خاطرة .. أنا ومذياعي بقلم/ إلهام فخري


خاطرة .. أنا ومذياعي بقلم/ إلهام فخري

بجانب شرفتي أضع يدي على خدي.. منتظرة الذين رحلوا و لم يعودوا. لا أحد إلا أنا ومذياعي أنصت له وينصت لي
هو الصديق الوفي لطالما عشقته من صغري.. وازداد عشقي لعشقك له
كنت أركن له لحظات حزني فتتبدد.. وأتشبث به وقت فرحي فيشد وا بأجمل ما عنده.. حينما كان يعطل تتوقف الحياة حولي ويسود الصمت أركان بيتي .. ليس لمذياعي بديل.
أعلم أن هناك ما يفوقه حداثة ولكن الذكريات وما تحوي..
ملكني نفسه.. أتجول بين محطاته واحدة تلو الأخرى. كأني سابحة في فضاءات الكون
شاهد على نكباتي وانتصاراتي.. وتجاعيد وجهي وكرمشة يدي وتهتهة لساني.. الجميع رحل إلا هو باق.. أبحث عن من شاركوني سماعه كل في طريق.. حتى عناوينهم مفقودة..
أعلم أنهم نسوني وتناسوا جلساتي..حتى من شاركني حب المذياع رحل مع الشتاء تاركا إياه يشدوا بأغنية تشاركنا سماعها
ليتهم يعلمون أني مازلت انتظرهم خلف شرفتي انا ومذياعي..وأني مازلت واضعة يدي على خدي في انتظارهم.. ليتهم .