سلسلة مقالات – من أجل أبنائنا : المقال السادس(أنتم من ينير لهم الطريق..)بقلم دكتور/ سعاد عبد السميع حسين

أبنائنا أمانة عندنا، ودورنا موجهين وميسرين لهم

الذي يمكننا قوله في مقال اليوم أن الإنسان يمر منذ بداية حياته بمراحل، وفي كل مرحلة يكون لديه احتياجات ومتطلبات، كما يتعرض لمختلف المشاعر والضغوط النفسية؛ معظمها ينتج عن سلوك الأشخاص القريبين منه، ومثل هذه المشاعر وهذه الضغوط تؤثر كثيرا فيه خلال مراحل حياته وخاصة في مرحلة الطفولة.

عملية التعلم المتبادل من الأهل إلى الأبناء عملية ممتعة دائماً.
إن الطفولة مرحلة سحرية ولها خصوصية شديدة، ففي هذه المرحلة يكون مخ الطفل كالإسفنج يمتص كل ما يقدم له، وهذه فرصة عظيمة لتعلم ممتع وبدون مجهود.

وعلينا أن ننتبه أن الأطفال في أول سبع سنوات يتعلمون بالمحاكاة، فهم لا يفعلون ما نقوله لهم بقدر ما يفعلون ما نقوم به أمامهم، لأنهم يرون ما نقوم بتنفيذه فيقلدوننا، فالرسائل الغير مباشرة هي الأعمق تأثيرا في نفوس أبنائنا. لذا علينا (الأب والأم) أن نكون قدوة لهم.

طبيعة هذه المرحلة التي نحن بصددها؛ يصفها البعض بأنها بداية تكوين معالم شخصية الأبناء. ومن هنا نسعى لطرح بعض ما قد يفيد في تعاملنا هذه الفترة؛ لأننا نجد أن نقطة البداية تنطلق من علاقتنا معهم وتأثيرها عليهم.
فما الذي يمكننا فعله في هذا الصدد؟ وما الذي يجب أن ننتبه له؟

  • إياك والفجوة بين الأخوة.. فلا نهمل الطفل الأول عندما يأتي الطفل الثاني؛ حتى لا يغار منه، وعندما نجد الطفل الكبير خطراً على أخية الصغير، لا تدعه معه وأبعده منه حتى لا يؤذيه، ولا نستهن بهذه النقطة. (جسَّد هذه النقطة وأثرها علي الطفل والمحيطين به الفنان محمد القس في مسلسل برغم القانون).
  • هذا الكائن الصغير أداة تخزين لكل ما يدار أمامه (الخلافات الأسرية ينبغي آلا تكون أمامه) فالموقف ينته ، ولكن الطفل يخزنه ويتأثر به وبكل ما مر به من مواقف وأحداث.
  • لا داع لتضخيم الأمور. علي سبيل المثال عند عودتك لطفلك بعد مفارقة – عمل أو أمر ما- لا تظهر الجزع حين تقابليه، أمر نشترك فيه جميعا، ولكن ذلك يفزع الطفل، ويؤثر فيه ويصور له أنك قمت بخطأ في حقه.
  • (لا) واحدة من الكلمات التي يجب تقديمها للطفل؛ ليتعرف عليها على أنها كلمة تفيد المنع، ولكنها تكون بحزم في هذه المرحلة لتوضيح الصواب والخطأ لأمور بعينها. مهم أن نوضح له لا لماذا؟
  • اثنِ على طفلك كلما أظهر سلوكاً حسناً، ولا تكثر من ذلك حتى لا يرتبط عنده كل سلوك بثناء مقابل، فيفقد الثناء أثره.
  • أحيانا نجعل منه متمرداُ؛ ويمكن أن يستمر معه إذا لم نرشده. فبداية تمرد الأطفال نلاحظه منذ بداية العام الثاني؛ فإذا صاح الطفل أو ارتمى على الأرض باستمرار، فهذا مؤشر على تمرده، ولذا علينا آلا نسمح له بذلك ولو بمنعه، لأن تجاهل هذا السلوك يجعل منه متمرداً فيما بعد، ومن ثم علينا إرشاده بمحبة وحزم.
  • ينصح في هذه المرحلة بقصة قبل النوم للأطفال؛ فهي تكسب الطفل أسلوب حوار، وتثري حصيلته اللغوية، وتعد وسيلة للتعلم والمعرفة، وترسيخ بعض القيم لديه بطريقة غير مباشرة.
  • ومن المهم أن ينام في غرفته بقدر المستطاع؛ فهذا أفضل له، لا نعوده على النوم في غرفة نوم والديه بعد عمر العامين. ننتبه لأهمية هذه النقطة.
  • أصلحه بطريقة التغافل؛ لا تنتقد طفلك ولا تعاتبه بل أصلحه بطريقة التغافل أحيانا، وأحياناُ أخري بالنصح والتوجيه – سياق فيه المدح وما أجملك لو كنت هادئا.

الحقيقة أنه لا يوجد أي سبب أو عمل أو مسؤولية أهم من تربية الأبناء والعناية بهم؛ فالأطفال مكانها بيوت مليئة بالدفء والحب والحياة.

أبناؤنا أمانة ويستحقون المجهود الذي نبذله من أجلهم، فهم بحاجة لمن ينير لهم الطريق

انتظرونا … ومعا خطوة بخطوة من أجل أبنائنا

تحياتي.. دكتور/ سعاد عبد السميع حسين

اقرأ باقي العدد ١٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى