام التلميذ..

أيتها العبرات انتفضي
على زجاج الخذلان
وأيها العابرون
فوق غبار المسافات
ليتنا نطير معكم
نخرج من قبرنا الكبير
نكتب على ألواحكم
المحفوظة
أننا كنا أسرى
بين مطبات الفقر والعجز

كم كنا نحلم بالصعود..
نريد أن نفر من طوق السنين

لا شيء يردع الأحلام
حين يسقط الجدار
ترتفع الهامات
وتنفتح الأبواب
وينتشر عبق الربيع

نشرب نخب الصمت
نحلق فوق وهج الشمس
ثم نطير..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى