رمضان يا أغلى الأحبة ….شعر : د. جمال مرسي


رمضان يا أغلى الأحبة ….شعر : د. جمال مرسي

ها قد أتى رمضانُ يرفلُ
في عباءتهِ الجديدةْ .
ها قد أتى
والنورُ من قنديلِهِ الأزَليِّ يسطعُ
كي يضيءَ لنا دروبًا
قد تغشَّاها الظلامْ.
ويميطَ عنها ما تكدَّسَ من رُكامْ.
ويمدَّ أطواقَ النجاةِ إلى قلوبٍ قد تهاوَتْ
في غياباتِ الضلالةِ
منذ أعوامٍ بعيدةْ .
و يصبَّ ماءً فوقَ هامِ الغافلينَ عن العبادةِ ،
عن كتابِ اللهِ ،
عن ذكرِ المهيمنِ ،
مالكِ المُلكِ الذي خلقَ البرايا
واستوى.
ها قد أتى
أتُرى ستسعفني إذا ما شئتُ إنصافًا
قصيدةْ ؟!
ها قد أتانا بعد طولِ الإنتظارِ
وفي مُحيَّاهٌ السَّنا.
وقُلوبُنا بالشَّوقِ مُفعمَةٌ وبالآمالِ
أن تُمحى ذنوبٌ
طالما
جَثَمَتْ على كُلِّ القلوبِ
فأثقلتْهَا بالنَّدامَةِ والضَّنَى .
ها قد أتى ..
فاغفر أيا ربي لنا .
رمضانُ كيف رأيتنا
من بعدِ عامٍ من غيابْ .
أرأيتَنا نمشِي على أشواكِ غُربتِنَا
بأوطانٍ رَمَتْ أحلامَنا فِي قاعِ جُبٍّ
كي يعيشَ بِها لصوصُ المال ،ِ
أهلُ الفنِّ ،
تُجَّارُ السِّلاحِ ،
الرَّاقصاتُ ،
وينقضي أَجَلُ الفقيرِ ،
الكادحِ ،
المحرومِ ،
مُنتظرًا قدومَكَ بالرخاءْ .
أرأيتَنا في لَهْوِنَا
كالأمسِ
أُنسِينَا بشاراتُ السَّماءْ .
ها قد أتيتَ
وغزةُ العذراءُ ما زالت تُعاني
بطشَ محتلٍ لعينْ .
وبنو العروبةِ قد أصابهُمُ العَمَى .
الصَّمتُ ألجمهم فخرُّوا سُجَّدًا
ما بينَ مُنبَطحٍ
تمادى ،
أو خَؤُونْ .
أدمَتْ مآقِينَا دِمَاءٌ أُهرِقَتْ فَوقَ الثَّرى
ومَجاعةٌ أَودَتْ بأرواحِ الضَّحَايَا
فوقَ أرضٍ
ما لها ذنبٌ سِوى أنْ قالَ أهلوُهَا : كَفَى
للظُّلمِ لا
للقهرِ لا
لا ، لن نعيشَ أَذِلَّةً
وبلادُنا فِي القيد يقتلها الأنين .
والمسجد الأقصى حزينْ .
رمضانُ يا أغلى الأحبَّةِ :
كُن بخيرٍ يا صديقي .
لا تنزعِجْ من عَالَمِي ،
لا تبكِ من هَمٍّ و ضِيقِ
أَقبِلْ فَإِنَّا نفتحُ الأبوابَ لَكْ .
ما أجمَلَكْ .
فامحقْ بِطَلَّتِكَ الظَّلامْ .
وانْشُر على الأرضِ المَحَبَّةَ والسَّلامْ .
إنا نتوقُ إلى السَّلامْ
:
:
إنا نتوقُ إلى السَّلامْ