رجال في الإسلام : بطل يوم السقيفة – نعم الرجل أُُسٓيد بن حُُضير …. بقلم مدحت رحال


رجال في الإسلام : بطل يوم السقيفة – نعم الرجل أُُسٓيد بن حُُضير …. بقلم مدحت رحال

بطل يوم السقيفة ،
( نعم الرجل أُُسٓيد بن حُُضير )
هكذا زكاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ورث المكارم كابرا عن كابر ،
أبوه ( خضير الكتائب ) كان زعيم الأوس ،
وكان من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومقاتليهم الأشداء ، فلقب / خضير الكتائب . قُتل يوم بعاث بين الأوس والخزرج .
ورث أًسيد عن أبيه مكانته وشجاعته وجوده .
كان واحدا من زعماء المدينة وأشراف العرب قبل أن يسلم .
وبالإسلام تناهى عزه وتسامى شرفه ،
جلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا زعيمي الأوس ، يتشاوران في أمر مبعوث رسول الله إلى المدينة ( مصعب بن عمير ) ، الذي كان في ضيافة ( أسعد بن زرارة ) وكان هذا ابن خالة سعد بن معاذ ،
قال سعد لأسيد : إنطلق إلى هذا الرجل ( مصعب ) فازجره ، ولولا مكانة أسعد مني لكفيتكه .
وعند مجلس مصعب وقف أسيد ثائرا .
قال له مصعب :
هل لك أن تجلس فتسمع ، فإن رضيت أمرا قبلته ، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره
قال أسيد وكان رجلا مستنير العقل :
لقد أنصفت ، هات ما عندك .
وما هي إلا كلمات سمعها أسيد حتى أسلم .
وقال لمصعب :
إن ورائي رجلا إن تبعك لا يختلف عليك اثنان من قومه .
( يقصد سعد بن معاذ )
رجع أسيد إلى سعد ، فاحتال عليه حتى ذهب إلى حيث مصعب .
قال له مصعب مقالته لأسيد فأسلم .
وفي غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ ( عبد الله بن أبي بن سلول ) رأس النفاق في المدينة ، وقال كلاما آلم الرسول عليه الصلاة والسلام ومنه قوله :
( أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )
وقابل الرسول أسيدا وأخبره بمقالة ابن أبي ،
قال أسيد وكان حليما سليم التقدير :
( فأنت والله تخرجه منها يا رسول الله إن شاء الله ،
هو والله الذليل وأنت العزيز )
ثم قال :
( يا رسول الله أرفق به ، فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، فهو يراك قد سلبته ملكا )
ويوم السقيفة كان موقفه فعالا في حسم الخلاف .
فقد طالب الأنصار وعلى رأسهم سعد بن عبادة بأن يكون الخليفة منهم
واشتد الجدل ووقع الخلاف وكاد أن يحصل ما لا تحمد عقباه .
وقف أسيد مخاطبا الأنصار :
( تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين ، فخليفته ينبغي أن يكون من المهاجرين )،
وكانت كلماته بردا وسلاما .
أنهت الجدل في لحظات .
ويوم مات أسيد ، أبى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلا أن يحمل نعشه فوق كتفه ،
ويرجع المسلمون من دفنه وهم يستذكرون قول الرسول الكريم فيه :
( نعم الرجل .. أُسيد بن خضير )