صَحوَةٌ …. قصيدة فصحى على بحر الكامل – شعر محمد عبد ربه طه

بَكَتِ القَصَائِدُ، هَلْ سَمِعْتَ عَوِيلا ؟
أَمْ هَلْ أَخَذْتَ مَعَ الدَّعِيِّ سَبِيلا..!
….
مَاذَا لَوِ انْطَفَأَ الرَّمَادُ بِدَاخِلِي
وَتَحَرَّرَ الإِلْهَامُ مِنْهُ قَلِيلَا
….
مَاذَا لَوِ اسْتَنْشَقْتُ عِطْرَ مُغَامِرٍ
وَجَعَلْتُ لِلْحَرْفِ الخَفُوتِ صَلِيلَا
….
مِنْ عُمْقِ رُوحِي قَدْ نَثَرْتُ قَصَائِدِي
فِي أَرْضِ عَبْقَرَ أَنْبَتَتْ قِنْدِيلَا
….
لِيُضِيءَ دَرْبَ التَّائِهِينَ بِأَنْجُمٍ
صَارَتْ بِلَيْلِ الحَائِرِينَ دَلِيلا
….
وَمَنَحْتُ لِلْأَحْلاَمِ نَبْضَ حَقِيقَةٍ
عَبَرَتْ عَلَى وَهْمٍ لِقَالٍ وَقِيلا
….
مَا ضَاقَ صَدْرٌ بِالْحَنِينِ لِغَائِبٍ
إِلاَّ وَكُنْتُ لِبَوْحِهِ تَعْلِيلا
….
مِنْ نَبْضِ قَلْبِي قَدْ بَعَثْتُ رَسَائِلِي
تَهَبُ الضَّمَائِرَ يَقْظَةً وَعُقُولا
….
وَكَأَنَّ سِرَّ الحَرْفِ فَاضَ بِدَاخِلِي
فَغَدَا الخَيَالُ مَعَ البَصِيرَةِ نِيلا
….
حَتَّى عَبَرْتُ مَعَ الصَّبَاحِ مَسَافَةً
قَدْ كُنْتُ فِيهَا لِلْقَرِيضِ رَسُولا
….
وَالآنَ! مَاذَا غَيْرَ صَوْتِ مُكَافِحٍ
وَجَوَادُهُ العَرَبِيُّ صَارَ هَزِيلَا..!
….
تَعِبَ الفُؤَادُ مِنَ الصُّمُودِ وَلَمْ يَزَلْ
فِي نَبْضِهِ أَنْ يَسْتَعِيدَ صَهِيلا
….
لِيَعُودَ مِنْ وَهْجِ الحُرُوفِ تَأَلُّقًا
يَهَبُ القَبِيحَ مَعَ الجَمَالِ قَبُولا
….
مَاذَا يَضِيرُ الشَّاعِرَ المَسْكُونَ بِالـ
ـإِلْهَامِ، هَلْ عَانَى الخُمُولَ طَوِيلا..؟
….
هَلْ يَسْتَطِيعُ العَنْدَلِيبُ تَنَازُلاً
عَنْ شَدْوِهِ،..؟ مُليءَ الفَضَاءُ عَوِيلا
….
أَوْ يَسْتَطِيعُ المَوْجُ أَنْ يَنْسَى الشُّطُو
طَ فَلاَ يَعُودُ إِلَيْهِمُ تَقْبِيلا..!
….
هَلْ لِلْفَرَاشَاتِ التِي طَارَتْ بِنَا
إِلاَّ الضِّيَاءُ وَسِيلَةً وَسَبِيلا..!
….
أَوَ كُلَّمَا اشْتَعَلَ الحَنِينُ بِأَضْلُعِي
هَرْوَلْتُ صَارَ الصَّمْتُ فِيهِ فَتِيلا
….
لاَ، لَنْ أَحِيدَ عَنِ الكِتَابَةِ لَحْظَةً
وَلَسَوْفَ أَبْقَى لِلْقَرِيضِ خَلِيلا
….
فَالشِّعْرُ يَنْبِضُ فِي العُرُوقِ وَكُلَّمَا
خَبَتِ القَوَافِي صِرْتُ جِدَّ عَلِيلا
….
يَا صَاحِبِي، هَلْ لِلْقَصِيدَةِ غَفْوَةٌ
أَمْ أَنَّهَا رَأَتِ البَدِيلَ رَحِيلا..؟
….
قَدْ يَسْتَرِيحُ الشِّعْرُ بَيْنَ ضُلُوعِنَا
لَكِنَّهُ لاَ يَسْتَكِينُ طَوِيلا
….
سُرْعَانَ مَا يَعْلُو صَهِيلُ حُرُوفِهِ
وَيَعُودُ يَنْشُرُ سِحْرَهُ المَأْمُولا
….
وَلِذَا أَعُودُ إِلَى القَرِيضِ بِلَهْفَةٍ
لِأَعِيشَ فِي دُنْيَا الخَيَالِ نَبِيلا
….
فَالشِّعْرُ رُوحٌ فِي الحَيَاةِ وَإِنَّمَا
نَحْيَا، وإنْ كَانَ المَوَاتُ جَمِيلا
….
والشِّعْرُ يَبْقَى خَالِدًا فِي أُمَّةٍ
جَعَلَتْ لِسَانَ الضَّادِ ثَمَّ أصِيلَا
….
2025_05_18

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى