العدد العاشر: الصحافة و الحرية ….لوحة الغلاف من أعمال الفنان محمد خطاب

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

الصحافة هي مرآة المجتمع ، والصحفى هو لسان حال الأمة، ومجتمع الصحافة مثل النحل الذى يتنقل بين الزهور وينتج طعاما طيبا ، ولذلك ليس غريبا أن تجد الصحفى شاهدا على أفراح وأحزان مجتمعه ، ومسجلا بالصوت والصورة والرأي حركة تطور وتفاعل هذا المجتمع ، فمرة تجده مشاركا فى الأحزاب ، ومرة تجده مساهما فى الأفراح ، وهو فى كل الأحوال نبض الأمة يشارك ويتفاعل ويقود ، يعبر ويتحدث فى كل صغيرة وكبيرة ، ومن ثم فهو يدرك أكثر من غيره مشاكل وطنه وقضايا أمته ، ودائما ما نجد عنده الإجابة عن سؤال ما العمل ؟

إن الصحفي المخلص المحب لوطنه ومهنته إضافة حقيقية لأى مكان وأى مجال ، فهو يقدم خبرته ويقوم بدوره دون مقابل لأنه يدرك أن المعرفة فى خدمة المجتمع بلا ثمن ، وكل صحفى شريف تربى على العطاء دون انتظار للمقابل هكذا هى المهنة وهذا ما تعلمناه من أستاذتنا .

إن الصحافة هي مهنة الحرية وهذا معناه أن يقول الصحفي ما يريد أن يقوله في ظل المسؤولية والقانون ،و انتقاد مسؤول أو إبراز شيء سلبي هذا هو دور الصحافة الحقيقي ؛ لأنها كشاف نور في مناطق مظلمة، وحرية الصحافة أمر لا يمكن انكاره لأن الصحافة مثلها مثل أي مهنة تقوم على أسس و مبادئ ، و الخبر الصحيح هو طاقة الأمل في المجتمع ، ولكي تقوم الصحافة بدورها وتؤدي مهمتها يلزمها قدر واف من الحرية ، وعند غياب الحرية ستختفي المعلومة الصحيحة والخبر المؤكد والرأي الحقيقي وتتحول إلى نشرات دعائية ، وحرية الصحافة هي صمام الأمان والحصانة الأكيدة لأي مجتمع ضد عدوى الشائعات .

ستبقى الصحافة هي حائط الصد وآخر معقل للدفاع عن المواطن البسيط رغم ما أصابها من وهن وضعف ‘ ستظل الصحافة هي حاملة لواء الوعي والتنوير ومدافعه عن الأمن القومي ومصالح الوطن العليا ٠

إن الصحافة المصرية تعمل في ظروف بالغة الصعوبة تهدد وجودها ودورها ولكي نتجاوز هذه الأزمة لابد من فتح حوار مع المتلقي وهو الجمهور حتى تعود الصحافة كسابق عهدها مرآة للمجتمع ومعبرة عن آمال وآلام المصريين في كل مناحي الحياة من تنمية وحرية وتقدم وأمن . فالصحافة أكبر من كونها سلعة تقدر بثمن بل هى رؤية ورسالة ٠

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

( “مكبي” اختصار بالحروف الأولى لجملة في التوراة جاءت في نشيد انتصار موسى على فرعون وهي “مي كموخا بئليم يهوه”؛ أي “من كمثلك بين الآلهة يا رب”، وهي العبارة التي خطها يهوذا المكابي على رايته التي خاض بها حروبه. )

و المكابيون تاريخيا هم جماعة من المتمردين اليهود الذين سيطروا على مدينة يهودا وكانت هذه المدينة جزءا من الإمبراطورية السلوقية، وعرفوا بنضالهم من أجل اليهود أمام التمدد الهلنيستي، وبرز من بينهم قائدهم يهوذا مكابي، في الثورة التي دعا لها للسيطرة على الهيكل وتطهير اليهود من الوثنية التي شاعت حينها.

كانت ثورة المكابيين تمردًا يهوديًا ضد مضطهديهم اليونانيين /السوريين في إسرائيل، حوالي عام ١٦٧ – ١٦٠ ق.م.، بالإضافة إلى كونها رفضًا للتنازلات الهلنستية في العبادة.

كان الحكم البطلمي لفلسطين متسامحًا مع الممارسات الدينية العربية و اليهودية. ومع ذلك، تمكنت الإمبراطورية السلوقية في نهاية المطاف من السيطرة على المنطقة وبدأت في الحد من الممارسات الدينية اليهودية تاركين العرب الذين انفتحوا مع الثقافة الهيلينية .

في عام ١٧٥ قبل الميلاد، وصل أنطيوخس الرابع إلى السلطة. واختار لنفسه اسم أنطيوخس إبيفانيس الذي يعني “الله الظاهر”

تحت قيادة يهوذا المكابي، استمر التمرد بنجاح، وتمكن المكابيون، كما كانوا يُطلق عليهم، من الاستيلاء على أورشليم وإعادة تكريس الهيكل في عام ١٦٤ قبل الميلاد.

(من هذا الوقت بدأ عيد الهانوكا).

والذى لا يفتأ الليبرالييون العرب حاليا على تهنئة اليهود به !!!!

من هناك أخذ المكابيون الحرب إلى الجليل في محاولة لاستعادة جميع الأراضي اليهودية. في عام ١٦٤ قبل الميلاد توفي أنطيوخس إبيفانيس، ووافق ابنه وخليفته أنطيوخس أوباتور على السلام، مما سمح بإعادة الممارسات اليهودية؛ ومع ذلك، استؤنفت الحرب بعد ذلك بوقت قصير، وطلب يهوذا المساعدة من قوة روما الوليدة ، وتلقى المساعدة للتخلص أخيرًا من السيطرة السلوقية.

توفي يهوذا حوالي عام ١٦١ قبل الميلاد وخلفه أخوه يوناثان. وأخيرًا، تحت قيادة يوناثان، تم عقد السلام مع ألكسندر بالاس، الملك السلوقي، في حوالي عام ١٥٣ قبل الميلاد. وبعد يوناثان، حكم أخوه سمعان أمة يهودية شبه مستقلة. مع انهيار الإمبراطورية السلوقية عام ١١٦ قبل الميلاد، تمتعت دولة إسرائيل بالاستقلال الكامل حتى عام ٦٣ قبل الميلاد عندما قامت روما بتثبيت ملك صوري في أورشليم.

وعلى الرغم من أن يهوذا المكابي لم يبدأ الثورة ولم يكملها، إلا أنه يعتبر الشخصية المحورية فيها. يُطلق على متياس وعائلته أحيانًا اسم الحشمونيين؛ ويشار إليهم أيضًا باسم المكابيين، على اسم يهوذا، ويشار إلى الثورة التي قادوها باسم ثورة المكابيين.

تم تسجيل تاريخ التمرد في كتاب يوسيفوس الحروب اليهودية وفي أسفار الأبوكريفا، المكابيين الأول والثاني.

لا يفتا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يذكر في عدة مناسبات هؤلاء المتمردين، إحداها في السادس من ديسمبر ٢٠٢٣، إذ قال في مؤتمر صحفي “مقاتلونا هم الجيل الذي يتابع مسيرة المكابيين، إذ يخوضون هذه الأيام القتال بشجاعة وبمنتهى الشهامة وبعزم. واليوم، كما حدث حينها، سنصلي معا لأجل سلامتهم، وسنصلي معا لأجل سلامة بلادنا، ليصنع الله عز وجل خلاصا كبيرا”.

وفي هذه الجمل استعمل نتنياهو مصطلحا دينيا له تفسيره الخاص في الأدبيات اليهودية، وهو الخلاص، كما أشار إلى جماعة لها ذكرها الخاص وتأثيرها الكبير في تاريخ الديانة اليهودية، وهي جماعة المكابيين.

ليست هذه المرة الأولى التي يستدعي فيها نتنياهو سيرة المكابيين في حديثه عن المواجهات مع الفلسطينيين، ففي ١٩ ديسمبر ٢٠١٧ تحدث أمام حزب الليكود واهتم بالرد على قرارات الأمم المتحدة التي أقرّت بأن حائط البراق أرض فلسطينية، فقال : “كان لنا وسيبقى، لم يكن للفلسطينيين أي وجود في فترة المكابيين”. !!!!!

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

ع: بعد أن خفّت أزمتي الصحية أتمنى أن أفرح قليلا فصيحتي

فهل للفرح درجات وأسماء في اللغة؟
ف: نعم صديقي، في اللغة أسماء لكل شكل ودرجة …

تسعدني دعوة الأدباء لمعرفتها لأن الفروق اللغوية أدوات هامة ترتبط بالمعنى والإيحاء لا يستغنى عنها المبدع.

ع: إذا.. يا كل محبي اللغة والأدب هيا نفرح لغويا وشعوريا.
ف: هيا .. حيث السعادة ..
أول مراتب السُّرور النفسي تُسمى… ( الجَذَل)
-وإذا ظهر عليك
السرور يسمى ( الابتهاج)

وإذا كان الابتهاج بسبب البُشرى بخبر سار يسمى(الاستبشار)

أما إذا اقترن سرورك بالنشاط يسمى ( الارتياح)

وإذا كان السُّرور طّاغيا فأنسب أسمائه ( الفرَح)

وشدة الفرح إذا اقترنت بالتباهي والتفاخر تسمى (المَرَح)

فلنفرح عريفي، الحياة قصيرة لا وقت لنضيعه في شجن وبكاء.

ع: صدقتِ.. هي دعوة عامة من الفصيحة لنشر الأفراح والليالي
المِلاح
وأنا أول المستجيبين…
ف: إلى أين عريفي؟ مازال لدينا الكثير
ع: لا ..لا.. إلى الفرح الفرح.

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

كل كاتب يكتب بمذاق عصره، فبعضنا من تدفق إبداعه بلغتنا الأم، ومنه من وصل إلينا من خلال الترجمة والتي لها عوالمها المتضاربة كذلك، موثقا حقبة تاريخية معينة بظروفها الإجتماعية و السياسية و وعيها الجمعي و مدرستها الفلسفية، وفلسفة كاتبها الخاصة الذي يعد نتاجا لهذه المجتمعات المنحدرة.

إن من الخطأ الفادح أن يتم وضع كل الكتاب الذين نقرأ لهم بالصدفة في بوتقة واحدة، ثم زجها ضمن معايير واحدة، لعدة أسباب :

أولها أننا كتاب وقراء معاصرون لعصر اتصف بالتشظي والهدم والخيبات والتشتت والسرعة التكنولوجية الفائقة ، والتهافت على التمدن ، والتمحور حول الذات، و رفض المعقول، وخلق الإرتباك ، والتمسك بمبادىء الشك وخلخلة المبادىء، وهذه سمات عديدة تصف بها المرحلة فتبرر الإيجاز والتكثيف والرمزية والسريالية وما سواها من ملامح متشابكة و التي بدأ بها كتاب العصر تجديدا سرديا مواكبا للحداثة وما بعد الحداثة.

وثانيها البصمة الأسلوبية : فلا يكتب أحد مثل الآخر وما النسخ والتناسخ والتناص والمحاكاة والاقتباس إلا مهارات أدبية تُعتنق حينا ؛ فتسبب توالد المعاني أو يساء استخدامها حينا آخر فتسقط كاتبها معها في فجوة التكرار والملل.

عناصر القصة واضحة كما أتوقع للجميع… إنها اكتمال المشهدية والثيمة في إيصال الرسالة.. في حدث، وشخوص ولغة سليمة، وموضوعة مميزة مجددة تتبع مدرسة ما.

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

المشهد الأول.. ليلي.. موسى وحده يكلمه ربه سبحانه وتعالى..
المكان.. في الجانب الأيمن من جبل الطور.. بالوادي المقدس طوى…. يدور الحوار..

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9) …..

وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) ..

قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) .. وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي.. فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)

قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) ..

فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) .. أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) ..
المشهد الثاني.. نهاري.. في بلاط فرعون.. بين موسى وهارون.. وفرعون وحاشيته..

قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18).؟ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) ..

قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ.. فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) .. وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) .؟

قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) ..

قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) ..

قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) .؟

قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) …

قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) ..

قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) ..

قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) ..

قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) .؟

قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) ….
….. فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) .. وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) ..

قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) .. يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ.. فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) ..؟

قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ.. وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) ..يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) ..
المشهد الثالث.. صباح يوم الزينة.. في أحد ساحات القصر الخارجية..
….. فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)…..

وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39).؟ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) .؟

فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ.. قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) .؟

قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) ..

قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) …

فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ.. وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) …
….. فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)… فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) ..

قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) .. رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) …

قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ..!؟ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ.. لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) ..

قَالُوا لَا ضَيْرَ.. إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) ..

إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51) ..
المشهد الرابع.. نقل سينمائي.. بين طرق مصر ثم إلى ساحلي البحر بين مصر وسيناء..

وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) ….

فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) .. إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) .. وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) .. وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) ..
}….. فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) .. وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) .. كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) ……{
…. فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) …..

فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) ..!

قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) …
… فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ.. فَانْفَلَقَ.. فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) ..
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) … وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ….. ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إ.. ِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) .. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)..
هكذا تتكامل مشاهد القرآن الكريم لتجسد الأحداث..أراكم على خير إن شاء الله..

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

“إنك لا تحصل على ما تنشده بل على ما تستحقه”
معرفتك بأنك تستحق أن تتحمل مسؤولية أسرة، فعليك أن تثق بنفسك قبل أن تسعى لتكوين هذه الأسرة، ثم كيفية تحقيق ذلك

أنت تصير ما تفكر فيه معظم الوقت “وكما قيل في كتب الحكمة القديمة. يمكنك أن تعرف ما يفكر بشأنه أحدهم أغلب الوقت بالنظر إلى ثمار سنوات حياته ” فمن ثمارها تعرف الأشجار”

فثق في قدراتك ولا تبخس من قدر نفسك! فحقيقة أن لديك فكرة أو رؤية تعنى بحد ذاتها أنك تحمل بداخلك القدرة على تطبيقها. فما زرع الله فيك رغبة الوصول لشيء معين إلا ليعلم أنك قادر.

وكلما تحليت بالثقة في تحركك نحو رؤيتك وأهدافك، تعمل قواك العقلية لصالحك بدرجة أكبر، وستحظى بدرجات أعلى من الإيجابية والتفاؤل، وتتوفر لك الإمكانيات. ومن المهم التأكيد على تحديد الأولويات، فعندما تختار المهمة الأكثر إلحاحا وضرورة. وتركز عليها دون أن يتحول عنها انتباهك، ستبدأ في إنجاز أمور لا يصدقها العقل. فكل نجاح ينبع من القدرة على اختيار الأولويات اختيارًا ذكيًا، ثم الإصرار على المهمة الأكثر إلحاحًا من حيث القيمة حتى إتمامها شيئًا فشيئًا بحسب حجم هذه المهمة، فستجدها تبدأ في الاقتراب والظهور في حياتك. (المتعة في الطريق، ومزيد من المتعة في التحقيق. (

” لذا إذا أصبحت موجهًا بقوة نحو تحقيق رؤيتك، ستدهشك مدى سرعة تغيير حياتك”

ضع رؤيتك، ورؤيتك هي صورة حياتك الاسرية التي تنشد تحقيقها في وقت ما بالمستقبل؟

أول خطوة لتدفق تحقيق ما تصبو إليه في حياتك هي إطلاق النية. بأن تنوي ما تريد تحقيقه.

فموضوع النية، وتوضيح النية، وتركيز النية مسألة حتمية وضرورية. فالأحداث (الأعمال) تتحقق بالنيات. بمعنى أنه يجب أولًا أن تنوي. ولكل عمل نيته الخاصة. ويقال إن النية – وهي رغبة مؤكدة – هي منشأ الأحداث والأوضاع بالنسبة للإنسان.

وتُعرف النية في اللغة العربية بأنها اعتزام الشخص في قلبه ونفسه على القيام بفعل معين، فالنية هي تحرك الهدف الذي تسعى له. ومن المهم جدًا أن تكون النية إيجابية.

*أنوي بيقين: بات من الواضح أنه من المهم إطلاق النية وأنت مدرك أن الأحداث، بأمر الله، ستكون لصالحك وأنها محققة بإذنه.
وهنا كن منتبهاً… هناك فرق بين النية والأمنية. لا نقول “نتمنى” لأن التمني للمستحيل.

هل النية من وراء الزواج مجرد الارتباط فقط بشريك الحياة؟

هل النية من الانجاب هو الإنجاب فقط؟

هل النية من وراء التربية أن تسعد بهم أم تربيهم تربية سليمة، وتجعلهم سعداء وتسعد بسعادتهم؟ فنحن هنا بحاجة لمراجعة هذه النوايا وتجديدها. لماذا؟

نحن نغذي المجتمع بحصاد نوايانا!
إنني كأم.. هل نيتي من إنجاب وتربية إبني وتعليمه أن يتخرج من كلية مرموقة للتفاخر به، ولا يزيد لمن حوله شيئاً، ولا فائدة بل أصبح زائداً عليهم.
أم نيتي من تربية ابني أن يصبح إنسانًا نافعًا أينما كان؛ يفيد نفسه، أسرته، ومجتمعه؟ ويكون إضافة بعلمه وخلقه- وأينما وجد نفع.

في التربية، من خلال التعامل مع النفس، مع الأسرة، ومع الآخرين، نحتاج إلى طرح موضوع الإخلاص فيما نقوم به. ونشير هنا إلى بعض النقاط السريعة في هذا الموضوع، دون أن ندخل في قضايا تفصيلية تخص أهل الاختصاص، لكن لا بد من هذه المقدمات.

تعني أن للقلب اتجاهًا كما نعلم، وهذه هي أصلًا قضية النية. فحركة القلب وتوجهه عند القيام بالعملية التربوية إلى أين تكون؟ إذا كان الهدف إرضاء الله، فهو في نية طيبة، وإذا كان غير ذلك، فهو على غير ذلك.
إذن، ماذا أقصد كأب في تعاملي مع أبنائي؟ هل هو لله، أم لغير ذلك؟ فإما أن يضعف هذا الإخلاص، أو أنه غير موجود، أو أن ضده وعكسه هو الموجود. وكذلك علاقة الأم مع الأبناء، وعلاقة أفراد الأسرة مع بعض البعض.

لا يكون همي وهمك ماذا يقول الناس؟ ولا يكون همي وهمك في الأسرة. ماذا يريد الآخرون؟ وهكذا في سائر المجتمع، لا بد أن يكون الشغل الشاغل هو الإخلاص لأمر الله: ماذا يريد الله مني؟ ألا تطلب لعملك شاهدًا غير الله تعالى؟

ويمكن القول هنا أن النية والرؤية الواضحة للعلاقة المتوافقة ومعايير الحياة المتقاربة تحول العلاقة -على سبيل المثال في الأسرة- من مقاومة ورغبة في تغيير الآخر، وإحساس بالذنب وعدم رضا بسبب عدم الإحساس بالتكافؤ، إلى علاقة منسجمة متناغمة، علاقة تناغمية لا تنافسية، تكاملية لا ندية، يسيرة وسهلة، مع هوايات مشتركة، أفكار متقاربة، مشاعر منسجمة، ورؤية واحدة.

عندما تعمل، جدد نيتك لإفادة غيرك.

عند الدراسة، جدد نيتك لطلب العلم.

عند التعامل مع الآخرين، جدد نيتك أنك تتعامل لله وليس للناس.

وقفة لتجديد النوايا: أنا أطلق النية لتحقيق الخير والوفرة والسعادة لنفسي وللآخرين.؛ لنحصد ثمارها معًا، نحن وأبناؤنا والمجتمع. فلكل شيء نية، حتى للابتسامة نية وأجر. فمعًا من أجل نوايا سليمة وصادقة وخالصة ومخلصة لوجه الله.

*وهنا أبدأ بنفسي.. فهذا العمل له نية: نويت كتابة هذه المقالات لتبادل الخبرة ونشر ما قد يؤثر بالإيجاب ويترك أثرًا طيبًا في النفوس، عملًا خالصًا أبتغي به مرضاة الله تعالى.

لعِظَمِ قدر النية وأثرها في الأعمال صحة وقبولًا، يمكن القول إن أعظم إنجاز يمكننا القيام به هو أن نصلح قلوبنا، ونخلص نوايانا في كل شيء. قال تعالي ” إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٍ سَلِيمٖ ” -سورة الشعراء: 89 – وهذا لا يقلل من ضرورة الاجتهاد في الحياة. ولكنه من شبه المؤكد أن إنجازاتنا العملية والأكاديمية تصبح صفرًا إذا كانت النوايا سيئة.

النية السليمة.. لو تأملنا مفهوم حسن النية والنية السليمة من أساسيات التعامل في مختلف جوانب الحياة اليومية. ففي التعاملات البشرية، هي إبرام النية الصادقة على التصرف، والتعامل بصدق وأمانة وإخلاص بغض النظر عن عاقبة هذا التصرف.

يقيناً أن النية السليمة والمقصد الحسن في الزواج هو أن يقصد به التعفف عن الحرام وابتغاء ما كتب الله من الولد وغيره، وبناء بيت صالح وتنشئة جيل سوي، وأن يعف إنسان ويكفيه، ونحو ذلك من المقاصد الحسنة النبيلة.

دعونا نوجه دعوة لكل من يقدم على الزواج عليه أن ينوي هذه النيات الصالحة، لأن الزواج والحياة الزوجية تكون عبادة يُؤجر عليها الإنسان إذا صلحت النية، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ” إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوُله، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ “[رواه البخاري].

وأنني أعتقد أن نية كف الأذى عن الآخرين بتربية الأبناء على أن يكونوا صالحين لا يؤذون غيرهم. هو أمر بالغ الأهمية.

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: ” وعَلى قدر نية العَبْد وهمته وَمرَاده ورغبته فِي ذَلِك يكون توفيقه سُبْحَانَهُ وإعانته فالمعونة من الله تنزل على الْعباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم والخذلان ينزل عَلَيْهِم على حسب ذَلِك فَالله سُبْحَانَهُ أحكم الْحَاكِمين وَأعلم الْعَالمين يضع التَّوْفِيق فِي موَاضعه اللائقة بِهِ والخذلان فِي موَاضعه اللائقة بِهِ” ” كتاب الفوائد لابن القيم “

فسر البدايات هو على قدر النوايا تكون العطايا
حقًا، عندما تنوي بصدق وبإخلاص العمل لوجه الله في أمر ما، تجد الأمر ميسرًا بإذن الله، وتنعم بثماره. فهل نشهد إطلاق نوايا لما نقوم به؟

فالأمور بمقاصدها، والأعمال بالنيات، فأحسنوا النوايا توهب لكم الحياة

انتظرونا.. دعوة لنا جميعا في المقال القادم – ثم نواصل استكمال هذه السلسة

ومعا خطوة بخطوة من أجل أبنائنا

تحياتي.. دكتورة/ سعاد عبد السميع حسين

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

لا يقف الزمن ولا نستطيع إعادته لأن إعادة الزمن من المستحيلات ..ولكن إن كانت هناك حياة في العوالم الموازية ودخلنا في عجلة الزمن الماضية أعتقد أننا في مقدورنا فقط رؤية الأحداث ولكن لن نكون نحن .

إن ما عشناه محسوب علينا ونحاسب عليه فهو لنا نحن وفقط ..قد تعيش أجسادنا بروح مختلفة في أزمنة متنوعة لا يعلمها إلا الله ..ولكن سؤالي هل تتكرر الروح؟ وإن تكررت من ستحاسب ؟ أم كما كنا نقول يخلق من الشبه أربعين ..هل الروح تخلق من الشبه أربعين ؟ من نحن في العالم وفي الكون؟ وأين تستقر أرواحنا التي تعشق وتميل وتكره وتحب وتحقد وتمل وتكل وتعمل وتفرح وتحزن ويتنفس بها الجسد ؟ هل لنا أشباه ؟ أم هل لنا أجساد أخري تستكمل المسيرة؟ أم هي مسيرة واحدة تعيشها الروح بالجسد الواحد ؟؟

الروح عالم كبير لا يملك مفاتيحه إلا الله سبحانه وتعالى؛ ولنا نحن كل العجب لأننا نتعامل بعقل خلقه الله له حدود يتحرك في فلكها ولا يتعداها وتلك الحدود من صنع الخالق سبحانه وتعالى .

قد نجد أنفسنا كبرنا ووصلنا لمرحلة متقدمة من السن وملأت التجاعيد بشرتنا وتهدلت وجناتنا وتراخت الأعضاء فينا ؛ أما المفارقة التي تحدث عند رؤيتنا لأطفال صغار يلهون ويلعبون وتمسك أيديهم الكرة ويلعبون بها ويقذفوها بأقدامهم ؛ في هذه الأثناء يجتاحنا شعور تلقائي بأننا من سيقود الفريق ويركل الكرة ونسرع للقفز عليها وقذفها عاليا مع هتافات ضاحكة تعود بنا للوراء وننسى السن الذى نسجن بين طياته ..كل ذلك ينفذ بدون علم الجسد وفي لحظة من غياب العقل .. ولكنها هى الروح التي انفردت بكل خصائصها التي أفردها بها الله لتتحرك وتلهو وتلعب وكأنها في محور طفولي ؛ مُنَصَّبة في جسم طفل حسب تركيز عقولنا البشرية ..الروح لا يتحكم فيها الجسد بقدر ماتتحكم فيها شعائر الروحانية الرقراقة بعيدا عن الإنسانية البحتة ..فالجسد يمرض عندما تغضب الروح وتحزن لما يفعله البشر ؛ فإحساس الروح يعقبه ردة فعل الجسد الذي يعيش فقط لسنوات معدودة بقدر الله وتُصَب فيه الروح وعند فنائه تصعد هى لخالقها ؛ واستكمال دورة أو تبدأ دورة حياتية جديدة بمفهوم عقلنا المحدود أو يكون لها عملٌ آخرٌ لا يستوعبه عقل الجسد الإنساني لأنها تصبح في اللا محدود ..

لابد أن نتيقن أنه الروح تعود حزينة لأفعال البشر من نزاعات ونفاق وكذب .. أى المقصود : من الماديات التي تتمثل في عقول البشر المحدودة ، ويمكن أن تشتبك في خصام مثلها مثل الأطفال ؛ فالخصام والخلافات بين الأشخاص في السن الكبيرة يتساوى فيها الفعل مثل الأطفال تماماً ، فيحكون ويشتكون مثلما يحدث في مرحلة الطفولة ، وكل ذلك بسبب الروح.

أي أنه : تتساوى أعمار الطفل والشيخ بفعل الروح الثابتة فنرى خلافات بين الكبار بنفس نمط خلافات الأطفال وطريقتهم ولكنها ليست بسبب السن، أي ليست بسبب الجسم المادي ، فالجسم ينسى كهولته أو شبابه.. لكنها هي الروح العامل الرئيسي الذي لايظهر بالصورة ..

الروح لا تشيخ و لكن الذي يشيخ هو الجسد .

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

مر عامُ من الأحزانِ والأوجاعِ والآلامٍ، مر عامٌ من القصفِ والهدمِ والنزوحِ والشهادةِ والصراخِ والدموعِ والصمتِ المريعِ…
مر عامٌ وغزةُ تحكي قصصًا من الألمِ والأملِ، فكل شبرٍ فيها يروي حكايةً كئيبة، وكل زقاقِ يحمل ذكرى موجعةِ.
بين أنقاضِ المنازلِ وصرخات الأطفالِ، تحيا غزة رمزًا للصمودِ والقوةِ والثبات والاستمرار، ورغم الألم تنبض قلوب أهلها بالأمل، ويواجهون الظلم بشجاعة لا وصف لها.
وبين أروقتها أحلام مؤجلة؛ ففي كل صباح تشرق الشمس، وتعيش غزة حكايات جديدة من المعافرة والتحدي والمقاومة والتحمل.
أحلام الشباب تتعثر أمام القصف والشهادة والجراح، ولكنهم يصرون على الحياة وانتظار غدٍ أجمل، حتى وإن بدا محالًا.
شعب قوي يقاوم بالسلاح، ويعبر عن معاناته بالفن والأدب والشعر، تنطلق الكلمات كالرصاص، تحمل في طياتها آلامهم وآمالهم.

وحتى البعيدون عنها، تظل غزة في قلوبهم، ترسم لهم ملامح الوطن، فكل شجرة وكل جدار يحمل ذكرياتهم التي تنبض بالوحشة والحنين.
أطفال غزة يشيخون قبل أوانهم، يحملون على كاهلهم هموم الكبار، فما زالت عيونهم تنطق ببقايا براءة، يضحكون رغم كل شيء، ويحلمون بمستقبل مشرق.
ومن رحم الظلام، يتسلل الأمل، يأتي الفجر يومًا بعد يوم، يحمل معه وعودًا بالتغيير، ويذكرنا بأن الحياة تستمر، وأن الأمل لا يموت.
غزة ليست مجرد بلد، بل هي روح تسكن قلوبنا، تذكرنا بأن الحياة، رغم كل الصعوبات، تستحق أن نحياها..
لا تنسوا غزة في غمار حياتكم..

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

أنا ماعرفتُ سعادتي لولاكَ
والدمعُ ما أهرقتُه لسواكَا

أنت الذي بجلالِك استخْلَفْتني
في الأرضِ إنسانًا يُعِزُّ عُلاكَا

وخلقتني روحًا تهيمُ ومهجةً
ظمأى تُسَبِّحُ في الدجى بِنَداكَا

فالعقلُ يأمرُ والضميرُ مؤَرِّقٌ
إن نازَعٓتني النفسُ كي أنساكَا
*
هذي القلوبُ توحَّدتْ خفقاتُها
وإِنِ العقولُ تفاوتَتْ إدراكا

في الليلِ والإصباحِ تدعو ربَّها
إن النعيمَ إلهنا برضاكَا

لكنَّنا بشرٌ وأنتَ خلقْتَنا
فيضًا من الشهواتِ لا نُسّاكا

إن ضلَّتِ النفسُ الغريرةُ دربَها
فشفيعُها يَوْمَ الحسابِ هواكَا

والعفوُ في وعدٍ لديكَ منارةٌ
وخطيئتي ستعيدُني لحماكَا

إني أثِمْتُ وقد أتيتُكَ نادمًا
ومنايَ أن ترضى متى ألقاكا

رباه آدتْني الذنوبُ جهالةً
إني أتيتك تائبًا رحماكا

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

حبًا أتيتُكَ ساعيًا و كرامَهْ
والقلبُ يعلمُ للحبيبِ مقامَهْ
.
والعينُ من فرحٍ تقاطرَ دمعُها
يا سعدَ روحي إذ وقفتُ أمامَهْ
.
أأنا هنا.. من بعد طولِ ترقبٍّ
بلغَ المشوقُ مُرادَه ومَرَامَهْ ؟!
.
أأنا هنا .. قد حقَّقَ الرَّبُّ المجيبُ..
…لخافقي بعد الدعا أحلامَهْ ؟!
.
أأنا بروضتِه وقد فاحَ الشذا
وتنسمت رئتي .. هنا .. أنسامَهْ ؟!
.
هل قدَّرَ الرحمنُ أن ألقى الَّذي
ألقى على الكفرِ المبينِ سهامَهْ ؟
.
فتحطمت أصنامُه في لحظةٍ
باسمِ الَّذي أوحى إليه كلامَهْ
.
وأنارَ عالمنا الذي قد أظلمت
أيامُه ُ ، لمَّا أزاحَ ظلامَهْ
.
وأعادَ للإنسان عزتهِ التي
كادت تضيعُ تحسرًا وندامَةْ
.
هذا النَّبيُ الهاشميُّ محمدٌ
في سفرِ كلِّ المرسلينَ علامَةْ
.
قد علَّمَ الدُّنيا ، فيا لفصاحةِ ..
…الأمِّيِّ ، أسَّسَ علمَها و أقامَهْ
.
أخلاقُه القرآنُ ، أنعم بالَّذي
كانَ الكتابُ دليلَهُ وإمامَهْ
.
بقدومهِ رُفعت مكانةُ أمةٍ
وتسامقت شرفًا به و كرامَهْ
.
زادَ العزيزُ بحبهِ عزًا ، و قد
رفعَ الذَّليلُ إذ اقتفاهُ الهامَهْ
.
ووقفتُ في محرابه مبهورةً
والقلبُ يشفي ذكرُهُ آلامَه ْ

يا سيِّدي : هذي أنا من آمنت
بكَ وارتجيتُ شفاعةً و سلامَهْ
.
ودعوتُ ربِّي أن تتوجَ قامتي
كفَّاكَ كيما تشرئبُ القامَهْ
.
ودعوتُه إنِّي أراكَ لِمرَّةٍ
ليطيًّب الجفنُ المشوقُ منامَهْ
.
ولكي أبثَّكَ حزنَ قلبٍ أججت
أحداثُ أمتِنا الجسامِ ضرامَه ْ
.
فالقدسُ ينزفُ و العراقُ مكبل ٌ
والشَّامُ يبكي من جراحٍ شامَه ْ
.
والسَّعدُ في يمنِ العروبةِ كسّرتْ
حربٌ ضروسٌ رأسَه و عظامَهْ
.
فغدا حزينًا إذ تقاتلَ إخوة ٌ
من أجل كرسيٍّ وأجل زعامَهْ
.
والنِّيل يصرخُ : أنقذوني من يدٍ
عبثت بمائي تبتغي إرغامَه ْ
.
يا سيدي ” يا من بُعِثتَ مبشرًا
هذا القصيدُ منحتَهُ إلهامَه ْ
.
لأبثَّ للمستضعفين بشارةً
في غصنِ زيتونٍ وبوحِ يمامَهْ
.
اللهُ ينصرُ من تحصَّنَ بالتقى
وحمى _ برغم المُعتدي _ إسلامَه
.
صلى عليكَ اللهُ في عليائهِ
والقلبُ يُعلنُ حبَّه و سلامَهْ
.
.
فوزية شاهين
.

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

الشِّعرُ وِرْدي
وَتَرنِيمي وَأدْعِيَتي
مِرْآةُ ذاتِي
إذا الإِبداعُ واتاها

أنَّاتُ دَائِي،
وَأدْوَائي،
وَأحجِبَتي
رَاحَاتُ رُوحِي
إذا التِّرحَالُ أشْقاها

كَأسِي وَرَاحِي
وَرَيْحاني وَأُغْنِيَتي
دَقَّاتُ قَلبي،
وَأنْفَاسٌ أُلَقَّاها!

تَقْتَاتُ رُوحِي
عَلَى حَرفِي وَقَافِيَتي
سُبحَانَ مَنْ بِبُحُورِ الشِّعرِ
أَحْيَاها!

تَجرِي دِمَاءُ شَراييني
وَأَوْرِدَتي
مَا بَينَ أَلحانِهِ
تَنْسَابُ أَصْداها

شَمسٌ تُضِيءُ حَيَاتِي
حِينَ مَشْرِقِها
مَا أَضْيعَ العُمرَ
إنْ وَلّى مُحَيّاها

إِنْ يَضحَكِ الصُّبْحُ في عَيْنِي
وَفي شَفَتي
أَو يُشْعِلِ اللّيلُ
في أَحْشائيَ الآها

يُهْدِ القَصيدُ كُؤوسًا
مِن سُلافَتِهِ
مَا أَطْيَبَ الرُّوحَ
إنْ هَامَتْ بِسُقْيَاها

تَسْتَعذِبُ الدَّمعَ
وَالأَشجانَ تُدْمِنُها
وَتَحْصِدُ الشَّوْقَ،
وَالأَحلامَ تَلقاها!

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️


مَنْ يا خديجةُ بالندى أهداكِ
فجعلتِ من وجه الحبيب حماكِ

وبعثتِ من خطبَ الأمينَ بلطفه
فتزوجَ الضوءُ النبيلُ سماك

من يا خديجةُ والبسيطةُ تهتدي
والكونُ يشهدُ بالسنا لعلاكِ

لله دَركِ حين جاءَ محمدٌ
والخوفُ يرسمُ دهشةً برؤاكِ

لا تفزعي بل دثريه وقدمي
من فيضِ عطفِك بُردةً للشاكي

وتزملي من عطر قصته التي
ستكون فتحا في ضياء ثناكِ
وخذيه لابن العم يعرف ما به
ويقول صدقا بالذي سواكِ

هذا هو الناموسُ فانتبهي له
هذى الرسالة بالندى بُشراكِ

ولسوف يصبح هادياهذى الدنا
ويخط عدلا في سماء رباكِ

ولسوف أؤمن لو حييت لبعثه
فاستبشري يا أختُ من مسعاكِ

فالله لا يخزيه مهما كذبوا
ويبيد من عاداه،أو عاداكِ

فهو الصدوقُ ولم يكذبه الورى
وهو المعينُ على الجوى الفتاكِ

يا من صمدت مع الحصار أبيةً
تعطين من فيض الندى لفتاكِ
ولآله والمؤمنينَ سخيةً
قصصا ستنثر عطرها للحاكي

وبطولةً وقفت كأعظم قائدٍ
في وجه متفقٍ مع الإشراكِ

أهديتِ للهادي البشير قلائدًا
حوتِ الجمالَ وحلقتْ بمداكِ

هذى الثرياتُ الوضيئةُ في العلا
نورٌ على نور الرضا بسناكِ

فابدأ بزينب أو رقيةِ في التقى
واختم بفاطمة الهدى كملاكِ

مع أم كلثومٍ توسطت المدى
كالشمس ظاهرةٌ على الأفلاك

يا جدةَ السبطينِ بنتُ خويلدٍ
والجودُ فيضٌ نبعه يمناكِ
هذا القصيد بعطر حرفكِ باسمٌ
يرنو لخير الخلق عبر دعاكِ

يرجوه عطفا والشفاعة ترتجى
من سيد الزهاد والنساكِ

ولتعذري التقصير من حرفى الذي
قد حاول السير ابتغاء رضاكِ

صلى على المختار من سكن العلا
وعليك صلى العطرُ في ذكراكِ!


⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

١-ربَّاهُ لاتخذلْ لنا الأحلاما
نِمْنا وقُمْنا ؛ قَهرُنا ماناما..

٢-من ثَمًّ نمنا ثُمًّ قُمْنا مرةً
في إثر أخرى نحسبُ الأيَّاما..

٣-لكن بقينا مثلما بتنا على
جمرٍ ؛ نُعاني الْمُرَّ و الآلاما..

٤-إنا حلمْنا أن نكونَ بدولةٍ
نحيا بها نَتَنَفّسُ الْأنْساما ..

٥-تُمسي البلادُ خَميلةً مَزْهُوَّةً
بٍحَضارةٍ تُعلي الْعُقولَ مقاما..

٦-ويعمُّ خَيْرٌ فائضٌ لاينتَهي
يُهْدي النُّفوسَ سَعادةً وسلاما..

٧-مٍنْ دونِ أنْ يبتزَّنا ذو سلطةٍ
قد أتقنَ الإرهابَ والإجراما..

٨-يُحصي عليك القولَ بل ويزيد في
قَوْلٍ عليه يُضيفُ عنكَ كلاما..

٩-فإذا شتمتَ الله أنتَ مُسامَحٌ
وإذا سببتَ الْحُكْمَ كنتَ مُلاما..

١٠-يغشى بِلَيْلٍ دورَنا مُتَسَلِّلًا
ويسوقُنا سَوْقَ النعاجِ يَتامى..

١١-وإلى سجونِ الظالمين يَجُرُّنا
ويزُجُّنا ، أيَظُنُّنا أغْناما؟!

١٢-ماذا يُقالُ عن السُّجونِ وحالِها
نمسي بها بغياهِبٍ أرقاما..

١٣-فيها العذابُ كما عذابِ جهنمٍ
فيها نُحِبُّ الموتَ والْإعداما..

١٤- إنَّا حَلُمْنا أن تكونَ ديارُنا
مثل الديارِ فلا تكونُ رُكاما..

١٥- إنَّا حلمنا أن نزورَ الشَّاما..
مِنْ غيرِ خَوْفٍ في النُّفوسِ تَرامى..

١٦-نأتي إليها حالمين بوجهها
مُسْتبشرًا بقدومِنا بسّاما..

١٧-وبقاسيونَ نكونُ في إطلالةٍ
عِنَدَ السًّحابِ معانقينَ غماما..

١٨-تشتاقُنا حلبُ الّتي هتفت بنا:
أأحٍبَّتي لِمَ هجرُكُمْ أعواما؟!

١٩-درعا وديرالزّوْرٍ إدلبُ رقَّةٌ
ما أسبلت رْمْشًا ولا تطيقُ مناما..

٢٠-حتى تضمَّ شتاتَنا أنحاؤها
ويزولَ رجسٌ في الرُّبوعِ ترامى..

٢١-طرطوسُ حمصُ حماةُ هذي حالُها؛
من جورِ ظلمٍ كابدتْ أسقاما..

٢٢-واللاذقية والسُّوَيدا قالتا:
أينَ البشائرُ هل غدت أوهاما؟!

٢٣-تلكَ القنيطرةُ الجريحةُ أصبحت
في قَاعِ قَهْرٍ في الصدورِ أقاما..

٢٤-ذي حَسْكةٌ رغمَ التَّعَسُّفِ إنَّها
لِلْخَيْرِ تبقى منبعًا وَ وِساما..

٢٥-سوريَّةٌ صَرَخت بصوتٍ هادِرٍ
و دموعُها تعلو الخدودَ سِجاما:

٢٦-ثوروا على ظُلًّامٍكُمْ بضراوةٍ
لستُمْ لَهُمْ تَبَعًا و لا خُدَّاما..

٢٧-إنَّاشبعنا ذِلَّةً ومهانةً
فمتى نعيشُ أعِزَّةً وكِراما؟!

٢٨-ومتى سنحيا دونَ رعبٍ فاجرٍ
يأتي الورى لِيُحَطِّمَ الأحلاما..

٢٩-إذ ليسَ يُلْجٍئُنا تجبُّرُ ظالمٍ
كُرهًا على أنْ نعبدَ الأصناما..

٣٠-تُمْسي لدينا كالورى حرّيَّةٌ
ظلمًا نزيلُ عنِ المدى وظَلاما..

٣١-إنَّا حلمْنا أنْ نعيشَ كِراما
هل ذا يضرُّ الْحُكْمَ والْحُكَّاما؟!

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

أتيت ألهجُ والأنفاس ترتجفُ
والحرفُ يشْهدُ والأبياتُ تعترفُ .

بأنَّ حُبِّي أصيلٌ في جزائِرِنَا
يصونُ عهدَ الوفَا مُسْترسِلٌ وجِفُ

أقبلتُ متقدا والشوق يكتُبُني
علَّ المعاني تفِي والشعرُ يندلِفُ

إسمُ ” الجزائرِ” في الآفاقِ مُنطلِقٌ
ومجدُها من مَرايا العزِّ يزدلفُ

أموسقُ الشعرَ…والألحانُ تُطرِبُنِي
والشوقُ يُلهِمُني والصمتُ ينصرفُ

“نوفمبرُ” المجدِ منكَ النور مؤتلقٌ
دربٌ من البذلِ في أعطَافِه الشرفُ

هذي “البُلَيْدةَ ” عطرُ الزهرِ يغمرها
والبحرُ يضحكُ في “وهرانَ” والصحُفُ

“جزائري” موطنُ الأبطالِ يعبُرها
جسرُ الشهادةِ والإصرار مُنعطفُ

” أوراسُ” حُبلَى بذكرَى من بِه رحلُوا
أرواحُهُم قدْ غدَتْ إلهامَ من ضَعُفُوا

و”الونشريسُ” يُحاكي مجدَه قلمٌ
ثَراهُ تِبرًا بكأسِ الحقِّ مُرتشفُ

في “جيجلَ” الأهلُ والنجوى معطّرةٌ
بالصحبِ والعلمِ.. والأحلامُ تنعكفُ

قدْ غيَّبَ الموتُ فيهَا “والدي”، فنمَتْ
أنَّاتُ حزنٍ .. وقلبي منهَا يعتصفُ .

“معسكر” في النُّهى، ما زلتُ أذكرهَا
فالقلبُ في شغفٍ والروحُ تلتهفُ .

عندَ “المَدِيَّةِ ” ريح للصِبا انبعثتْ
وكيفَ تُنسَى.. بها الأحلام والهدفُ .

“ميسونُ ” في عينِهَا نامتْ، مهدَّبَةً
فعرَّشَ الحزنُ والحسْرَى بها شغفُ

ثَرى ” الجزائرِ ” يا تبرًا به اعتركت
دماء من “صدقوا” كَي يسلمَ الخلفُ

هَذي ” فرنسا” تُباهِي بالأَذَى علنًا
لَمَّا علاَ القُبحُ فِيهمْ، للخَنا هتَفُوا

شعبُ ” الجزائرِ ” جبَّارٌ لهُ شيمٌ
للقدسِ قِبلتُهم، قد عاهدُوا ووفُوا

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

قد أفرغوا إنائيا
فلمْ أَنلْ غذائيا

ذئبُ الرّزايا جاءني
ملتهِمًا أحشائيا

وهدَّني ليلُ الأسى
مُعتِّمًا أضوائيا

فباتَ متعَبًا فمي
لمْ ينتهرْ أعدائيا

لا نَعمي نَعمْ ولا
لائي استمرّتْ لائيا

وخانني صيفي فلمْ
يُنْهِ خُطى شتائيا

أغفو ولا أَنسى وفي
صحوي أرى شقائيا

وسائدي تنهرُني
حين اشتدادِ دائيا

ومقعدي يضيقُ بي
مُكثِّرًا إعيائيا

يفرُّ منّي دفتري
محتقِرًا إمضائيا

وقلمي يقولُ لي :
عنّي ألا كن نائيا

أبكي ولا مِنْ أحدٍ
يسمعُ ليْ بكائيا

وإنْ شدوتُ لا أرى
مستحسِنًا غنائيا

صباحيَ البؤسُ بهِ
وقد غزا مسائيا

كأنَّ نهريْ ما جرى
وليس مائي مائيا

يُعميْ الرّمادُ بصري
مُسمِّمًا أجوائيا

أسألُ : مَنْ جرَّحني
وهدَّ ليْ بنائيا

ومَنْ رماني حجرًا
مُخلخِلًا أعضائيا

هل بشَرٌ أم زمني
خلّعني ردائيا

مجفِّفًا حدائقي
مُكتِّمًا ندائيا؟

والآهُ ما أمرَّها
مُزيلةً صفائيا

أقولُها وحفرةٌ
قد بلعتْ أشيائيا

وبيْ تُحيطُ أذْئُبٌ
مُريدةً إيذائيا

لكنْ أقومُ باسمًا
مجدِّدًا رجائيا

جداولي أطلِقُها
مُروّيًا صحرائيا

وطاردًا رمالَها
مُنقّيًا فضائيا

هيهاتَ مَنْ موتيْ بغى

يومًا يرى فنائيا


٧ / ١١ / ٢٠٢٤

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

قِفْ للتي في ثَراها المَجْـدُ قد وَقَفا
وَلْتَعْذُرِ الدَمْـعَ مِن عَينيكَ إنْ وَكَفا

وَزِدْ فُؤادَكَ صَبْراً في مَرابِعِها
واسْرَحْ بَعيداً إلى الماضي الذي سَلَفا

وَقَفتُ في مَدخَلِ الحَمراءَ ناظِرَةً
والرُوحُ تصْرُخُ ياحَمْراءَ وا أسَفا

فلمْ يَزَلْ عطْرُ أجدادي بها ولَهُمْ
شَواهِـدٌ ملَأتْ تاريخَها شَرَفا

رَوضٌ من الخُلْدِ شيّدْنا مَعالِمَهُ
وقد أضعْناهُ لمّا أمرُنا اختَلَفا

لولا التَفَرُّقُ ماجاءَ العَدوُّ لنا
ولاتَمادى وَلا مِن مائنا اغتَرَفا

وَليسَ من أُمّـةٍ تسْعى لفُرقَتِها
إلاّ وَصارتْ إلى أعدائها هَدَفا

فَلْنَتَّعِظْ حينَ ضاعَتْ شمْسُ أندَلُسٍ
مِنّا كلُؤلُؤةْ قد فارقَتْ صَدَفا

مازلتُ أسمَعُ صوتاً من مَنائرِها
يُكبّرُ اللهَ دهراً فوقها هتفا

ماءٌ زُلالٌ وَجَنّاتٌ تُحيطُ بها
وَقَصْرُها دَهْشَـةٌ للفَنِّ إنْ وُصِفا

مازالَ يحْضُنُ أحْـلاماً مُخبّأةً
ظلّتْ وغابَ عَويلُ الريحِ وَانصَرَفا

لاغالبَ اليوم إلا اللهَ تقْرَؤها
على النُقُـوشِ التي مامِثلُها عُرفا

والزُخْرُفاتُ لها صَوتٌ بأخْيلَتي
كَصوتِ زريابَ إنْ غَنّى لمنْ عَزَفا

كأنَّ زُخْرُفُها يُرثي لنا قَمَراً
قد غابَ عَنّا الى المَجْهولِ وانخَسَفا

وَهذهِ البِرْكَةُ الحَسناءُ مافَتئَتْ
تَزيدُ قَلبي إلى سَلسالِها شَغَفا

غرناطَةُ المَجْـدِ قد ضاعتْ مَلامِحُنا
والجُرْحُ شَكّلَ في التاريخِ مُنعَطَفا

لكِ الزَمانُ انحَنَتْ أحقابُهُ عَجباً
وظلَّ قَصْرُكِ فيها شامِخاً أنِفا

فأنتِ شمْسٌ مدى الأيّامِ مُشرقَةٌ
والنورُ منكِ تَحَدّى الليلَ والسُدُفا

للهِ درُّ الليالي في تَقَلُّبها
وللزَمانِ إذا بالناسِ قد عَصَفا

مازلتُ أنظُرُ في عَينِ الخَيالِ لها
والرُوحُ تَهْمِسُ يادَمْعَ العُيونِ كفى

حتّى رَجعْتُ وآهاتي لها غُصَصٌ
بينَ الضُلوعِ وقلبي ظلَّ مُرتَجِفا

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

نَهَلَ الظِـمـاءُ و نبـعُ عينِـكِ مَنْهـــلُ
و الوالهـــــونَ الـــواردونَ النُهَّــــــلُ
و العاشِقـونَ الذاٸِبـــون تَكاثــروا
و تحيّــروا مَنــذا يَفُـــوزُ فيحصِـــلُ
يـا آيَــةً في الحُســنِ أنـتِ بديعُــهُ
وَ جمـــالُهُ بِجَمــالِ وَجْهِـكِ يَكمِـــلُ
لَـكِ مَبْسَــمٌ كالفَجْـرِ في إشـراقــهِ
إنْ يُرْتَشــفْ يــروِ الشِفــاهَ فَتَثْمُـــلُ
وَ فَـــمٌ بمنطِقِــــهِ بيــانٌ ساحـــرٌ
وَ قصيدةٌ عَصمَـاءُ ؛ مَعنـیً أجــزَلُ
و الشَعْـــــرُ راغَ تَذَلّــــلاً و تدلّـــلاً
كالطَيـفِ لَيلاً مِن نـجــومٍِ يُـرسَــلُ
و القَــدُّ في هَيَــفٍ يميــلُ تغَنُجــاً
و الخَطوُ في مَيَسٍ يمُـدُّ فَيعجـلُ
وجـــهٌ سَنـــا نـــورٍ يشِــعُ تَألُقَـــاً
عُشّاقُــــهُ للهِ ۔۔۔ مِنــــــهُ تتبَتَلُـــوا
و الرمــشُ نبــلٌ كالأسِنَــةِ صَفُّهــا
فبِسِحْرهِ و لِحاظِ عينِـكِ مقتـــلُ
. ـــــــــ♡ـــــــــ .


♕ احد شعراء ( موسوعة الشعر العربي الفصيح في العراق ) للأديبة فاطمة بوهراكة .. عن دار المرايا للطباعة و النشر ـ العراق ـ الانبار
♕ الديوان الشعري (نَظمُ الجواهر ) إصدار دار جلجامش للنشر
♕متصدر لعدد من الفعاليات و المسابقات الشعرية الكبرى على المستوى العربي ..
♕ تُرجمتْ العديد من قصائده الى اللغات الحيّة الأجنبية {الإنجليزية، الإسبانية،الفرنسية، البرتغالية،و السويدية}.
♕ مساهم مع عدد من شعراء العرب في اصدار دواوين مشتركة
منها
١- {الديوان المحمدي، يارسول الله} عن دار ديوان العرب للنشر و التوزيع ـ مصر ـ بور سعيد
٢- ديوان {طوفان الأقصى} عن دار ديوان العرب للنشر و التوزيع ـ مصر ـ بور سعيد
٣- الحلم العربي نفس دار النشر
٤- ديوان الحكمة (تحت الطبع )

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

وكرهتُ نفسي والحياةُ كرهتها
ورجوتُ لو خَرَّ الفؤادُ صريعَا

وسئمتُ أصنافَ الطعامِ جميعها
وودتُ سمًا قاتلًا ونقيعَا

عيشُ الحياةِ بذلةٍ لا يستوي
للحرِّ ثوبٌ فارقَ الترقيعَا

هل لي بعيشٍ كي أصونَ عروبتي؟
في أمةٍ صارَ الخنا مشروعَا

طفلي يبيتُ وفي العراءِ مولولًا
والنذلُ يرقصُ ماجنًا وخليعَا

وعلى الولائمِ كالذئابِ تراهمُ
عافوا اللحومَ فما رَأَوْ تجويعَا

مدوا الأيادي للعدوِ وطأطأوا
كلَّ الرؤسِ وأعلنوا التطبيعَا

والقدسُ تَدْمَى عينُهُ من حسرةٍ
يشكو جِوارًا خائنًا ووضيعَا

للقدسِ أجنادٌ بغزةَ إنهمْ
خَرُّوا وقاموا سُجَّدًا وركوعاَ

فهمُ الجنودُ ولا جنودَ سواهمُ
درعٌ تفرَّدَ بالصمودِ منيعَا

يرجون نصرُا والجهادُ سبيلهم
فالحرُّ يحيا رأسُهُ مرفوعَا

قسمًا بربِّ الكونِ من خلقَ السما
يومًا سَنُرْدِي الظالمينَ خنوعَا

يا ربُّ حَقِّقْ في الحياةِ مرادَنا
ليكونَ نصرُ الصامدينَ ربيعَا

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

أكادُ. أجنُّ لو عزمَ الرحيلا و قلبي صار يملكه الخليلا

و لم أحسب بأن يمضي بعيدًا
ليمسي اليوم دهرًا. أو يطيلا

كمجنونٍ تراني في الفيافي
بوجدي يشعل البلوى فتيلا

فلا يدري بما فعلت لحاظٌ
بقلبي حيث أرداني قتيلا

وفيض العشق أمسى مثل نهرٍ
سقيمَ الحال محزونًا ذليلا

يسوءُ النبضُ إذْ يجفو لِيومٍ
تراني حين يهجرُني عليلا

فما عرف الهوى بابًا لقلبي
وما ًاتًّخذ الطريقَ له سبيلا

فكيف الحالُ لو عزم اغترابًا
سيمسي العيشُ عيشًا مستحيلا

فلا تهجر فإنَّ الهجرَ موتٌ
وخذ قلبي إذا شئت الرحيلا

فلا يحييك نبضٌ دون نبضي
ولا يغدو لكم نبضًا بديلا

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

يا راعــيَ الطوفانِ عِشتَ مُمجّدا
وعَلــوتَ مـا بعـد الشّــهادةِ سَيّدا

أنــتَ الــذي أعلنتـها ، وبــدأتَـــها
حَـــرباً تقضُّ كيانَـهـم ، والمُبــتدا

تِشرينُ حيثُ غزوتَهم في سَبتهمْ
ورجعتَ في تِشرينَ نِلتَ المَقصَدا

وكــأنّ فـي تلكَ البدايـةِ حــكـمـةً
مَنحتكَ عاماً كي تَصـوغَ المَشهَدا

فرسمتَ من وحي الحكايةِ لوحـةً
ألوانُها الحمراءُ تحــــــملُ مَوعِــدا

فَإطارُها ، وفصـولها الأقصى الذي
يُسقى تباريـحَ الشّــقاءِ مِــن العِـدا

أوليتَــــهُ الشّـــرفَ الرّفيـعَ فَقُلتَـها
لبيكَ يــا أقصـى وصــوتُـــكَ رُدِّدا

مــا بيـــنَ حـــبّاتِ الرّمـالِ مُدوّيــا
وعلى مسامع مَنْ طغَوْا وقعَ الصّدى

فتـجـــمّـعــــوا للصّــدّ دونَ تــوازُنٍ
والدّهشــةُ العميـــاءُ تُنــكرُ مـا بـدا

صـالوا وجـالوا ،والضّلالُ يقودهـمْ
والمكـــرُ منـــهم كالدخـانِ تمـــدّدا

لكنّــــــهم خَـلـف الخــــفاءِ تَيقّنـوا
أنّ الدّخـــيلَ وإن تمـــرّدَ واعْتـدى

سَـيُشــدُّهُ حَــــبلُ الفــناءِ وينتــهي
فالزّيـفُ لـنْ يبقى حــليفاً مُنجِـــدا

سُـــقيا لنهجــكَ يــا سلــيلَ كَرامـةٍ
يـــا سَــيفَ حـــقٍّ للبــقاءِ تجـــرَّدا

أســـقـطْتَ أوهـامَ الخــرائــطِ كلِّــها
فَبَــدا عـريــنُ الواهــميـــنَ مُهَــدّدا

كُسِـرتْ شــعاراتُ النّفـوذِ ، ولـم تعدْ
نَعَـــراتُهـــــم إلا ســرابــاً أســــــودا

قـالـوا: ركنـتَ إلى الخــنادقِ خائـفاً
وتركـــــتَ أربــابَ البنــادقِ والفِــدا

فظهرتَ فـي الميدانِ تُفســدُ زعمَهم
بطـلاً جسـوراً لا تهــابُ لظــى الرّدى

قـــارعتَهـم حتــــى النهــايــةِ مُقـبلاً
لتنـــالَ مــن نــورِ الشـــهادةِ مـــولدا

يـــا أيـــــها البطــلُ العنيــدُ تركتـــنا
نَرثي ، ونبني مـــن رثــائك سُـــؤددا

سَيُسَــجّلُ التّــاريـخُ يــومــاً مُعْجَــماً
يَــرويـــكَ نجــماً خـــالداً، ومُــخَــلَّدا

أحييـتَ فـي الأجــيالِ نَخـْـوةَ قــادةٍ
حَــملوا الكرامَةَ ، والشّجاعةَ ،والهُـدى

يكفيــكَ فخــراً أن خَرقـتَ حُصونَهم
وزرعتَ فكراً لن يـزولَ مَـدى المـــدى

طوبى ليحــيى ،عـاشَ حُـرّاً ، ماجــدا
وقضـى شَــهيداً في الجــنانِ توسّــدا

رؤياكَ يا يحــيى سَــيُزهــرُ غُــصــنُها
وثمارهـا سَـــتكـــونُ نصــراً مُرعِــــدا

فاليـــومَ نصــنع من صــمودكَ بأســنا
ليكــونَ فتـحَ القـدسِ موعـدنــا غـدا

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

صبحٌ تنفَّسَ والأنفاسُ عاطرةٌ
وسَبَّحَ الكونُ بالأنوارِ والنِعَمِ

وغرَّدَ الطيرُ بالتسبيحِ فانتعشتْ
دنيا بمجدِ الإلهِ الفائقِ الكرمِ

بوركتَ صبحاً بهِ الأرواحُ خاشعةٌ
تكبِّرُ اللهَ منجيها من الظُلَمِ

بالفجرِ ربّي جعلتَ الكونَ منتبهاً
من الرقادِ لِيُشفى الناسُ من سقمِ

سحرُ الدعاءِ يزيدُ النفسَ مكرمةً
وفي الصلاةِ خلاصٌ من لظى الألمِ

صلّى عليك إلهي دائما أبداً
يا من بُعثتَ لخيرِ العُرْبِ والعجمِ

أنجيتَ دنيا من الأوثانِ تعبدُها
ياخاتمَ الوحي قد أحييت من عدمِ

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️




واللاجئين بكل ربع شُردوا
ويضم أيضا ذاهلا مكلوما

بالضيم عانى بالضياع مصائبا
شتى وحيدا منهكا محروما

يا (بلفور) الطغيان بؤت بفعلة
تبقيك دوما خاسئا مهزوما

مهما انتصرت ببغي عظمى دولة
سيظل اسمك في الورى معدوما

لصا خبيثا مجرما متسببا
في النائبات المهلكات زنيما

أعطيت أرضا لست تملك ما بها
لمن استباح القتل والتكليما

ومضى بتزييف الحقائق زاعما
عيشا له بالمثبتات قديما

بمرارة الأوهام يسطر سفره
فظا بقيعان الهوان سقيما

تاريخ تزوير بمحض صفاقة
تزجي جهارا بالنهى التعتيما

وتلوث الأذهان بالفكر الذي
بث السياق المنكر المزعوما

يا ساسة الأهواء خبتم كلكم
حقا جعلتم قلبنا مهموما

مأساة حزن أطبقت بأزيزها
تجثو علينا العاصفات حسوما

وتلوح في أرض العروبة بالردى
وتبث فينا فيحها المسموما

قرن من الأعوام مرَّ ولم نزل
نأبى الهوان ونرفض التسليما

ظن اليهود ظنونهم وتجبروا
وبدأتمُ أنتم لها التدعيما

ستزول (إسرائيل) يوما قادما
مهما جرى فتعلموا التعليما

وعد الإله ولا خلاف لوعده
إنا نصدق باليقين عليما

ربا كريما واحدا متفضلا
برا رحيما بالعباد عظيما

يا من وعدتم وعدكم خَرَّتْ لكم
أمجادكم وتحطمت تحطيما !

هل تذكرون زمانكم .. تاريخكم
أضحى بأسنان الخواء هضيما

وتبدلت أحوالكم وأموركم
وتهشمت قواتكم تهشيما

يا (بلفور) الخسران أدعو ربنا
دوما عليك لكي تنال جحيما

وتكون في النيران أنت وعصبة
أمضت بظلم وعدك المشؤوما

ستعود أرض الصالحين لأهلها
لتنال منا دائما تعظيما

صلى الإله على النبي وآله
من حاز في (قدس) الضيا التقديما !

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

تَسلي يبنتَ الأيامِ فينا
ولا تُمحي الخطى كي تزدرينا

وقولي للدُّنا، فالقولُ عهدٌ
بسقطِ متاعِها لن تشترينا

نَبيعُ ثيابَنا لوْ مرَّ ضيقٌ
ولا نُعطي العدا في الحربِ لينا

كأنَّ ثباتهُ في الحربِ سدٌ
منيعٌ أشبعَ الغازي أنينا

يُقاومُ رايةً والريحُ تعدو
يُرفرفُ شامخاً حتّى يبينا

لهُ في كُلِّ حالكةٍ بياضٌ
يداوي القلبَ أو يُعطي المعونا

وما أنِفتْ معاصِمُنا بنزرٍ
ولا أعطتْ لظالمِها السكينا

ترانا صامتينَ إذا شتمنا
ونلصقُ حقَنا فوق الجبينا

وما طيبُ الحياةِ بغيرِ عيشٍ
كريمٍ يا تُرى لو يتركونا

قفوا واستفسروا عن كُلِّ شيءٍ
فمن منّا شكاهُ العالمينا

ومن منّا قُبيلَ الصبحِ يدعو
ومن في خُلقهِ صارَ الأمينا

على أرضٍ إذا بَلَغت خُطانا
نكونُ بها أسوداً فاتحينا

متى كنا ضعافًا يا بنينا
وفينا ينبضُ الحقَّ المبينا

تُهددنا وكنا أهلَ بئسٍ
ويطربنا القِتالُ ويشتهينا

قفوا شهباً بوجه الظالمينا
أذيقوا آلَ صهـ.ـيونَ الأنينا

وغذّوا كُلَّ محتلٍ بسقمٍ
وردوا كيدهم رداً مهينا

فصبراً يا شِرارَ الأرضِ صبراً
ستلقونَ الرَّدى وعداً يمينا

ستأتي فتيةٌ من كُلِّ فجٍ
يُلاقونَ الأعاديَ ضاحكينا

لنا في كُلِّ واقِعةٍ وذكرى
بغزةَ والعراقِ مجاهدينا

أضاؤوا دربَنا ولهم علينا
حقوقٌ بعدما قرّوا العيونا

ستبقى أرضُنا للمجدِ عزٌ
رُفاتًا أو عليها ماكثينا

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

تضيقُ على تلكَ البقــاعِ الأضــالعُ
وتُوسِعُ في ذرفِ الدّموعِ المدامِعُ

وتكوي جبينَ الشِّعرِ حُرقةُ خافقٍ
تشبُّ كنــــارٍ لو تفورُ المواجِعُ

أكانَ صَدى الأشعارِ يخفي أنينَها
وكلُّ بَيـــــانٍ بالجراحِ يُنازع؟

فما حالُ أبيــاتٍ إذا اليوم بُحتُها
وتبكي على نزفِ الجراحِ المطالِعُ

بماذا أخطُّ الآهَ فوق دفـــاتري
فكلُّ مِدادٍ أثقلتْهُ الفواجعُ

لِغَزَّةَ تبكيني القوافي ، ومَنْ أنا؟
سِوى كاتبٍ عنها بدمعٍ يُدافِعُ

لكِ اللهُ يا أرضـًا تمـــوتُ بِعِزّةٍ
وتحيا ، فما زالت تجودُ المراضِعُ

وما زالَ في الزّيتون زهرٌ يَلُفُّهُ
وفي الصّخرِ عزمٌ تعتليهِ الطّلائعُ

بِفَجْرٍ تطلُّ الخيلُ فوقَ ظُهورها
رجالٌ وتعلو في الزُّنودِ القواطِعُ

هنيئـــًا لأرضٍ قد رواها مُدَجّجٌ
بِصبرٍ ، وفي صبرِ الرّجالِ المصانعُ

لقد كان في “يحيى” عزيمةُ ثائرٍ
وتزهو على ذاكَ الرُّكــامِ الأصابعُ

دمٌ في ثراكِ اليوم يا غزّةَ اصْبِري
فما ضاعَ حقٌّ والنّفوسُ تُصارِعُ

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

نُــــــلَامُ لِأَنَّـــنَــا يَـــوْمًــا
بَسَـطْنَــا الْــيَــدَّ أَمْــيَــالَا

طَوَيْنَا الْحُزْنَ فِي صَمْتٍ
حَـضَـنَّـا الــصَّـدَّ أَشْــبَـالَا

صَـعَـدْنَـا فَــوْقَ أَوْجَــاعٍ
تَـلَـوْنَـا الـصَّـفْـحَ إِجْــلَالَا

فَــمَــا يَــوْمًــا تَـعَـاظَـمْنَا
وَلَا عَـــــزْمٌ بِــنَــا مَــــالَا

وَلَا ذَنْــــــــبٌ لَــــنَـــا إِلَّا
صَـبَـبْـنَا الْـحُـبَّ إِجْـمَـالَا

نَــثَــرْنَــا الحُــبَّ أزْمِـنَـةً
حَـصَـدْنَا الْـخِزْيَ أَجْـيَالَا

ونَــحْـنُ عَــلـىٰ مَـوَدَّتِـنَـا
فَــمَـا شَـــيْءٌ بِـنَـا حَــالَا

سَــعَـىٰ لـلـهَـجْرِ أَكْـثَـرُنـا
ولٰكِــــن ضَــــلَّ تِــرْحَـالَا

أَعَــــادَ فــؤادُنـا قـــولًا :
يَــظــلُّ الــحُــبُّ قَــتَّــالَا

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

تمشي على وجه الأديم نعالنا
ورسول ربي تحته مدفون

قد فاض دمعي أنه تحت الثرى
والقلب مني آسف محزون

هو عشقنا هو روحنا وفؤادنا
بهوى المشفع نبضه مرهون

من كان لا يهوى النبي محمدا
أعمى البصيرة إنه مسكين

أواه با أبتا أتعلم أنني
كم بات يضنيني إليه حنين

منيت قلبي أن أظل بروضه
لَكِنْ أَكُّلُّ الأمنيات تكون؟!

ورجعت يا أبتا وقلبي عنده
فمتى يغادر ذي النفوس أنين؟!

قد خلت أن الوصل يروي غلتي
لَكِّنَّ حقاً كم تخيب ظنون

ما كنت أدري والحنين يقودني
أن الفؤاد لدى الحبيب رهين

أشتاق يا أبتا أُقَبِّلُ نعله
فعسى تكف عن البكاء عيون

صلى عليه الله ما خفق الحشا
نور العيون وللقلوب يقين

تهديك روحي يا شفيع تحية
فاقبل سلام الروح يا ياسين

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

رغمَ السنينِ ، أفينا الحزمُ لم يُصبِ ؟

والعزمُ ويلكَ : هل يشكو منَ النّصبِ ؟

2- تمضي الدهورُ بِلا حَولٍ ، ولا رَشدٍ

آنى نَسيرُ ، نُولّي الوجهَ لِلنُّصبِ

3- في كلّ ناحيةٍ – يا شُؤمنا – هُبلٍ

صِرنا عبيداً ، وناءَ القلبُ بالوَصبِ

4- نَأوي الحظائرَ ، كالأغنامِ دَاجنةٌ

نَجري وَرا الكلبِ ، أو نَهوي إلى الْعَقبِ

5- نَخشى السياطَ إذا ما الليلُ دَاهمنا

نجترُّ أنّتنا – لَيلاهُ – فانتحبي

6- صِرنا كأندلسٍ في دارنا شِيعا

نحيا التفرُّقَ ، لا نَفتر من الْلعب

7- مَحضُ الْغثاءِ : بِلا حَولٍ ولا سَندٍ

صِرنا أداةً : لِمح. تلٍ ، ومُغتصب

8- يا بُؤْسَ منْ : رَفعُوَا السكسونَ ما ارتفعُوا

أعطَى الوعودَ ، وما بالَى بِذي صَخَبِ

9- اليومُ كالأمسِ صرنا الدهر حَاميةٌ

نَحمي اللصوصَ ذوي الأسمالِ والقصب

10- قَرنٌ مَضى ، ومِنّا الأرضُ مِحرقةٌ

نَحيا الهوانَ ، ونحيا شَرّ مُنقلبِ

11- قتلٌ وهدمٌ ، يراهُ الناسُ كلهم

تحت الرُّكامِ : يُلفُّ الحيُّ بِالتُّرب

12- أكفاننا – كَدمانا الحُمْرِ – قَانيةٌ

لا تَعرفُ النومَ ، بل تَعيا من الحَصّب

13- والعالمُ الْمسخُ كالأعمى به صَممٌ

كُلٌّ علينا ، وباتَ الكلُّ ذَا أرَبِ

14- يا أمّتاهُ : أماتتْ رُوحُ مُعتصمٍ

نَحيا الإ با دة ، نَحيا الدهرَ في كَربِ

15- أينَ السبيل ؟ أما للرشدِ بُوصلةٌ

فيمَ الشّقاقُ ؟ وفيما غَفلةُ الْعربِ ؟!

16- أين العروبة ؟ هل ماتتْ ضَمائرها ؟

أين الشهامة ؟ هل غَاصت إلى الرُّكب

17- أينَ الإخاءُ ؟ أليسَ الدينُ يجمعنا

بُؤساً وسُحقاً لمن باتوا كذي الْخُشُب

18- يا أُمتاهُ : أفيقي – ويلكِ – انتبهي

فالخطبُ جِدٌّ ، دَهاكِ الليلُ بِالنُّوب

19- طالوتُ حولك ، هل ما زلتِ غَافيةً

كيف الخلاصُ ؟ أتحيي العمرَ بِالشّغبِ ؟!

20- عُودي إلى الله ، كي تَحظَيْ بِنُصرته

ناداكِ ربُّكِ : بالقُرآنِ فاعتصبي

الثلاثاء 5 نوفمبر – تشرين الثاني 2024 م.

3 / جمادي الأولى 1446 ه

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

منذ قرون وأنا على رمالٍ متحركةٍ أسير ..
ابتعلتني لسنين .. لم أقاوم ..
التحفتُ ذراتِ الرمالِ خوفا من هالة الشمس ..
وخلَدتُ لنومٍ حنون؛ سماؤه طفولية من حديقة بيتنا الزمردية
جاءتني نجمةٌ فتيّة ..حدثتني طويلا عن سحر السمر في المساءات
وأُنسِ السفرِ على ضوء مصابيح السُراة ..
كانت لحظةً مُفعمةً بصدى تساقط الرمال …
إنني فوقها الآن.. وعليها يقتفي أثري من تاه من الرُكبان
كانت يداي صِفرا من ذكرى الفوانيس …
وجميع نجومي بلا نواميس .. تعتصِر قَبضتُها قلبا أدمن النوم فتساقطُ عليه النبضاتُ بأمان ..
كنتُ أسيرُ وأسيرُ وحدي ..
لا …
كان العُنفوانُ المُتَفلِّتُ من تلك الحديقةِ يحدو رَكْبي ..
أعلم أنني لست وحدي ..
لكنني لا أرى أحدا بقربي ..
أسقطُ في نهاية الليلِ في مخبئي ..
وذاتَ فجرٍ خانني السقوط ..
أحاطتني الشمسُ ..كبّلتني ..
رمَت أشعتَها كحبالِ الصندوق السحري ..
في ضوئها مرغمةً حركتني ..
اندسّتْ بقوةِ طفيليةٍ في عتمة أعماقي .. وضعتْ على أسوارِها الشعلةَ المفقودة ..
وفي متاهةِ اللحظاتِ بين عتمتين …
عَبَر طَيفٌ قديم، ليسألَني:
ماذا تريدين ؟
اعتصرتُ عُنقودَ أفكاري، فثمِلَت سنونُ سفر، رقصت على حيرة مسافاتٍ صحراوية .. وليالٍ قمرية، وأخرى عديمةِ الفوانيس .. و….هالةِ شمس

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️


هذه المرة طلب البروفيسور محمود من الحضور بعد أن حياهم أن يقفوا دقيقة ليس حدادا، ولكن تبجيلا وتقديرا لبطل الليلة. وقفوا جميعا وقد ازداد شوقهم لمعرفة من يكون!
دارت الشاشة، رجل ستيني يرتدى ملابس المعركة، ملثم، يجلس هادئا على أريكة، تقترب منه الكاميرا ، جراحه تنزف دما، ذراعه تبدو مبتورة، ربطها بسلك حتى يخف النزف، رجله اليسرى مصابة أيضا، الهدوء لايتناسب مع حجم الإصابة، يندهش الحضور، لاتعبير عن الألم، ثبات لم يعهدوه من قبل، تقتحم طائرة مسيرة هذا البيت المحطم وتقترب منه، تزداد شهقاتهم حينما يفاجأون بيده السليمة وقد رمت بعصاة على الطائرة!. ينقطع البث ليعود وقد تلقف آلاف من الأشبال والشباب هذه العصا.
من أي فيلم هذا المشهد؟ من هذا الممثل؟ لم يروه من قبل؟ ومن المخرج البارع الذى أخرج هذا المشهد؟!
ربما تجول هذه التساؤلات بداخلكم،و أصدقكم القول لولم أقرأ مذكرات منتصر، وأبحث في كتب التاريخ لظننته مشهدامن فيلم قديم. نظرات دهشة وأصوات تتردد، بطل الليلة تعني؟!
هو؟
يحيى هو.
وكأنه خلق ليحيا. وتلك رميته التى صارت مضربا للأمثال. يقول منتصر الفلسطيني :هذه الليلة لا أدرى هل أفرح بختام صاحبها، أم أحزن لفقيده؟! حقا هو رجل بأمة. كنا صغارا، لم يكن يقبل بالهزيمة ولا حتى في اللعب، خرج علينا ذات يوم ممسكا بعصا يعرفها أهل المخيم:لِمَ تمسك بعصا جدك يا يحيى؟
لقد أهداني إياها يا عماه.هذا الشبل من ذاك الأسد. يحييه الرجل ويغادر المكان. نسأله أحقا أعطاك جدك هذه العصا التى لم تغادر يده أبدا؟ نعم. كنت أتشاجر مع محمد وهممت برفع العصا عليه لإخافته، نهرني جدي وأمسك بالعصا، شعرت بقوته وهو يستخلصها مني، قال :لاتستقو على أخيك، وهذه العصا لاترفع إلا على عدو، هذه العصا نزلت على رأس أكثر من جندي من جنود العدو!
ماذا؟! جدك في هذا العمر ويستطيع أن…
نعم أخذ جدي يحكي ويحكي عن كفاحه وحتى الآن. لكنه اختصنا بقصته دون غيرنا.

خرجنا ذات يوم نحمل الحجارة لنرمي بها العدو الذى اقتحم مخيمنا، يقول منتصر: من يصيب العدو منا برمية قوية يصير الزعيم، كنا نتسابق في جمع الحجارة، هيا يا يحيى أنت أقوانا في إصابة الهدف، التقط بعض الحجارة والحق بنا. نظر إلينا ساخرا، لقد كبرت على هذا، اليوم سألتحم معهم بعصا جدي.
لكنك ستقترب وتمكنهم منك. قلت له.
يجب على المقاتل أن يطوِّر أسلحته. يرد يحيى.
لكن يا يحيى..
لم يقف لنكمل تحذيرنا وهجم على جمع من الجنود من الخلف وصوَّب على أيديهم وأذرعهم، وصلت إلينا الصرخات وتلقفنا العصا التى قذفها يحيى حين أحاطوا به.
بعد عامين عاد إلينا وعادت إليه عصاته، لم نعد نلتقي كثيرا، لقد انشغل بتطوير أسلحته، صار له شأن كبير في المقاومة، دعانا للانضمام وانضممنا ومن حين لآخر تجتمع شلتنا وهو معنا وعصا جده يتكئ عليها ويذكِّرنا بأنها لن ترفع إلا على عدو. نسخر منه: يا يحيى، تجيد استخدام أنواع الأسلحة المختلفة ومازلت ممسكا بالعصا؟! أتظنها عصا موسى؟! ضحكات تتردد في المكان :لا أدرى،ربما!.
صار اسم يحيى مرعبا لجواسيس العدو، لا رحمة ولا شفقة في التعامل معهم. إنه يشكِّل خطرا كبيرا على العدو، ترصدونه حتى تمكنوا منه،. يتوقف بروفيسور محمود ويعود ليعرض عدة صور ليحيى في مراحل عمره المختلفة، ثم يوقف الشاشة على صورة معينة ويعود ليكمل. في هذا العمر خرج يحيى من السجن، اثنان وعشرون عاما قضاها في سجون الاحتلال، يقول منتصر: كل منا كوّن حياة خاصة به إلا يحيى، قضى شبابه بين أيدي العدو، لم يضعف ولم يلن، تعلم لغتهم وفهم كيف يتعامل معهم. خرج من سجونهم وهاهو بيننا، هذه المرة متكئا علي عصاه بين القادة على المنصة يخطب فينا، إنه رئيسنا الجديد!.

محاولات إصلاح لأحوال معيشتنا، هدوء في التعامل مع العدو، ظننا أن العصا لن ترفع مرة أخرى، حتى رأيناها رفعت يوم السابع من أكتوبر! كانت إشارة الهجوم الذى زلزل العالم، يتردد اسمه علي الألسنة، مريدوه في العالم أجمع، مطلوب من أجهزة تخابر العالم، عام كامل يكبِّد العدو خسائر مهولة، ويدفع وندفع معه وحدنا ثمن العزة والكرامة التى أخذ يبثها في الأمة، ثمن الكرامة يدفعه وشعبه دون الآخرين.
هذه المرة لا يا سيدي، لاتشارك معنا، الخطر محدق بك من كل جانب،
وما أكثر العيون التي تحاصرنا.
يقول مساعده مصعب.
ومنذ متى نخشى الموت يا مصعب، يامرحبا بالشهادة.
نحتاجك يا يحيى.
يموت يحيى ويولد يحيى، بلادنا لاتعقر أبدا، هلم نراجع خطتنا.ما أجمل أن يختار لك القدر هذه النهاية، بل ويسخِّر لك لسان عدو ليذيعها، من حيث أرادوا أن يظهروا ضعفك وضحت جليا قوتك خافوا يدخلوا عليك فأرسلوا طائرتهم لترميها بعصاك، عصاك آخر ماتملك من أسلحة، وآخر ماتودع به الدنيا، رمية سجلها التاريخ.تستحق هذا الختام يا يحيى. يتوقف بروفيسور محمود عن حكي منتصر ويعيد تشغيل الشاشة خلفه ليظهر على الأريكة رجل ستيني، يرتدى ملابس المعركة، ملثم.، تقترب منه الكاميرا، جراحه تنزف دما …….

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️


جلست في شرفة منزلها ذات صباح جميل .
أمامها على منضدة ركوه قهوة يملأ بخارها المكان .
ينفذ عبقه في مسام الروح والجسد .
يجبرك على أن تغمض عينيك وتأخذ نفسا عميقا كأنك تريد أن تلملم ما انتشر منه في صدرك ،
تتسلل خيوط الشمس على استحياء تتحسس المكان ،
يعانقها نسيم عليل ندي يلتمس منها دفئا ،

سكبت قهوتها في فنجان أنيق ينم عن ذوق أرستقراطي
رشفت رشفة صغيرة كأنها تهدي الفنجان قبلة ،
أو تتلقى منه قبلة ،
تحسست شفتيها بطرف لسانها ،
يا لروعة مذاقها ،
وضعت الفنجان على حافة الشرفة ،
ألقت رأسها إلى الوراء ، نصف مغمضة العينين
تحسبها نائمة وما هي بنائمة ،
تلفعت بخيوط الشمس ،
اخترقت حدود الزمان ،
بضع وثلاثون سنة مضت ،

اسمها راقية
طفلة أو تكاد ،
ذات أربعة عشر ربيعا ، مراهقة أو على حافة المراهقة
تلميذة في الصف الثالث الإعدادي .
ذكية نجيبة مرحة في خفر ، شأن المراهقات يطللن على عالم واعد حالم .

مدرس التاريخ ، شاب في العشرين ، أعزب ، وسيم
رصين ، على خلق رفيع ،
يعلم أين هو ،
في مدرسة بنات ، خطوته محسوبة ، نظرته مرصودة ، كلمته موزونة
أُُُشفِق على مثله في هذا المكان ،
يتحسس طريقه برفق وحذر ،
يعلم أنه محط أنظار هذه الفراشات وحلم بعضهن ،

راقية ، يا للإسم الجميل
جذبه ذكاؤها وحيويتها وحياؤها وخفة دمها
جذبتها وسامته ورصانته ولطف معشره
تلاقت النظرات وقالت كل كلام دون كلام
أحبها وأحبته .
عيونهما قالت ذلك
لعل دقات قلبيهما وشت بما يعتمل في الصدر من هوى .
يعلم أن العيون تلاحقه وتحصي عليه أنفاسه .
كان حصيفا ، وصلتها مشاعره دون أن تفطن زميلاتها

قابلت صمته بصمت ،
صمت يصرخ أحبك
وهكذا مضت الأيام ، حب صامت عاصف
تتنقل كفراشة ، تقفز كظبية ،
عاشقة
تعلم أنه يحبها ، ويعلم أنها تحبه
يختلسان لحظات في غفلة عن العيون فتتكلم العيون

ثم كان اليوم الموعود ،
أو المشؤوم
وإذا بالعاشق المعشوق يعلن أنه سيلتحق بكتائب المجاهدين .
هاجت المدرسة وماجت .
خرجت العذارى من شرانقها ،
لم يمنعهن الحياء أن يبكين مسافرا قد لا يعود .

زُلزِل كيانها ، بكت دما
صرخ صمتها
فغرت فاها
تريد أن تقول :
هل تعلم ماذا تفعل بي ؟
لو تعلم لأشفقت علي
ولرحمت قلبي

احتبست الكلمات في حلقها
جف ريقها
تصرخ بلا صوت :
لمن يهتف قلبي ، ومن تناجي أحلامي ؟
تنتحر الحروف على طرف لسانها
لك الله يا صغيرة

وجاءت لحظة الوداع ،
بل لحظة الوفاة .
اقترب منها ، عيناه في عينيها ،
لم يعد يخشى الرقيب
صوته يرتجف ،
شفتاه ترتعشان
( لن أنساك ما حييت إن كُتبت لي الحياة )
عبراته تمردت عليه

كالحالمة مشت إليه
وقفت أمامه
رفعت نفسها على رؤوس أصابعها
وقبل أن تفيق ويفيق
التقطت بشفتين مرتعشتين دمعة كانت تنتظرها على رأس خده .
نظرت في عينيه
استدارت
واستدار
تركها كيمامة مذبوحة .

أفاقت على صوت زوجها :
راقية ،
ما بك ؟
ما هذه العبرات على خديك ؟
مسحت دموعها ،
لا شيء ، ألم في قلبي يعاودني بين حين وآخر .
نعم ،
ألم في قلبها عمره بضع وثلاثون سنة
لم تداوه الأيام
جذوته لا تنطفىء ،
تزيد أوارها الذكريات

هل يموت الحب ؟

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

رغم أنه شارف الثمانين؛ لم أره يوماً في عبوس، فجَدِّي بطبعه ـ ومنذ وعيت ـ رجلٌ فَكِه، يعشق الدعابة ، ومشاكسة خلق الله من فوق منصته الطينية أمام الدار، لا يفلت أحدا، الرائح والغادي، شباباً أو شيوخاً، رجالاً أو نساءً، ومع ذلك فهو محبوب منهم ويحترمونه .. دائماً ما ينادونه “أبا سعدون” .. صباح الخير يا ابا سعدون .. عواف يا ابا سعدون .. اتفضل يا ابا سعدون …

لآرائه وأحكامه بينهم كل الاعتبار والتوقير؛ فلا ينعقد لهم مجلس عُرفي إلا وهو أول المدعوين من قضاته .. كثيراً ما كانت مداعباته تلك، وتعليقاته الساخرة هي العلاج المخفف للاحتقان والتشدد بين الخصوم .. كان حافظاً لكتاب الله، وديواناً للكثير من الأشعار؛ فيلقي من الآيات أو الأبيات ما يناسب المقام

أوصاني أبي ـ منذ رحيل جدتي ـ بملازمته، وألا أعصي له أمرا .. سبع سنوات وأنا أصاحبه، لا أفارقه إلا قدر يومي الدراسي .. حين أعود أقوم على قضاء حوائجه؛ وبخاصة مشواري اليومي إلى دكانة “حبيب” لأجلب له باكو المعسل، وكيس البن، ولفة الحلاوة الطحينية .. وكدأبه في أيام الصيف؛ ما إن تنكسر حرارة الشمس؛ وتسري في الجو نسمات العصاري الطرية؛ إلا ويخرج ـ أذا لم يذهب للحقل ـ فيعتلي (المصطبة) مع نرجيلته وكنكة القهوة .. يدعو من يمر به ليشاركه جلسته .. يتبادلون الحديث في أي مما يعن لهم ، ويدخنون .. مع أذان العِشاء ينفضُّ السامر، وتُطفأ النار ..

يأوي إلى فراشه عقب عودته من المسجد مباشرة، ويصحو مع نداء الفجر، فإذا انتهى من صلاته؛ أجرى طقوسه التي اعتاد، فيعمد إلى “المنقد” فيشعل ما توافر من حطب، ثم يإتي بالخبز من “المشنَّة” فيُحمِّصه فوق الجمرات، بينما يدْفِس الكنكة عند الحافة، ثم .. ثم يوقظني عنوة لأشاركه فطوره وقهوته .. ما إن ننتهي إلا ويدفعني دفعاً ـ بحرارة عباراته التي تستحثني على التفوق ـ لأتجهز لمدرستي؛ بعدما يدُسُّ في يدي ما يجود به من مصروف، أما هو فيخرج إلى جلسته الصباحية المألوفة أمام الدار ..

لاأدري لماذا داهمتني قشعريرة خوفٍ، وتملكني الفزع؛ حين فاجأني صياح جدي ـ عصر ذاك اليوم ـ مُحملاً باللهفة، يستنهضني:

ـ صالح .. يا صاااالح

من فوري نهضت مُلبياً، تتعثر قدماي فيما لاأرى؛ حتى كدت أنكب على وجهي وأنا أردد متلعثما:

ـ حاضر .. حاضر

ألحق به عند باب الدار مستفسراً؛ لِمَ انزعاجه واستعجالي؛ فيبادرني:

ـ هات الحمارة وتعال ياولدي

كان قد تبقَّى من واجبي المدرسي مسألتان؛ فاستمهلته عشر دقائق لأنتهي منهما .. لم يأبه لطلبي، ولكنه تصنَّع الهدوء، وراح يربت على كتفي بكفٍ متوترة، بينما صوته يأتي وكأنه يستعطفني:

ـ هيا ياولدي .. تأخرنا عليها هذه المرة

ماكان لي الخِيَرة .. لابأس، سأكمل حين نعود .. ترادفت خلفه على ظهر حمارته التي بدا عليها الكبر .. لم يعتل ظهر غيرها من زمن لا أحصيه .. كثيراً ما كنت أحفزه ليأتي بغيرها أكثر شباباً وفتوة، لكنه كان ينظر إليَّ يضجر، وعيناه تنضحان باللوم، ولا يجيب ..

على غير عادته مضى صامتاً، شارداً، يحدِّق في الفضاء ,, رددت عنه سلام من ألقى علينا السلام .. ساورني القلق من تبدل حاله، بادرته:

ـ ما بك ياجدي ؟

ينتبه من شروده، تصاعدت من جوفه تنهيدة عميقة؛ ممتدة زلزلتني، أردفها بلسان ممرور:

ـ تذكرت عمك (أمين) ـ رحمة الله عليه ـ الوحيد الذي أحب الأرض والفلاحة، عكس أبيك الذي تعلق بقطار الميري .. تأمَّلت فيه خيراً، ولكن القدر كان أسرع؛ فلقي ربه على أرض سيناء، وتركني وحدي أرعاها .. أنني حزين لمصيرها من بعدي يا صالح ..

أصابني ما أصاب جدي من غم، وراحت تتوالى على مخيلتي ـ حينها ـ مشاهد المترددين على دارنا يعرضون عليه شراء الأفدنة الثلاثة أو جزء منها، وبالسعر الذي يريد؛ وهو يرفض رفضاً قاطعاً .. موقعها المتميز عند تقاطع الترعة الكبيرة والطريق العمومي جعلهم لايملُّون التردد، وتزيين العروض بمختلف الإغراءات، وموقفه لا يتغير ..

ـ سلام عليكم ياحاج سعدون

يجفل جدي من سَبحته مع صفعة الصوت ,, مسرعا يلملم شجونه وهمومه ويعيدها إلى مكامنها قبل أن يرصده عليها أحدهم، ثم يرد مفتعلاً مرحه الذي يعرفون:

ـ وعليكم السلام يا ابن حَميدة ..

يتوالى علينا المارُّون، يلقون السلام في غدوهم ورواحهم؛ وجدي يرد .. ثم فجأة يخرج صوته مشحوناً بالغضب:

ـ يعني هو حرام تنصفيني مَرَّة، وارمي انا السلام؟

أصابني الذهول للحظات، أُسائل نفسي : ترى من يحادث؟ هل أصابه الذِهان، أم غزته تخاريف الكبر على غير العادة؟ .. سألته:

ـ إنت بتكلم مين ياجد ؟ .. وأذا به ينفجر:

ـ با كلم بنت الحمار دي .. ثم لكزها لتسرع

تعالت ضحكاتنا مابقي من الطريق، وهو مازال يعاتبها حتى وصلنا الحقل .. ترجَّل من فوره، أسرع الخُطَى نحو رأس الحقل، عمد مباشرة إلى أعواد الأذرة النابتة؛ يتلمس أوراقها المبرومة، وقد بدا عليه الأسى لحالها، وراح يهز رأسه يَمنة ويسرة وكأنما يعاتب نفسه .. يجلس على ظهر أحد الخطوط، يفرك قبضة من التربة بأصابعه .. تناهى إلىّ صوته؛ وقد تلبَّسته بحَّةٌ غريبةٌ:

ـ حقك عليه يا غاليه .. أنا غلطان لك

رعدة خوف اغرقتني في بحار ظنوني وتشككي: ثانيةً .. من يحاكي هذه المرة وما أمامه من أحد؟ .. انتشلني نداؤه؛ وقد توغل في الحقل غير بعيد:

ـ يا صالح .. لاتنس حين نعاود أن تذهب إلى دار عمك “سعفان” .. فهمت الرسالة، فهو المكلف ـ من جدي ـ بنثر السماد، وريّ الأرض مع أنفاره .. جُل همي في تلك اللحظة أن أطمئن عليه :

ـ حاضر يا جدي .. أنت بخير؟ .. وكأنما فضحتني نبرات القلق في صوتي؛ فجاءني رده:

ـ بخير ياولدي .. اطمئن

في ظل (التوتة) العتيقة ألجأت ظهري إلى جذعها، مطلقا زفيراً طويلاً هادئاً، وأنا أردد بيني وبين نفسي :

ـ يااااه .. حمداً لله على سلامتك ياجدي .. أرعبتني

أنسحب من شرودي مع تواري الشمس وراء البناية المتمددة، المتربعة بناصية الطريق، يخترق صخب ماكيناتها الجدران، يطاردني .. أنظر بأسى إلى مابقي من جذع التوتة، متشبثة جذوره بضفة الترعة .. ساقاي تكاد تخذلاني، أحمل تثاقلي حتى باب سيارتي، أدير محركها، وأغادر .. صوت محزون ينهش خلايا صدري، يصاحب ترحالي، ويتردد صداه في كينونتي:
ـ يرحمك الله يا جَدِّي .


يرحمك الله يا جدي، أبدأ بما ختم به القاص الرائع الأستاذ أحمد عثمان قصته بعنوان شجون الجذع المجذوذ، والجذع المجذوذ أي المقطوع من الشجرة الأم المنفصل عن جذورها،المهتز لأدنى هبة هواء،فيشعر بالوحدة ،والوحشة والحزن،وهذا حالنا اليوم وقد تخلينا عن جذورنا وقيمنا فأصبحنا كالجذع المقطوع،ريشة في مهب الريح وغثاء كغثاء السيل.
آه ثم آه على ذكريات الزمن الجميل،حين كان الجد(الذي يمثل تراثنا ومفاهيمنا وقيمنا) قويا مرحا يبادل الجميع حبا بحب،يفيض عليهم بثقافته الأصيلة،النابعة من حفظه لكتاب الله، وكثير من الأشعار،ولطف التعامل،يوم كان الناس أسياد أنفسهم،يزرعون الأرض ،فتفيض عليهم بخيراتها، يتذكر صالح( الذي يمثل جيل الفترة الإنتقالية بين الأصالة،والتطور المتسارع غير المرغوب في أغلب نتائجه) كل تلك الذكريات الجميلة،وقد تبدلت الأحوال،فخضرة الأرض قد تبدلت فحل محلها البناء الإسمنتي الأصم،وتبدلت الضحكات والسلامات بضجيج المصانع،وحلت السيارة الحديدية مكان الحمارة ،ووجمت الوجوه،وفترت العلاقات،وحتى العبادات التي كانت تعج بحياة القلوب أضحت مجرد عادات تؤدى بحركات آلية تفتقد إلى الروح،انفرد كل إنسان بنفسه،وحمل هموما تنوء بها أكتافه،وتعقدت العلاقات المالية،ولوثتها معاملات الربا الذي يسخط الرب،ويدمي القلب،أخطبوط قل من ينجو من مكره وبطشه..لذلك أطلق صالح تنهيدة خرجت من صدره المكلوم شوقا إلى البساطة والبراءة وصلاح الحال والبال قائلا رحمك الله يا جدي.

وكانت لنا في العِشْقِ أيامٌ
شَهَدَ الفُؤادُ صَفْوَها واستَكَانَ
رَسَمَ الوجُودُ على أعْطَافِها
لَوْحَةً تُنْطِقُ الحُبَ ألوَانَا
وَتَنَاغَمَتْ أوْتَارُ عُودٍ
على وُعُودِ صُبْحِنا وَمَسَانا
عَبَقَ الوُجُودُ حَولنا
شذا أرِيجِنا و سَنَانَا
غَارَت قُلُوبُ من
زَاغَت أبْصَارُهم لِلُقَانا
وتعالت ضَحَكَاتُنا وَأدركنا
كَمْ رَضَى القَدَرُ عَنَّا وَأرْضَانا
……….. …………
لَكِنَّها أيامٌ مضتْ والآنَ
تَسْبِقُ الآآآآآآآآآآآآآهَ شَكْوَانا
وَصِرْنَا لِقِصَّةِ الأَمْسِ ذِكْرى وعُنْوَانا
فَانْتَبَهْنا مَا بَالُنَا
هَل وَلَّى رَبيعُ هَوانَا أمْ
سَلَبَ الزَمَانُ عُمْرَنا وَصِبَانا
يَامَنْ…. ذَاقَتْ النَّفْسُ
في عِشْقِه
عُمْرَاً لَمْ ولَنْ يَكُنْ إلاَّنا
يامن أنَسَتْ الرُّوحُ بِقُرْبِهِ
وَتَأْبَى الحَيَاةُ سِوَانا
إنْ تَعُدْ…. عَادَتْ لنا أيامُنا حُلْماً
يَحْلُو بهِ مَكانَاً……..وَمَاكانَ

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

شايل حمولي وسارح
من بدري ع الأسواق
سميط وبيض وجبنة
والفاكهة ع الدواق
الرزق يحب الخفية
وانا قاصد كريم رزاق
راضي بقليلي وشاكر
والبركة عال العال
جنيه ولَّا مية
أهي كلها أرزاق

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

اللوحة تمثل امرأة بملامح مصرية قديمة، تنظر إلى الجانب مرتدية تاجاً مزخرفاً بالألوان والزخارف الفرعونية، مما يضفي عليها هيبة ملكية.و إلى جانبها تظهر كتابات ورموز هيروغليفية، بما في ذلك رمز “العنخ” (رمز الحياة) و”عين حورس”، اللذان يشيران إلى مفاهيم الحياة والحماية في الثقافة المصرية القديمة. اللون الذهبي للخلفية يمنح اللوحة إحساساً بالفخامة ويعزز الطابع التاريخي الذي يعكس الحضارة المصرية القديمة.

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

ألوان زيت على توال. رسم طبيعة صامته

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

في ليلة من ليالي شتاء مدينة الإسكندرية الدافئة كانت عروس البحر على موعد بلقاء مع نائب رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر و كبير مذيعي البرنامج العام الشاعر الكبير السيد حسن الملقب بكروان الشعر .

حيث احتفت مدينة الإسكندرية بعيد ميلاده و بتكريمه في حضور رئيس نادي أدب قصر ثقافة الأنفوشي نورس الإسكندرية الشاعر والناقد الكبير جابر بسيوني ، و في حضور كل من الدكتورة سهام الزعيري ، واللواء علاء فكري ، والشاعر والأديب الكبير أحمد فضل شبلول ، كما حضرت اللقاء الدكتورة آمنه مصطفى الهجرسي المستشار الأدبي لجريدة على باب مصر ، و الكاتب الصحفي أشرف الجبالي رئيس تحرير جريدة وموقع على باب مصر .

وقد استعرض الضيف الكبير مراحل إبداعه وعمله الإعلامي وأهم المحطات فيه ، كما تحدث الضيف عن بدايات رحلته مع الشعر منذ أن كان طالبا بكلية الإعلام جامعة القاهرة وعلاقته بالشاعر الكبير فاروق شوشه.

وفي هذه الأمسية ألقى الشاعر الكبير السيد حسن عددا من قصائده الرائعة ، ثم تلا ذلك عدد من مداخلات الحضور ، و اختتمت الندوة بالاحتفال بعيد ميلاد الضيف الكبير الذي يوافق التاسع من شهر نوفمبر ، وتم اهداؤه درع نادي أدب الأنفوشي وسط لفيف من الشعراء والأدباء والإعلاميين …

هذا و تتقدم أسرة جريدة على باب مصر بأطيب الأمنيات القلبية للضيف الكبير و أصدق الدعوات له بالعمر الطويل والنجاح الدائم و العطاء الثقافي الراقي و المتجدد .

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

يتم الإحتفاء سنويا بالعيد القومي لمدينة كفر الشيخ من أبناء المحافظة في الرابع من نوفمبر من كل عام ، حيث يوافق هذا التاريخ ذكرى معركة البرلس البحرية .

و في هذا العام شهدت المحافظة احتفالا استثنائيا في عيدها بصحبة الأوبريت  المكتوب بالعامية المصرية ( ولادة يا كفر الشيخ ) والذي قام بتأليفه شاعر النيل المعاصر الدكتور جمال مرسي ، ليلقى هذا العمل الفني نجاحا مبهرا و يسعد به كل الحضور .

أقيم هذا الإحتفال  تحت رعاية التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي بكفر الشيخ برئاسة لواء دكتور أسامة الإتربي وبحضور سعادة محافظ كفر الشيخ لواء دكتور علاء عبد المعطي ، والدكتور عمرو البشبيشي، نائب محافظ كفر الشيخ.ولفيف كبير من رجال الدولة ورجال الصحافة و الإعلام  في حضور جمهور عريض من أهالي مدينة كفر الشيخ و في وجود أعضاء نادي أدب كفر الشيخ.

بدأ الإحتفال بعزف السلام الجمهوري وتلاه كلمات كل من :  سعادة المحافظ د. علاء عبد المعطي ، وسعادة اللواء د. أسامة أبو العز الإتربي  ، ليُفتح الستار بعد ذلك  على البهجة والفرحة التي تمثلت في كل حرف من كلمات الأوبريت من  تأليف الشاعر الدكتور جمال مرسي مع عدة لوحات فنية راقصة ومغناة من فرقة كفر الشيخ للفنون الشعبية لتعبر أفضل تعبير عن شخصية مدينة كفر الشيخ .

ومن الجدير بالذكر أن أوبريت ( ولادة يا كفر الشيخ ) من ألحان الموسيقار حسام الشريف وإخراج درامي للفنان عبد الرحمن المصري ورؤية وإخراج عام للفنان إبراهيم عبد المقصود .أما الإشراف الفني فقد كان برعاية الشاعر طارق مرسي أبو مروان  و بدعم كبير من معالي د. لمياء لطفي ، كما قام  الأستاذ وليد الأسيوطي بالتصوير  الرائع لهذا العمل الفني المتكامل الذي أوحى بفكرته  الأستاذ  محمد عاطف ليشهد الميلاد بهذا الزخم و النجاح .

هذا و تنتظر الساحة الفنية و الأدبية  المزيد و المزيد من هذه الأعمال الفنية الهادفة و البناءة التي تحسن التعبير عن جميع ربوع مصر .

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

في عرض ترى فيه روح الفنان والشاعر والفيلسوف صلاح جاهين متجسدة أمامك في شباب كالزهور المتفتحة، جاءت الليلة الرابعة من فعاليات النشاط الفني والثقافي بمؤسسة القوة الناعمة بدار رعاية كبار الفنانين بالسادس من أكتوبر، تحت إشراف الفنان القدير ياسر علي ماهر والدكتور اللغوي المجدد صلاح شفيع، والمدير التنفيذي للدار الفنان محمود عبدالغفار، برعاية الأستاذ الدكتور أشرف زكي رئيس مجلس الأمناء.

قدم الليلة الفنان أيمن عزب، وأخرج العمل الفنان المبدع الدكتور أيمن عبدالرحمن، الذي أكد أن الشباب الذين قدموا العرض جاءوا حبًّا في الفن ورسالته، وهذا ما يندر حدوثه في هذه الأيام.
ساعدت في إخراج الأمسية مروة رفاعي، وساعد في الإخراج وقام بالتمثيل شادي ممدوح، والمخرج المنفذ إبراهيم كامل.
بدأ العرض بقصيدة ألقاها الشاعر د. عماد زيور حبًّا في الشاعر صلاح جاهين، وقامت بالعزف على العود الفنانة رنيا الجنايني، كما قام بالتمثيل كل من:
يوسف ياسر، نورهان صلاح الدين، هاجر مصطفى، بسمة عزت، نيفين أنور، أمنية بدير، سارة سامي الدمسيسي، وشهاب أشرف.
وقام الفنان محمود عبدالغفار بدور الشاعر الكبير صلاح جاهين بشكل رائع، أثر في جميع الحضور.

حضر الليلة عدد كبير من المهتمين بالفن والشعر والأدب، بالإضافة إلى الفنانين المقيمين بالدار. وكان من بين الحضور رئيس الجالية السودانية بالسادس من أكتوبر.
ومن الآثار الطيبة للأمسية الرائعة ما كتبه المخرج محمد خورشيد على صفحته بالفيسبوك:
الفنان ياسر علي ماهر..
مبروك علينا وعليك نجاح فكرتك ومشروعك الفني الثقافي غير التقليدي..
شكرًا لك ولكل من ساهم معك ليخرج إلى النور بهذه الصورة المشرفة.
وكتب: صديق عمري الدكتور الفنان أيمن عبدالرحمن..
أسعدتنا أمس بهذه الصحبة الجميلة من الفنانين والفنانات في الملحمة الممتعة عن الفنان الراحل “صلاح جاهين”.

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

جاء الشِّتاءُ مُبكراً

هذه المَرَّة

ترتجفين شوقاً

أشْعلي بَعضاً

من الذِّكرياتِ كي تُدفِّئَنا

أوقدي سِراجَنا القديم

وتعالي نتصفَّحُ صور دفاتِرَنا

كلَّما دبَّ النُعاسُ في عينيكِ

قَلِّبي على نارِ الأوجاعِ

حُرقَةَ الرَّحيلِ

“لاَ تَهْتَمِّي لِلْغَدِ

لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ

يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ”

لا تَجزعي هي ذئابٌ عابرةٌ

لا تُتقِنُ غيرَ العُواءِ

في أمانٍ أنتِ

بين أوراقي

وبَعضٍ من الأشجانِ

في أمانٍ أنتِ

لا تَفزعي؛ أسواري شاهقةٌ

لا دَخيلٌ يتسلَّلُ

ولا ريحٌ تَعبُرُ

أحرقي المزيدَ من أنفاسي

ونامي في دَعَةٍ حتى الصَّباحِ

تعالي في كُلِّ الشِّتاءاتِ

كي تُصبحَ دافئةً كُلُّ الشَّهقاتِ

أنا نبيذُ الأيامِ المُعتَّقِ

فاشربيني

حتَّى الثُّمالةِ

أنا بوحُ القصيدةِ

فالتهمي حُروفي ومنها أبداً

لا تَشبَعي

يُخجِلُني أنَّ ما تبقى منِّي

لا يروي

ظمأَ السِنينِ العُجافِ

يُخجِلُني أنَّ ما تبقَّى مِنِّي

قليلٌ من الفَرحِ

وهضابٌ من الأحزانِ

أوقدي من جَذوةِ التَّوقِ

سيجارتَكِ الأخيرةَ

وانفثي دُخانَ غيابِكِ

فوق رُوحي المُنهَكةِ

أنا حَطبُ الأيَّامِ الغابرةِ

أنا رَمادُ النِّسيانِ

الَّذي تَبقَّى

بعد مُوسمِ حَصَادِ الغيابِ

في عينيك اشتياقُ النَّحلِ

لتقبيلِ وردةٍ

وبوحُ العنادلِ

لشجرةِ التُّوتِ العتيقةِ

لماذا عندما تأتينَ لستِ أنتِ؟

تأتينَ مثلَ العنقاءِ

تأتينَ كما انبثاقُ الرَّبيعِ

واِنبلاجِ الصُّبحِ

مثلَ عناقيدِ الَّلهفةِ

مثلَ طَعمِ الفَرحَةِ

في عيونٍ دامِعةٍ

تتلألأُ بالنُّجومِ

وتسبحُ في حبَّاتِ المَطرِ

عندما تأتينَ لَستِ أنتِ

الَّتي كُنتِ في آخرِ مَرَّةٍ

في كُلِّ مساءٍ تُصبحينَ أجملَ

تصيرينَ أنقى

مِن غيرِ أقنعةٍ

مِن غيرِ وجوهٍ

غيرِ وجهِكِ الأوَّلِ…

“”””””””””””””””””””””””

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

على جلد الخريطة
ضاع الميزان
وشوامخ الجبال
صرن العنوان
رمال الحدود
تارة تزحف
وتارة أخرى
على إيقاع الطبول
تتراقص.. تتموج..
اختفتِ المفاتيح
وعكازُ الستر..
ذهب مع الريح..
كل إلى غايته يرنو..
الشواهق للشواهق دَرَجًا
والأسافل في الأسافل دَرَكاً

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

ولتعلم جيداً أن الله سبحانه وتعالى يغار علي قلب المؤمن من أن يلتفت إلي دونه،فإن كنت ذو مكانة عنده حصّنَكَ من سهام الدنيا باختبار يُرغمك أن تدور في فلك التضرع،فيكون الدعاء من صميم روحك لامجرد كلمات يتمتم بها لسانك،لتعلم أن ليس لك ملاذ إلا إياه،حينما تستقر كينونتك علي محطة التسليم ،والرضا في الأوقات العصيبة،ولو لم تدرك الحكمة فيما يدور،ينتهي الاختبار حينما يؤدي رسالته فيك،لن تعود بعد النجاة كما كنت سابقاً ،فقد كشف لك وجهاً من أوجه الدنيا،التي لولا ذلك لفتكت بك برونقها الخادع فلا تكاد تفيق حتي ينقضي عمرك فتذهب إليه مفلساً ،قد أنار بصيرتك عندما أصبحت تري أقدارك بعين الآخرة،صرفك عن مشاعر الألم برؤية مكانتك عنده في الدنيا لأنك تعلم يقيناً أنه ماابتلاك إلا لإنه يحبك،شغلك بالنظر إلي قوافل المحتسبين يوم أن تُزف أرواحهم إلي عُرس الآخرة فتنظر إلي امتحانك بعين المحبة بأنه مطية الوصول إليه سبحانه…

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

كُلُّ رَسائِلي الَّتي كَتَبْتُها عمري بِدَمي،
أَلْقَيْتُها خَلْفَ بابِها؛
سَدَّتْ طَريقَها إلَيَّ.

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

شاخت أمي بقدر لم استطع أن أتقبله، خاصة يدها التي ترتجف محاولة تلقف ملعقة أرز، بينما جلها يقع على عبها.
أخذتها و بادرت بإطعامها كي لا أراها تفعل ذلك، فاجأتني بقولها:
_ هل ستطعمني غدا؟…من يدري؟.

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

أحرار
تعطروا بالشهادة؛ اكتحلت عيون الوطن.

وليمة
زارهم السلام؛ ذبحوا حمائم الوطن.

خطايا
دثرتها جلابيب الضلال؛ هتكها النور.

زواج
انتظر عرائس البحر؛ قتله العطش.

انعتاق
تشامخت أعناق الحرية؛ اخضرت أعواد المشانق.

عقوق
شُحَّ الوفاء؛ ازدهرت أرصفة الضياع.

ابتسامة
غادرت الشفاه؛ خيم الحزن.

إعلام
لمعوا أحذية السلاطين؛ اتسخت عقولهم.

سلطة
شحت الكراسي؛ اعتلوا الجماجم.

حقيقة
ماتت ضمائرهم؛ عسعس الظلم.

كاميرا
التقط طعام القمامة؛ وثّق هجرته.

عدالة
استباح عفتها؛ انتقمت السماء.

ضلال
عقروا المغفرة؛ أنجبوا الآثام.

ضياع
قتلوا هداهدهم؛ أكلتهم الحشرات.

جبروت
عاش بأحلام النسور؛ مات عصفوراً.

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️


في غرفةٍ مغمورةٍ بالظلال ، يجلسُ سجينٌ عجوزٌ على مقعدٍ خشبي مهترئ.

يمسكُ بيده قطعة فحم، ويترك أثراً داكناً على الجدار.
ليس صورة امرأة، وليست قصائد عن الحريّة، بل نافذه.
ابتسامة خفيفة تزين شفتيه المتجعدة، يترنّمُ بأغنية عن الوطن وهو يستمتع بتنظيف الزجاج.

يقتربُ من خلفه حارسٌ شاحبٌ يتلمّس سلاحه بقلق، بينما جسده الضخم محشورٌ خلف القضبان.

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

١.مفارقةٌ
ادَّعوا الاعتدالَ؛ تداعوا للانحياز.
٢.أصالةٌ
استحمروهُ؛ انتزعَ وحشيّتَهم.
٣.لهوٌ
عبثتْ بنا الكرةُ؛ تلاعبوا بالنواةِ.
٤.بورصة
صعدتِ الكلابُ الهرم؛ هبطتْ أسهمُ الغنم.
٥.انقلابٌ
غزوا عقولنا؛ تحرّرتْ شهواتُنا.
٦.تَدَنٍّ
جرتْ بيديه المادَّةُ؛ جاورتْهُ المودَّةُ.
٧.إعلامٌ
أتقن العهرُ الظهورَ؛ أدرنا للطهر الظهورَ.

الأحد 2024/11/3

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

ممنوع أنت
لا تدنُ من باب منزلي
وأغلقت في وجهي الطريق
واشعلت في قلبي الحريق
وزعمت لي اليوم
أنهم ٱتوا الرفاق ؛؛
وٱنت تبعدني بساعديك
وانا ٱدنو بعطري إليك
قد شممت عطرها قد فاح
من هواء رئتيك
ومعطفك أخبرني
ٱن سيدة ٱخرى
ٱحتلت موقعي
فرجعت ولملمت خيبتى
وصرخت بلا صوت
والحيرة تٱكل ٱضلعي
والذل كان لي رفيق
ليتني ٱضللت الطريق
لا لا تقل شيئا
ٱنا لست نادمة عليك
لكن على قلبي البريء
قلبي الوفي الذي
طالما كان لك
ظلا ورفيق
ماذا يا عمري
لو
ٱنك أخبرتني
ٱنني كنت ريح
قد هب واختفى
وٱن كل ما وعدتني
ٱيام صفاء قلبك
قد انتهى
مع ٱنني كنت
الزهر والرحيق
وكنت رائحة عمرك
التي تفوح من الطريق
لا لا تندم لا تعتذر
فطوق ياسمينها..
يطوق الآن معصميك
ونبض قلبك يخبرنى
كم ٱنا هنت عليك
وهل وجدت فيها
ما يسعد ناظريك
وتركت حديقة
ٱزهاري مهملة
ويوما كنت أنا الماء
ينساب من بين يديك
هي الآن تجلس
بنفس مقعدي
تختبئ خلف عطري
فهل قصصت
عليها حكايتي
واستعرت مني
دفء رواياتي
لقد مللت الحب منك
فٱنا سيدة كل النساء
فهنيئا لك
فسويعات قليلة
سوف يقتلك الندم
وتٱتي معبدي مهرولا
راجيا مني ان تعود
ٱن ٱبعث في قلبك الوفاء
او ما زلت تريد النقاء
ٱرفع بيديك لرب السماء
فٱنا دنوت منك
وشاح وجهك عني
فٱنا لا لن ٱعود
ولن ٱكون مجرد حبر
على ورق تدون فيه
اسمي ككل النساء .

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

إخلـــــع ،، إخـلع ف توب العـار
واحرس ،، أحــرس تراب الدار
واحمـي ،، إحمي الحدود بالروح
إرمـــي ،، إرمي بعصا السـنوار

إلعـــــن ،، إلعـن كـراسـي الغـي
أبـــــدر ،، أبدر حنـــــانك ضي
إبنـــــي ،، إبني الســـــواتر ذود
إرمـــي ،، إرمي بعصا السـنوار

ســـمي ،، سمي الوطـن روحك
عـــــدي ،، عدي عـلى جروحـك
واضرب ،، أضـرب بعــزم حديد
إرمـــي ،، إرمي بعصا السـنوار

المــوت ،، الموت ف شرعك عيد
نـــاوي ،، ناويها تبــقى شـهـيد
عيـــنك ،، عيــنك عـلى الجـــنه
إرمـــي ،، إرمي بعصا السـنوار

الـدنـــيا ،، الدنيا مـــش مهــرك
راكـــب ،، راكـب ياواد مهــــرك
للحــرب ،، للحرب جــاي رهوان
ترمــي ،، ترمي بعصــا السـنوار

إرزع ،، إزرع عيـــــــال للتـار
واكسر ،، إكســـر ناب الأشـــرار
وارفـع ،، إرفـــع راياتك فــــوق
وارمـي ،، إرمي بعصــا السـنوار

إزعــــق ،، إزعق وهـــــد السور
صــوتك ،، صـوتك مشـاعل نور
عزمـــك ،، عزمك دا سنه وفرض
يرمـــي ،، يرمـي بعصا السـنوار

ياقدس ،، ياقـــــدس ماأقــسى
طبـطـب ،، طبطب على الأقـصى
جهــــز ،، جهــز سـيوف العـــز
وارمـي ،، وارمي بعصا السنوار

لبــــي ،، لبــي ندا الزيتــــــون
سرقوه ،، سرقوه ولاد صهيــون
صـوب ،، صوب ســلاحك قـوم
وارمـي ،، يرمي بعصـا السـنوار

النخـل ،، النخـل ناوي يجــــود
يطـرح ،، يطرح سوباطه بارود
يصطاد ،، يصطاد ياعـم وحوش
يرمـي ،، يرمي بعصا الســـنوار

هانعود ،، هانعـــــــود ياأهـاليـنا
مفتاح ،، مفتاحــــــنا بإيديـــــنا
نفتــح ،، نفتــــح بيـــبان الـدار
نرمـي ،، نرمـي بعصـا الســنوار

إنــــــده ،، إنده وشــــد الحــيل
وعـــدك ،، وعدك تشـيلهم شـيل
حـــــرر ،، حرر لنا فلســــــطين
وارمـي ،، إرمي بعصا الســنوار

إرمـــي ،، إرمي بعصا الســنوار
………………………………………

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️


تغير الساعة …
رجعني بالعمر وانا قاعدة بفكر …..
انا كنت بصحى من فجري وبفتح عيني واتكدر…. علشان مدرستي كانت بدري والنوم كان حلو لو اتأخر …..
مريلتي البيچ المكوية
الكرڤتة الزرقة مع فينوكة وضفرتي الصفرا محنية والصبح بيتنفس ليا
وانا ماشية اتاوب على مهلي وانادي من بير السلم على صاحبة وترد عليا
أنا نازلة استنيني شوية…..
اعملك جبنة ويايا واللي أنتِ غاوية الطعمية …..
طعمية عبده بتاع الفول ومعاها البيضة المقلية….
نتقاسم العيش والمية
والضحكة ويا الحنية
تغير الساعة فكرني…
وانا نفسي أكمل كلية
واطلع أستاذة وبعلم
فضل الأخلاق والحرية…..
طول عمري بحب الحرية والكلمة الحرة
بتعلم أصل الإحساس بالوطنية والوطن الحر المتعفف
علشانه تعيش التضحية
والست إن كانت حرة تماام….
هي التعليم والتربية مدرسة الحرية الأولى
مدرسة الوطنية الأولى
مدرسة التضحية الأولى
تخريج الدفعة
المسئولة عن فخر الأمة المسحولة وأسالوا ستات أهل العزه وشهادة من أرضنا غزة مختومة بختم الحرية …

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

ولعي السهاري يامه
واوعي تنسي تونسيني
ألضمي الأشواق بضمه
واغزلي شعري وبوسيني
واحكي عن يومك وعيشتك
والأماني وذكرياتك
أي شيء مر ف حياتك
وان ناديتي هاتلاقيني
سامع النبض اللي داقق
لاجل روحي توصليني
انتي شرياني اللي دافق
نهر نيلك بيراعيني
انتي يامليون ماشالله
ورد حسن بألف طله
انتي نور الفجر ياامه
عبي ضيه وابعتيلي
كنتي بتلفيني جنبك
لحمه حمرا وتداديني
كنت لو عيطت مره
بصه واحده بتراضيني
ايوا فاكر كل كلمه قلتيهالي
كل همسه همستيهالي
وسعت فهمي وخيالي
وان شكيت لك بتوسيني
حتي طيشي
كنتي بتقاوميني فيه
أسألك وتسأليني
كنتي بتردي اعوجاجي
لو وقعت…
تصلبي وتجبّريني
غيريلي مجري دمعي
وافردي ضحكك غناوي
قلبي بين شطينه ناوي
يزرعك قمح ف جبيني
انتي لسه معايا يامه
مابين ضلوعي ونن عيني
كتفي شيالك وضهري
مسندك لو تحتاجيني
صدقي وبكل ذمه
انتي بالنسبه لي يامه
طوق نجاه….
انتي عندي ب١٠٠ حياه
وان مشيتي ودعيني

أكتوبر 2024

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

يابنت الشقا
مترشقه في جتتك
مسامير
ياشايله حمل الزمن
فوق الكتاف
دا كتير
ياصاينه توب العفاف
بالعرق والكد
يالابسه توب المرجله
والجد
يامغربله الوجع
ومنوره القناديل
ياراكبه مهر الشقا
لما الزمان بيميل
شقه الغيطان بسمتك
زي الغنا والنيل
عرقك دا مسك انبدر
وبيملا في الحواويل
لا في يوم عرفتي العوء
ولا سكة التمثيل
خطف الزمان ضحكتك
بالحزن والمواويل
واندق فيكي الوجع
والحلم جد عويل

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️⬜️

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى