العيد أنت و لكن …شعر : د. جمال مرسي

أَتَى العِيدُ لمَّا أَتَيتِ إِلَيّْ .
ووضَّأْتِ عَينَيكِ فِي مُقلَتَيّْ .
وكَبَّرَ نَبضُكِ فِي مَسجِدِ القَلبِ،
صَلَّى،
وأَلقَى السَّلامَ عليّْ .
وكُنتُ أُرَتِّلُ أَورَادَ حُزنِيَ
أَقرَأُ بَردِيَّةَ العَاشِقِينَ،
رَسَائِلَ طَارَ بِهَا زَاجِلُ الشَّوقِ
قَبلَ اْجتِياحِ الخَرِيفِ
إِلَيّْ .
وفِيهَا قَرَأتُ الَّذِي لَم تَبُوحِي بِهِ
طُولَ عُمرِكْ .
وأَخفَيْتِهِ عَن نَسَائِمِ بَحرِكْ .
فَأَفْشَتْهُ لِي قَطرَةٌ مِن دِمَاكِ،
بِرَغم ِالمَسَافَاتِ و الوَقتِ
لَمَّا تَزَلْ جَمرَةً فِي يَدَيّْ .
وبَاحَت بِهِ عَنكِ خُصلَةُ شَعرِكْ .
ووَردَاتُ ثَغرِكِ ..
يَومَ مَنَحتِ لَهَا حُمرَةَ الخَدِّ عَن غَيرِ قَصدٍ
فَخَانَتكِ و اْرتَسَمَت قُبلَةً
فَوقَ سَطرِكْ .
فَأَسكَنتُهَا شَفَتيّْ .


أَتَى العِيدُ لَمَّا أَتَيتِ إليّْ
كَأَنِّي بِنِيلِكِ يَسعَى
ونَخلاتِكِ البَاسِقَاتِ تَطُوفْ .
وأَسرَابِ طَيرِكِ فِي رِيشِ إِحرَامِهِنَّ صُفُوفْ .
َأتَت كُلُّهَا تَطلُبُ الصَّفحَ مِن قَلبِيَ المَرمَرِيّْ .
وتُهرِقُ دَمعَ اْعتِرَافِكِ بِالذَّنبِ
يَومَ غَزَوْتِ الفُؤَادَ العَصِيّْ .
وأَرسَلتِ جَيشاً مَنَ السُّهدِ و الحَيرَةِ المُستَبِدَّةِ
يَفتِكُ بِالنَّومِ،
يَهتِكُ عِرضَ حُرُوفِ التَّقِيّْ .
فَيَرسُمُ خَصرَكِ بَحراً لَعُوبَا،
وثَغرَكِ طَيراً طَرُوبَا،
وشَعرَكِ غُصناً تَدَلَّىَ عَلَى حَافَةِ النَّهرِ
كَي مَا يُمَشِّطُهُ بِأَصَابِعِ نَزوَتِهِ
مُستَجِيبَا .
ونَهدَيكِ قِطَّينِ يَنتَظِرَانِ بِشَوقٍ
لِكَي يَأكُلا مِن يَدَيهِ زَبِيبا .
وعَينَيكِ يَاقُوتَتَيْنِ
تَمُدَّانِ لِلضَّوءِ حَبلَ المَتَاهْ .
فَلَمَّا يُرَاوِدْهُمَا عَن ضِياَهْ .
ولَكِنْ هُمَا رَاوَدَاهْ .
لِيَسقُطَ بَينَ ضَلالٍ و غَيّْ .


أَتَى العِيدُ لَمَّا أَتَيتِ إليّْ
فَكَيفَ سَأَغفِرُ ذَنبَ غِيَابِكِ عِشرِينَ عِيداً
وعَينِيَ تَقتَاتُ عُشبَ السَّهَرْ .
وكَيفَ سَأَصفَحُ عَن قَلبِ مَن نَثَرَت
فِي فِرَاشِي قَضِيضَ الذِّكَرْ .
وكَيفَ سَأَمحُو خَطَايَا القَمَرْ؟
ومَا كُنتُ رَبَّ الوُجُودِ لأَعفُوَ
لَكِنَّنِي عَبدُهُ المُنكَسِرْ .
فَيَا لَلقَدَرْ!!
أَفِي العِيدِ تَأتِينَ يَومَ نَوَيتُ السَّفَرْ؟
وهَيَّأْتُ كُلَّ الحَقَائِبِ،
حَمَّلْتُهَا بِدَفَاتِرِ نِسيَانِ مَاضٍ بَهِيّْ .
ووَلَّيتُ وَجهِيَ شَطرَ البِلادِ الَّتِي لَيسَ فِيهَا
مِنَ الذِّكرَيَاتِ الجَمِيلاتِ شَيّْ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى