كيف سقط المماليك …. مقال بقلم د. أحمد دبيان

مصر فى أوائل القرن السادس عشر وقبل ١٥١٦ كانت دولة مؤثرة وحكامها المماليك ورغم أنهم كانوا مجلوبين إلا أنهم وبحكم النشأة و سيكولوجية الرّق إغفالاً فهموا إن مصر وطنهم الذى يجب أن يستوطنوه ويفهموا حوار جغرافيته وتاريخه ،

وبحكم الموقع ( الهبة والكنز واللعنة والنقمة ) معاً ،علموا إن وجودهم وبقاءهم محكوم بتأمين هذا الموقع للتجارة مصدر الثروة والنفوذ .

كان القرن السادس عشر قرن الاكتشافات الجغرافية ،وبعد سقوط الأندلس وارتياد البحار تم اكتشاف الأمريكتَين و

‏Cape of good hope

أو الكاب

أو طريق رأس الرجاء الصالح ،

كان هذا الاكتشاف مهدداً لمركز الثروة القائم على المقس أو المكوس ( الجمارك ) والتجارة ،

ورغم عدم شق قناة السويس وقتها إلا أن البضائع كانت تأتى من أوروبا ، ليتم شحنها براً وحتى القلزم أو السويس ومنها للهند ولآسيا ،

كان تجار البندقية وبحكم المنافع المتبادلة حلفاء للمماليك وحين اكتشف البرتغاليون طريق الرأس ، قامت حملة مشتركة من المماليك وتجار البندقية لتحارب البرتغاليين وتمنع التجارة عن طريق الكاب أو رأس الرجاء الصالح .

ورغم فشل الحملة إلا أنها تنبئنا بإدراك واعى من المماليك لثوابت جغرافيا مصر التاريخية والاقتصادية .

الخطأ الأكبر الفعلى الذى وقع فيه المماليك كممثلين للنظام السياسى وقتها هو وقوفهم موقف المترقب ما بين الصفويين فى فارس والهجمة الاستلابية الرعوية لدولة بنى عثمان .

الهجمة الاستلابية الرعوية كانت تدرك إن القوى المؤثرة فى المنطقة وبحكم حوار الجغرافيا والتاريخ ، هى القوى الفارسية والقوة المصرية ،

وكان قرار سليم العابس اجتياحاً رعوياً لمصر ، استلب فيه قواها الحضارية ، وصناعها وعلماءها ، وتفرغ بعدها لمنابذة القوة الباقية .

يبقى أن نتذكر إن من ساعده على الاجتياح وهزيمة آخر مناضلى المماليك طومان باى كان يدعى

خاير بك

ومن أعماله أنه بنى جامعاً ومدرسة كسلوك توارثه بعدها كل الخونة المتاجرين.

ولكن المصريين وبمخزونهم الحضارى أطلقوا عليه لقب

خاين بك

وبعد السقوط صارت مصر ولاية تابعة للرعاة

وصار لقب العثمانلى :

خادم الحرمين الشريفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى