عِتاب … شعر أحمد موسى


عِتاب … شعر أحمد موسى

غَرامُكِ لَيسَ يُخْفِيهِ انْفِعَالي
وَصَدُّكِ فَوقَ صَبري وَاحْتِمالي!
دَبِيبُ العِشْقِ طَالَ دَمِي وَعَظْمي
وَصَهْدُ الشَّوقِ أَفقَدَني اعْتِدالي!
فَإنْ جاوَزتُ في الأشعارِ قَدْري
فَغُضِّي الطَّرفَ عَنْ بَعضِ ارْتِجالي
فَبَعضُ العَتْبِ إنْ تَدرِي جَميلٌ
وَبَعضُ اللَومِ لا يَعني مَلالي!
أغارُ عليكِ مِن فِرعَونِ “موسى”
ومِن كُفّارِ”أَحمدَ” ذي المعالي!
فَذاكَ يُقتِّلُ “الأَحلامَ” فينا
وتلكَ حُشودُهُمْ تَبْغي ضَلالي!
أّنا يَا أُمّ؛ لا سُلطانَ عِندي
وحُبُّكِ في ضُلوعي رأسُ مالي
أموتُ ولا أراكِ بِحضنِ غيري
مِنَ الفجّارِ: يا ذات الكَمالِ!
فهَل تَنْسَيْنَ: يا أُمَّاهُ أنّي
بِغَيرِ جَمَالِ وَجْهِكِ لَم أُبالِ؟!
وهل تَنسَيْنَ يَومَ نِداكِ صُنْعي
وصُنعَ المُخلصينَ مِنَ الرِّجالِ؟!
ولا مَنًّا أقولُ.. فلا تَظُنّي
بيَ النُّكرانَ أو قَطعَ الوِصالِ
فَمِنكِ المَنُّ، والمنّانُ أَلقَى
عَلَيكِ مِنَ المَكارمِ والخِصالِ
وما لِي غَيرُ حُضنِكِ حِينَ أُمْسي
وإِنْ أَشْكُوكِ فالإِشْفَاقُ حَالي!
وَهَلْ أَقسُو عَلَيكِ وَأَنتِ مِنّي؟!
فِدَاكِ الرُّوحُ يا عُقبَى مَآلي
وَإِنْ وَضَعوا المَشارِقَ في يَميني
وَثَنُّوا بِالمَغَارِبِ في شِمالي
فَمَا لِسواكِ في قَلبي مُقَامٌ
وَمَا لِسوَاكِ عَيْشٌ في خَيَالي
فَلا تَأسَي إِذا مَا ضَاقَ صَدْري
وَلا يَغرُرْكِ طَيْشِي أَو دَلالي
فَمَهما لُمْتُ فِيكِ فلَستُ إلّا
كَطِفلٍ يَرتَجي نَيْلَ المُحَالِ!
من ديوان “ألواح موسى”