رحلة الدكتورة منى علي رجب من الصيدلة إلى الفنون

🔳 تم افتتاح أولى فعاليات صالون الهوانم بمرسم د منى على رجب وكانت فكرته قد ولدت بين د . منى رجب والأستاذة نجلاء خليل الكاتبة الأدبية ، وكان هدفه الرئيسي الاهتمام بالمرأة والطفل ، وله محاور قصيرة المدى مثل : عمل ندوات توعوية للمرأة والفتاة والطفل لتلبية احتياجاتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
أما المحور على المدى المتوسط فكان عمل ورش عمل لتدريبهم على تنمية مهاراتهم .
وأخيرا المحور على المدى الطويل تجسد في مشروع إحياء التراث الفنى والشعبى والحفاظ عليه من الاندثار مثل : الأعمال الفنية أو المشغولات الفنيةأو الحرف التى تتعلق بالتراث الشعبى.

بدأ الصالون بدعوات خاصة لمجموعة منتقاة من سيدات وفتيات المجتمع السكندرى ، وتم اختيارهن حسب تنوع الفئات من سيدات إعلام و إذاعيات الإسكندرية وكبير مذيعات تلفزيون و أيضا أستاذات الجامعة من كليات الفنون والأداب وعلم النفس والاجتماع وكليات الصيدلة والتجارة والحقوق ، كل منهن كانت كالمصباح فى تخصصها وعند التجمع يصبحن كالثريا فى سماء الاسكندرية .

كان أول لقاء للصالون رحلة فى سماء الفن التشكيلي للتعرف على أهم التقنيات المتنوعة فى الفنون من رسم اللوحات الزيتية والموزاييك بالرخام و الأحجار والزجاج لعمل جداريات تصلح للخارج (لانها تتحمل العوامل الجويه ) وبين التقنيات المختلفة بالاخشاب الطبيعيه والتى تتميز بها أعمال الدكتورة منى رجب من حفر وتطعيم وفسيفساء خشبيه وتقنية الماركترى لقشرات الخشب لعمل جداريات داخلية تزين مداخل العمارات والفنادق والقاعات الكبيرة للمؤتمرات ، وبعد ذلك تم تقديم محاضرة عن علاقة الفن التشكيلي بالشعر ووحدة الفنون لتتشبع المشاعر والوجدان للمتلقى . وقدمت خلالها الأستاذة نجلاء نصوصها الشعرية التي كان تستوحيها من الأعمال الفنية و منهم العمل الفنى مولوي ٢ الذي كان يمثل مساجد ودور عبادة متنوعة والكل يتعبد ويسبح بالكلمات والحروف كانت كلها تدور فى فلك الله سبحانه و تعالى .
و تجلت الأستاذة نجلاء فى النصوص الشعرية الصوفية التي تمس القلب و والعقل والوجدان.

ثم أخذ الصالون يتعرف على الهوانم (ويقصد بكلمة هانم هنا : كل سيدة مصرية تعمل لصالح بلدها وتهتم بقضاياها وتعمل لصالحها

وفي الصالون تجلس كل هانم وبيدها المايكروفون لتعرفنا بجهودها في الحياة العملية و الخدمية وتعبر عما تستطيع أن تقدمه للصالون و عن ماذا تريد أن تستفيد به من الصالون و يتم تجميع طلباتهن لعمل خطة و جدول عمل للصالون التالي و هكذا .

يبدأ الصالون دائما بمحاضرة عن التذوق الفنى تقدمها د . منى رجب ثم تفتح المناقشات الثرية في أمور بناءة كثيرة و تشارك فيها هوانم الصالون و كانت من أبرزهن :

الأستاذة نجلاء خليل ، الأستاذة الدكتورة فايزة صقر وكيل كليه الأداب بدمنهور ، الأستاذة عبير شلبي مدير متحف كلية الفنون الجميلة و الدكتورة نيفين الرفاعي و الدكتورة مريم فؤاد تاج الأستاذة بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية

نال الصالون الإعجاب والإقبال و أصبح أول صالون نسائى حديث فى الإسكندرية ، حتى تساءل الرجال ما دورهم فى الصالون. و أصبح من الممكن أن يكون هناك متحدثا فى ندوة أو محاضرا رجلا لكن دائما الضيوف كلهن من النساء ، مع تقبل مشاركة بعض النشاطات التي تستعين بالرجال فى بعض الأعمال التطوعية والتدريبية .

