دمعة الروح … شعر لطف جمال عبدالله هريش – اليمن

عامٌ من الحزن فيه الصبرُ قد تَعِبا
قد أثقلَ الروحَ والأشعارَ والأدبَا

عامٌ من التِّيْهِ لم نسعد برفقتهِ
تقاذف الليلُ فيه الهمَّ واللَّهبا

مضى بلا أسفٍ منَّا ولا ندمٍ
وغادر العمْرُ منَّا نادماً عَتِبا

يُسائلُ العامَ قلبي ،ماتركتَ لنا؟
وقد حصدتَّ بنا الزيتون والعِنبا

أحداقنا مثلُ عينِ الغيمِ هاميةٌ
قد جرَّح الدمعُ منَّا الخدَّ والهدبا

عامٌ من القهرِ للأرواحِ مُلْتَحِفٌ
والموتُ في موطن الزيتونِ قد سُكِبا

ولسْتُ أعْتبُ من عامٍ همى وجعاً
لكنَّني عاتبٌ ممَّن غدا ذنَبَا

قد أرهقَ الجُبنُ روح الخيلِ فٱنحسرتْ
وأمستِ العينُ تبكي حاضراً نُهِبا

متى …. ؟وأخجلُ من حرفي وأسئلتي
عن أمِّةٍ لا تردُّ الحقَّ إنْ سُلِبَا

متى … ؟! وعيني لعامٍ هلَّ شاخصةٌ
هل ياترى ردَّ هذا العامُ ما ذهبا

أو أنَّهُ عابسٌ فينا كسابقهِ
فقد هرمنا وضاقَ الصَّدْرُ وانْتحبا

يادمعة الروح في أعماق قافيتي
متى تكفِّين إنَّ العمرَ قد غَربا

يجيبني الدمعُ ممزوجاً بقافيتي
لن أبرح الحُزنَ حتَّى أُشعلَ الغضبَا

فذاب قلبي وزاغ العقل من وجعي
كتائهٍ من شجونِ الليلِ قد هَربا

ياهُدهدَ الحبِّ في أقصى مشاعرنا
متى يعود إلى المحزونِ منك نَبا

يا موكبَ النصرِ في مسرى مواجعنا
أخجلتمُ الكونَ والتاريخ والكُتُبَا

علَّمتمُ الوغدَ درساً كان يجهلهُ
وكنتمُ النصرَ حين الكون كان هَبَا

أسرجْ خيولك يابن الأرضِ مُندفعاً
وجاوز النجم والأقمارَ والشُّهبا

هُزِّ المنايا وسابقْ للعلا حُلُماً
فسوف تبقى مدى الأيام مُنْتَجبا

لا تبتئسْ أبداً ممَّا جرى وبدا
فالنَّصرُ آتٍ ووعدُ الله قد قربا

الكلُّ يفنى وعينُ الله باقيةٌ
وكُلُّنا فوقَ هذي الأرضِ كالغُرَبا

يمضي بنا الدهرُ والأعمارُ تتبعهُ
وليس يبقى سوى من أنشأَ السُّحُبا

اقرأ باقي العدد ١٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى