رجال في الإسلام : الحِب ابن الحِب ( أسامة بن زيد ) …. بقلم مدحت رحال ،،


رجال في الإسلام : الحِب ابن الحِب ( أسامة بن زيد ) …. بقلم مدحت رحال ،،

كان أحب إلى رسول الله منك
وأبوه أحب إلى رسول الله من أبيك
هكذا قال عمر لابنه وهو يقسم الغنائم ويعطي أسامة منها أكثر من ابنه ،
أبوه ( زيد بن حارثة ) الذي قال الرسول صلى عليه وسلم فيه
( أشهدكم أن زيدا هذا ابني يرثني وأرثه )
وظل يدعى ( زيد من محمد ) ، حتى أبطل القرآن الكريم عادة التبني :
(( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ، ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) الأحزاب
أمه هي : أم أيمن ،
مولاة رسول الله عليه الصلاة والسلام وحاضنته
كان أسامة أسود اللون ، أفطس الأنف ،
ولكنه بلغ في عفته واستقامته وعظمة نفسه المدى الذي هيأه لهذا الفيض من حب الرسول وتقديره :
( إن أسامة بن زيد لمن أحب الناس إلي ،
وإني لأرجو أن يكون من صالحيكم ،
فاستوصوا به خيرا )
وحين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح ، كان هذا الأسود الأفطس رديفه .
وحين دخل عليه الصلاة والسلام الكعبة كان على يمينه ويساره الأسودان :
( بلال بن رباح ) و ( أسامة بن زيد )
وفي سن لم تجاوز العشرين ، أمٓره الرسول عليه الصلاة والسلام على جيش بين أفراده ( العمران : أبو بكر وعمر ) .
وسرت همهمة بين المسلمين تستكثر على فتى شاب أن يتأمر على جيش فيه شيوخ المهاجرين وكبار الأنصار .
وبلغ ذلك رسول الله ،
فصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه
وقال :
( إن بعض الناس يطعنون في إمارة أسامة ،
ولقد طعنوا في إمارة أبيه من قبل ،
وإنْ كان أبوه لخليق بالإمارة ،
وإنّ أسامة لخليق لها ،
وإنه لمن أحب الناس إلي ،
وإني لأرجو أن يكون من صالحيكم ،
فاستوصوا به خيرا )
وتوفي الرسول عليه الصلاة والسلام قبل أن يتحرك الجيش إلى غايته ،
وكانت وصيته :
( أنفذوا بعث أسامة )
وأصر الصديق على تنفيذ الوصية رغم الظروف التي طرأت وأخطرها ردة فئة كبيرة عن الإسلام ،
وتحرك أسامة يغير على تخوم الشام ،
وأدى مهمته على خير وجه ،
وعاد الجيش بلا ضحايا
وفي حياة الرسول عليه الصلاة والسلام تلقى أسامة درسا بليغا عاشه حياته كلها ،
بعثه الرسول على سرية للقاء بعض المشركين ،
وقد أحرز النجاح والفوز في مهمته ،
ولما رجع إلى المدينة أخذ يحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن مهمته وكيف أنجزها على أكمل وجه وأتمه ،
وكان فيما قاله :
( ولما انهزم القوم أدركت رجلا وأهويت إليه بالرمح ، فقال : لا إله إلا الله
فطعنته وقتلته )
فتغير وجه رسول الله وقال :
(( ويحك يا أسامة ، فكيف لك بلا إله إلا الله ))
يقول أسامة :
وما زال الرسول يرددها ، حتى لوددت أني انسلخت من كل عمل عملته واستقبلت الإسلام من جديد ،
ووعى أسامة الدرس .
فالتزم الحياد في الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية ،
وكلمات الرسول تهز كل كيانه :
( كيف لك بلا إله إلا الله )
وأرسل إلى الإمام علي رسالة قال فيها :
إنك لو كنت في شدق الأسد ،
لأحببت أن أدخل معك فيه ،
ولكن هذا أمر لم أره .
كان يعلم أن الحق في جانب علي ،
ولكن كيف له بمن قال : لا إله إلا الله ،
ولزم داره ،
إلى أن لبى نداء ربه في العام الرابع والخمسين من الهجرة .
رضي الله عنه وأرضاه ،
وسائر الصحابة أجمعين