زهور عباد الشمس …. قصة قصيرة بقلم كنانة عيسى


زهور عباد الشمس …. قصة قصيرة بقلم كنانة عيسى

يجلس قبالتها كل يوم ، يحدثها عن كل شيء، يغمرها بحب من نوع غريب لم تألفه،تتأمله بنسك وتقبله دون أن يعلم، يكاد يعانقها و يبالغ في اشتهائها, أيشتاق إليها؟ غريب هذا ليس منطقياً!
تتسلل من وجودها و تقتحم عالمه بجرأة، تعرف عنه كل شيء تقريباً، وتخبىء ذلك جيدًا، فلا أحد يدرك فداحة هذه العلاقة الغريبة وقوتها! .. فهي لا تستطيع الفكاك منهما مثله!..إنه إدمان من نوع خاص..
كان من الصعب جدًا، أن تعي تلك الفكرة المرعبة، أن تتنفسها وأن تسمح لها بالانتشار في كيانها، أتصدق للحظة قاسية رهيبة أنهما قد وقعا في ذلك الفخ الحارق الذي لانجاة منه؟ وانه غدا من الصعب جدا التفلت من قبضة يده التي اخترقت صدرها وقبضت على قلبها أولا فتعلقت بروحه؟
هل يدرك أنه احتل فيها…. أغلى بقعة سرية غير معلنة تشارك بها ذاتها ونفسها و روحها فقط؟! قطعة من السحر الغامض المتقوقع على فضائه، حيث لا يعلم عنه أحد.
تبتكر من ذاتها القلقة تلك الرغبة في الذوبان فيه، فتغدو هالته، كأن ترقص في أصداء خيالات معذبة تتوسل السكينة، تتجرد من كل أسلحتها،
تخلع جسدها الأنثوي ، وترتدي جسده في الذهاب والإياب والنوم واليقظة وتعترف له بجرأة قاهرة في ظلمة الاستسلام للعوالم الموازية، قبيل الغفوة… بمسافة عطر أنها لم تعد تستطيع الغياب أكثر!!
كيف يمكن لإنسان ان يحب كائنين معاً؟ كيف يمكن لرجل أن يحب امرأتين؟ كيف؟!
في انشغال حياته و فوضاه.. ينساها…أحيانًا
فتغادره إلى قبرها الذي فقد معالم شاهدته عاما تلو آخر. وتسأل روحها المعذبة بحياء:
كيف كانت ستعترف له، أن كل زهور عباد الشمس تلك لم تكن لها و أنه كان يزور القبر الخاطىء منذ عشر سنوات خلت؟