الجدير بالذكر أن الإذاعة و التليفزيون استضافا الصالون و سلطا الأضواء عليه وعلى نشاطه في عدة محاور مثل :
الإعلامية الكبيرة أمل صبحى و برنامج. هنا العاصمه التي استضافات أ . نجلاء خليل للتحدث عن فكره “صالون الهوانم ” وعن اعمالها الأدبية ، و أيضا استضافت الإذاعية محاسن متولى والإذاعية إسراء نصير فى برنامج صناع السعادة وقدمت د . منى رجب مداخلة . كما قدمت أيضا أ. نجلاء خليل مداخله فى إذاعة الإسكندرية ، بالإضافة إلى لقاء فى برنامج صباح الخير ياعرب عن الصالون فى إذاعة صوت العرب مع الأستاذة نهلة الشافعى ، وأيضا برنامج راجل واتنين ستات فى تلفزيون إسكندرية .
و قامت الصحفيه هدى الساعاتى بكتابه مقال عن الصالون ، و الصحفية أميره خالد أيضا

كرم الدكتور عصام الكردي، رئيس جامعة الإسكندرية خلال مجلس الجامعة المنعقد يوم الثلاثاء الموافق 25/2/2020، الدكتورة منى رجب، المدرس بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة، بجامعة الإسكندرية، وذلك بمناسبة اختيارها كواحدة من عشر سيدات هن الأكثر إلهاماً لعام ٢٠١٩ على مستوى السيدات الناجحات على صفحة Women of Egypt، حيث أكد الكردي أن الدكتورة منى تعد نموذجا ملهما للشباب بعدما خاضت مسيرة حافلة بالمثابرة والإنجازات،وقامت بتغيير مسارها المهنى لتحقيق طموحها فى مجال التصوير، ولفت أنها تعد فخرا لجامعة الاسكندرية ونموذجا يحتذى في تحديد الأهداف والسعي وراء تحقيقها، فضلاً عن مشاركتها في عدة أنشطة إجتماعية وثقافية، ومساعدة الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى نشاطها العلمى، وإقامة المعارض الفنية. فيما أكدت الدكتورة منى رجب، أنها التحقت بكلية الصيدلة عام 1983، ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة عام 2005، وتخرجت عام 2010، وكانت الأولى على دفعتها، وتم تعيينها مدرس عام 2016، وأشارت إلى أن تكريم رئيس الجامعة لها يعد إنعكاساً لإهتمام الإدارة العليا بالجامعة بإبراز القصص الملهمة للشباب وتشجعيهم على تحقيق أحلامهم.

” أنا حصلت على الثانوية العامة سنة ١٩٧٨ وكنت طالبة في القسم العلمى، وقتها مكانش فى حاجة اسمها علمى علوم وعلمى رياضة، وجبت مجموع ٨٨٪، وده للاسف كانت مجموع كبير وقتها، يؤهلنى لدخول كلية الطب.

وانا باقول أنى للاسف المجموع ده كان السبب فى تحطيم حلمى فى دخول كلية الفنون الجميلة اللى كنت طول عمرى بأحلم أنى ادخلها بسبب رغبة ماما وبابا الله يرحمهم بالرغم من انهم كانوا عارفين اد ايه كان شغفى بالفن والرسم من صغرى، الا انهم لم يوافقوا نهائيا على دخولى كليه الفنون الجميلة علشان انا جايبه مجموع كبير يدخلنى كلية طب. ولانى اتربيت على الطاعة، فمقدرتش اعترض على قرار اهلى او أقول لهم لا، ودى كانت اكبر غلطة عملتها فى حياتى.

قبلت قرارهم بأنى مدخلش كلية الفنون الجميلة، بس قدرت أقنعهم أنى ادخل صيدلة بدل الطب، لان اخويا الكبير كان فى كلية الطب، وكلنا شفنا اد ايه تعب ومذاكرة صيف وشتا، واقتنع اهلى ان كلية الصيدلة ارحم ليا من الطب. ودخلت كلية الصيدلة عافية وانا مش مقتنعة بها نهائي.

عدت سنين الكلية، تفوقت فى دراستى بس كنت الحقيقة بذاكر من غير نفس، واتخرجت سنة ١٩٨٣. وبعد التخرج اتجوزت من ظابط شرطة. جوزى جاب لى صيدلية واشتغلت فيها وكبرت الشغل، انجبت خلالهم اولادى الثلاثة، مازن وشادى واحمد. بس حلمى أنى أكون فنانة فضل جواية الفترة دى كلها، بس الحقيقة مع مشاغل الحياة والشغل والأولاد كان بس حلم.

بعد ٢٣ سنة من العمل فى مجال الصيدلة، عرفت بالصدفة من د. محمد شاكر عميد كليه الفنون السابق واللى كان صديق زوجى أنى ممكن التحق بكلية الفنون الجميلة كطالبة منتظمة لانى معايا شهادة بكالوريوس.

د. شاكر كان متابع أعمالى الفنية اللى كنت بارسمها فى أوقات فراعى وكان بيشجعنى كتير أنى استمر فى ممارسة هوايتى، بس محدش كان متخيل أنى كنت عاوزة ادرس الفن دراسة جادة مش بس أمارسه كهواية. لما عرفت أنى ممكن ادخل كلية الفنون الجميلة حسيت انه رجع لى الأمل أنى احقق حلمى، وكانت هديه ربنا لى فى وقت بعد ما كبروا ابنائى

لما قررت أنى ادخل كلية الفنون الجميلة من اول وجديد، كان عمرى ٤٥ سنة واولادى كانوا فى ثانوى وفى الجامعة. جوزى واولادى كانوا مستغربين جدا فى الاول من قرارى، بس لما لقونى باجيب امتياز بقوا يشجعونى . انتم متخيلين ان زميلاتى وزملائى فى الكلية كانوا فى عمر اولادى وكانوا بيحبونى وينادونى طنط منى وكنت باخاف عليهم زى ولادى.

ولما دخلت الكليه كنت برضه باروح شغلى فى صيدليتى، لحد ما ابنى اتخرج من كليه الصيدله قبل تخرجى انا بسنه من كلية الفنون الجميلة وسيبت له الصيدليه.

وطبعا كان مجهود بدنى رهيب علشان اوفق بين دراستى وشغلى وبيتى واولادى لان ابنى التالت كان فى ثانوى والاتنين الكبار فى الجامعه وباباهم كان ضابط شرطه وبيشتغل اكتر من ١٨ساعه فى اليوم، فكنت الام والاب كمان، بس فى نفس الوقت كنت حطه هدفى ادامى وكان لازم أحققه.

خلال سنوات دراستى فى كلية الفنون الجميلة كنت باجيب امتياز مع مرتبه الشرف واتخرجت ٢٠١٠، وطبعا مرضوش يعينونى معيدة فى الكلية بحجه السن، لانى كان عندى وقتها ٥١ سنة، بالرغم من ان القانون ليس فيه ما يمنع تعيني، ورفعت قضية وكسبتها وبالفعل استرديت حقى وأتعينت معيدة. وكنت فى نفس الوقت بادرس للماجستير وبعدها الدكتوراة، وقدرت احصل عليهم الاتنين فى خلال خمس سنين بعد تخرجى.

انا دلوقتى دكتوره فى كليه الفنون الجميله، بأدرس تصوير، وقدمت ١٥معرض خاص بى، بالاضافة الى العديد من الأوراق البحثية.

ولانى اعلم ان الله اعطى لى موهبه لابد ان استغلها واسعد بها الاخرين فكان لابد من تغيير المهنه وابدا من جديد حتى بعد الخمسين

والحمد لله انا الان زوجت ابنائى الثلاثة وعندى اربع احفاد باحكى لهم القصة دى علشان يسعوا دايما ورا احلامهم وميتنازلوش عنها أبدا. والحقيقة انا مكنتش حاقدر اوصل للي وصلت له من غير دعم وتشجيع جوزي واولادي ليا، وخصوصا جوزي اللي كان دايما واقف جنبي في كل الظروف الصعبة.

وبالإضافة الى عملى فى الجامعة انا ايضا لى العديد من الأدوار الاجتماعية والثقافية فى المجتمع. انا عضو فى المجلس القومى للمرأه وباعمل ورش عمل للاطفال ذوى الاحتياجات الخاصه لتنميه مهاراتهم الفنيه والتعبير عن نفسهم وزياده ثقتهم فى نفسهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى