قوافــــلُ النــــــورِ …شعر صفاء عابدين زايد – بنت الثريــــا

ما لي أراك لبحر اليأس منزلقــــا
والحزن ألقى على أهدابك الأرقا

أَما تَرى الصُبحَ قد لاحَت بشائرُهُ
والطير حلّق في الآفاق منطلقــا

والشمس ألقت شعاع النور معلنةً
دحرَ الظلام فصار الكون مؤتلقـــا

و الموج يركض نشوانًا و مبتهجًــا
يراقصُ الضوءَ و الأشجارَ والحدقا

والزهـــر يبــدو بأثوابٍ مزركشـــةٍ
تسبي العيون وتُضفي للنفوس نقـا

يا حُسنه ونسيـــمُ الفجـــر يوقظهُ
وعندليب الرُّبى يختـــال مُمتشقــا

يشــدو بصـــوتٍ رخيمٍ كلهُ ألـقٌ
فيمحــوَ الهــمَّ لا يُبقـي له طُرقـــا

يا روعةَ الصبحِ و الأكوانُ شاديــةٌ
و السُّحْب ترسلُ من عليائِها ودقا

أما ترى الأرضَ قد عـــمَّ الضياء بها
و طرزتــهُ خيوطُ الشمس فاتَّسقــا

وقد تجـلَّى جمـالُ الروضِ مُذ برزتْ
. قوافلُ النورِ تترى في المـــدى فِرَقـا

تصافحُ النيـــلَ فـــي ودٍ تهدهــــدهُ
تعانقُ المـــــاءَ و الأفنــــانَ والورقــا

فيـــه اللذائـــذُ لا تُحصى روافدُهــا
من مطلع الفجر يغدو الخيُر مُنبثقـــا

كلُّ التفاصيلِ فـــي أعماقنا عشقـتْ
. هذا الجمالَ ففــــاضَ الشعـــرُ وانطلقا

لا شـــيءَ لا شـــيءَ في الدنيا يماثلـه
فهْـــو الفريـــدُ الذي بالبِشرِ قدْ نطقــــا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى