العدد السادس : مابين يشوع و محمد …. لوحة الغلاف بريشة الفنان محمد خطاب

لوحة الغلاف بريشة الفنان محمد خطاب

المقالات


أعلن مدبولي رئيس الوزراء إن الدولة لا سبيل أمامها سوى التحرك في أسعار بعض الخدمات، لإصلاح المنظومة الإقتصادية والمالية.
وأن الوزارة بصدد زيادة تدريجية لأسعار الكهرباء حتي نصل إلي رفع الدعم نهائيا عنها ناهيك عن الإرتفاع الجنوني لأسعار فواتير المياة والغاز وكل الخدمات تقريبا ، وبالفعل بدأت الحكومة في تنفيذ تلك الزيادات على المواطنين وأصبحت فاتورة الكهرباء بمفردها تمثل عبئا علي غالبية الشعب المصري حتي من أبناء الطبقة المتوسطة، ففي بلد يحصل فيها حوالي 3 مليون فرد علي معاش لا يزيد عن 300 جنيه ( الأرامل والمطلقات وغيرهن ) ويحصل فيه غالبية أصحاب المعاشات علي معاش لا يزيد عن الفين جنيه، نجد أن فاتورة الكهرباء بمفردها تصل إلي حد 600، أو 700 جنيه، وربما يجب عليك أن تضيف إلي تلك التكلفة أيضا تكاليف باقي الخدمات كأنبوبة الغاز وفاتورة المياة وربما إيجار الشقة ، وتلك الفواتير كافية تماما لابتلاع مرتبات هؤلاء الذين لن يجدوا ما يأكلونه بعد أن يدفعوا مستحقات الخدمات.
لا حديث في الشارع المصري سوى عن ارتفاع الأسعار الذي تخطى حدود المعقول ،فقد طال الارتفاع كل شيء تقريبا من الدواء حتى كروت الشحن مرورا بمستلزمات المدارس في ظل تناقص في الدخول وانخفاض في قيمة العملة المحلية والكساد التجاري والصناعي وعبء المصاريف على أولياء الأمور ،
إن الأمر بات لا يطاق ولا يحتمل ولا تبدو بارقة أمل تشجع الناس على الاستمرار فى تحمل زيادة الأسعار والأخطر من ذلك أن لا أحد من المسؤلين يدلي بتصريحات تطمئن الناس على مستقبلهم بل يتحدثون عن مزيد من ارتفاع الأسعار بحجة تحسين الخدمة ومن أجل مصلحة المواطن والمواطن مفروم في طاحونة الغلاء بلا رحمة، فوزير النقل يشير إلى ارتفاع أسعار التذاكر قريبا بعد تحسين خدمة القطارات ولكن للأسف سترتفع الأسعار في الميكروباصات أيضا بناءا على ارتفاع أسعار القطارات وسيتبعها ارتفاع في كل شيء . نفس الأمر في الصحة عندما ترتفع أسعار الأدوية ترتفع أجرة الكشف في العيادات الخاصة والخدمة في المستشفيات الخاصة وهكذا دواليك .
إن مسلسل ارتفاع الأسعار يعاني من حالة انفلات شديد فلا أحد في هذا البلد ينظر بعين العطف والرحمة لأولياء الأمور الذين يدفعون ثمن سياسات خاطئة وقرارات إقتصادية فاشلة وأخشى ما أخشاه أن يصل الأمر إلى مرحلة من الفوضى التى تساعد على احتكار السلع وتدمير ما تبقى من مباديء العدالة الإجتماعية .
إننى أطالب برقابة شعبية على الأسعار ورقابة رسمية من الدولة عبر أجهزتها الرقابية ومزيد من التوعية بحقوق المستهلك فجيوب المصريين أصبحت خاوية ولا تتحمل المزيد من ارتفاع الأسعار .
وأخيرا لقد كثر الجائع والعاري والمغبون والمهضوم ولابد من التراحم فيما بيننا لقد بغى بعضنا على بعض وغدر القوى بالضعيف فتغير نظام القسمة العادلة ،أيها الناس أحسنوا إلى الفقراء وامسحوا دموع الأشقياء ويا أيتها الحكومة ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ٠
إن وضع خطة عملية وموضوعية وذات أبعاد إجتماعية تراعي ذوي الدخول المنخفضة هو الحل الأمثل، وعلي الدولة أن تتجه إلي هؤلاء الذين يحققون أرباحا سنوية بالمليارات والملايين لكي تحصل منها ما يساعد في تخفيض عجز الموازنة، أما أن تختار الدولة الحلقة الأضعف وهم الفقراء لكي تسد العجز من جيوبهم فذلك ليس له علاقة بسياسات حكيمة أو راشدة، ولا له علاقة بتعاليم الأديان والقيم الإنسانية، ولا علاقة له بالدستور المصري ومواده التي طالبت الحكومة برفع مستوي الخدمات وزيادة الإنفاق عليها من الميزانية وليس من أموال المعاشات، فأن تعطي الدولة باليمين ثم تستدير لتأخذه بالشمال يعني أن الحكومة فاشلة في تسيير شئون البلد والحفاظ علي السلم الإجتماعي والتوافق الوطني.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

‎وكان فِي الْمَرَّةِ السَّابِعَةِ عِنْدَمَا
‎ضَرَبَ الْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ أَنَّ يَشُوعَ قَالَ لِلشَّعْبِ: اهْتِفُوا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الْمَدِينَةَ.فتكون الْمَدِينَةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُحَرَّمًا لِلرَّبِّ.
‎رَاحَابُ الزَّانِيَةُ فَقَطْ تَحْيَا هِيَ وَكُلُّ مَنْ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهَا قَدْ خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلْنَاهُمَ وأما أَنْتُمْ فَاحْتَرِزُوا مِنَ الْحَرَامِ لِئَلاَّ تُحَرَّمُوا، وَتَأْخُذُوا مِنَ الْحَرَامِ وَتَجْعَلُوا مَحَلَّةَ إِسْرَائِيلَ مُحَرَّمَةً وَتُكَدِّرُوهَا.وكل الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَآنِيَةِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ تَكُونُ قُدْسًا لِلرَّبِّ وَتَدْخُلُ فِي خِزَانَةِ الرَّبِّ».فهتف الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافًا عَظِيمًا، فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ، وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُل مَعَ وَجْهِهِ، وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وحرموا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. وقال يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَجَسَّسَا الأَرْضَ: «ادْخُلاَ بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ الْمَرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا». فدَخَلَ الْغُلاَمَانِ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَخْرَجَا كُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ. وأحرقوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا، إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. واستحيا يَشُوعُ رَاحَابَ الزَّانِيَةَ وَبَيْتَ أَبِيهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَسَكَنَتْ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهَا خَبَّأَتِ الْمُرْسَلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا يَشُوعُ لِكَيْ يَتَجَسَّسَا أَرِيحَا .

‎وحلف يَشُوعُ فِي ذلِكَ الْوَقْت قَائِلاً: «مَلْعُونٌ قُدَّامَ الرَّبِّ الرَّجُلُ الَّذِي يَقُومُ وَيَبْنِي هذِهِ الْمَدِينَةَ أَرِيحَا. بِبِكْرِهِ يُؤَسِّسُهَا وَبِصَغِيرِهِ يَنْصِبُ أَبْوَابَهَا». وكان الرَّبُّ مَعَ يَشُوعَ، وَكَانَ خَبَرُهُ فِي جَمِيعِ الأَرْضِ .

فيحدثنا النَّبِيَّ العربى محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) أنه كَانَ إِذَا بَعَثَ أَمِيراً لَهُ عَلَى سَرِيَّةٍ أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ ثُمَّ فِي أَصْحَابِهِ عَامَّةً ثُمَّ يَقُولُ اغْزُ بِسْمِ اللهِ وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ وَلا تَغْدِرُوا وَلا تَغُلُّوا وَتُمَثِّلُوا وَلا تَقْتُلُوا وَلِيداً وَلا مُتَبَتِّلا فِي شَاهِقٍ وَلا تُحْرِقُوا النَّخْلَ وَلا تُغْرِقُوهُ بِالْمَاءِ وَلا تَقْطَعُوا شَجَرَةً مُثْمِرَةً وَلا تُحْرِقُوا زَرْعاً لأنَّكُمْ لا تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ وَلا تَعْقِرُوا مِنَ الْبَهَائِمِ مِمَّإ؛ يُؤْكَلُ لَحْمُهُ إِلا مَا لا بُدَّ لَكُمْ مِنْ أَكْلِهِ وَإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوّاً لِلْمُسْلِمِينَ فَادْعُوهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلاثٍ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكُمْ إِلَيْهَا فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ وَكُفُّوا عَنْهُمْ ادْعُوهُمْ إِلَى الإسْلامِ فَإِنْ دَخَلُوا فِيهِ فَاقْبَلُوهُ مِنْهُمْ وَكُفُّوا عَنْهُمْ وَادْعُوهُمْ إِلَى الْهِجْرَةِ بَعْدَ الإسْلامِ فَإِنْ فَعَلُوا فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ وَكُفُّوا عَنْهُمْ وَإِنْ أَبَوْا أَنْ يُهَاجِرُوا وَاخْتَارُوا دِيَارَهُمْ وَأَبَوْا أَنْ يَدْخُلُوا فِي دَارِ الْهِجْرَةِ كَانُوا بِمَنْزِلَةِ أَعْرَابِ الْمُؤْمِنِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ مَا يَجْرِي عَلَى أَعْرَابِ الْمُؤْمِنِينَ وَلا يَجْرِي لَهُمْ فِي الْفَيْ‏ءِ وَلا فِي الْقِسْمَةِ شَيْ‏ءٌ إِلا أَنْ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ أَبَوْا هَاتَيْنِ فَادْعُوهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ فَإِنْ أَعْطَوُا الْجِزْيَةَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ وَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ وَجَاهِدْهُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ عَلَى أَنْ يَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلا تَنْزِلْ لَهُمْ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكُمْ ثُمَّ اقْضِ فِيهِمْ بَعْدُ مَا شِئْتُمْ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَرَكْتُمُوهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ لَمْ تَدْرُوا تُصِيبُوا حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ أَمْ لا وَإِذَا حَاصَرْتُمْ أَهْلَ حِصْنٍ فَإِنْ آذَنُوكَ عَلَى أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ فَلا تُنْزِلْهُمْ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى ذِمَمِكُمْ وَذِمَمِ آبَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ فَإِنَّكُمْ إِنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ آبَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ كَانَ أَيْسَرَ عَلَيْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ .

‎فى الخطابين مفتاح لآلية القتال عند الصهاينة والأيديولوجية الكامنة وراءها وآلية القتال التى دعت إليها الحضارة العربية.
‎دموية الخطاب الصهيونى حتى مع
‎علمانية البعض منه أو إلحادها محفورة فى جينات السلوك الصهيونى و على النقيض تأتى حضارية الخطاب العربى لتتحدث عن نفسها وليحاول الخصم وصمها بما هو فيه .
‎الميثوديست كطائفة تؤمن جيدا بصهينة الصراع بل إن إبادة الهنود الحمر فى أمريكا جاءت تنفيذا حرفيا لسفر يشوع.
‎صراعنا الحضارى- وإن طال – لا محالة آت بالانتصار ، فكل حضارات الإبادة أسبرطية كانت أم تترية كان مآلها الفناء فى دهاليز شبكات نفايات التاريخ ومع كيان لم تستمر أى دولة له من مملكة يهوذا إلى الدولة الحشمونية أكثر من كونها جملات اعتراضية لم تستمر إلا أكثر ، بقليل من مائة عام.
‎يصبح العمق التاريخى للدول هو المآل لاستمرارية طرف صراع ما أو زواله سحابة صيف لا تحمل من إضافات للحضارة الإنسانية إلا أمطار الدمار.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

ف  : الحب هزة قلبية تنتاب المحب بدرجات متفاوتة ويمكن قياسها بمقياس نفسي لغوي دقيق.. “ريختر الحب”          

ع: اخبريني أولا لماذا سمي العاشق عاشقا ؟

ف  : العشق من العَشَقَة وهي شجرة اللبلاب التي تخضر وتصفر وتذوي مثل العاشق يذبل من شدة الحب

ع: وهل للحب درجات سيدتي ؟

ف  : نعم ، ويجب أن يعلمها القراء والأدباء لإثراء تعبيراتهم لغويا وبلاغيا.

ع: وأنا أيضا في شوق لدرجاته فلنبدأ.

ف  : سأعرضها عليك ببساطة شديدة

  • درجات الحب لغويا هي:
  • “الهوى” وتعنى الميل النفسي للحبيب

 ف: ثم تأتي “الصبوة”  

وهي الشعور بالفتوة والتَّصابي أوالصِبا ( كأن الحبيب تحول فجأة إلى ريح الصَّبا الشرقية الرقيقة

ف: تليها درجة “الشغف”

و “شغف” أتت من “الشغافة”، والشغافة هي غِلاف القلب ، أي دخل الحب القلب وتمكن منه

ع: ويالروعة “الوجد “

ف: الوجد درجة التمكن الشديد من قلب المحب، ويمتزج بها شئ من الحزن خوفا من ضياع الحبيب

ع: ثم يداهم القلب “الكَلَف”   فماذا يعني؟

ف: هو الوُلوع بالمحب مع العذاب الشديد

ف: وينفجر القلب ” بالعشق”     فرط الحب، وهنا يصل لقمة عفافه؛ فيقترب من الروح ويبتعد عن الجسد

ع: ثم تنطلق “النجوى”

ف: نعم عريفي، وتعني الحرقة للامتزاج القاسي بين الحب بالحُزْن.

ع: ويأتي “الشوق”؟

ف: يأتي الشوق حيث نزوعُ النَّفْس والروح للحبيب والتعَلُّق الشديد به.

 ع: ويالقسوة  “الوصَب”  

ف: آه من وصب الحب أيها العريف حيث الألم الآتي من الحب وقد يصل إلى الوجع الجسدي والمرض يعني الوجعُ والمرض.

ع: أشعر أننا وصلنا للاستكانة”

يا فصيحة.

ف: حقا الاستكانة وهي حالة متأخرة من الحب لا شفاء منها ، مرحلة الذَل والخضوع للمحب مهما فعل ،قد تصل إلى فداء الحبيب بالروح

ع: ثم.. “الخلة”؟

ف: الخلة هي هذه المرتبة تتوحد مع المحب حتى يصير خليلا لك ، له مقام مطلق  غير قابل بالمشاركة

ع: وأخيرا… إلى أين وصل بنا هذا ال……..؟

ف: وصل للنهاية التي لا ترجى بعدها سلامة ولا ينفع دواء مرحلة  ” الغرام ” يعني “التعلُق بالشّيء تعلّقًا من المستحيل التخلص منه”.

ف : وأعلاه” الهيام ”   

 الجنون من شدة العشق ، وقد يفقد المحب فيه عقله

ع: يالهول فقد السيطرة
ف: نعم يا عرّيف وهنا ينطلق الحب بعيدا عن أي وحدات قياس لغوية أو روحية حيث تتلاشى كل أمامه كل مقاييس ريختر.

  ف: رمز للفصيحة
ع: رمز للعيف

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

  • إن الماسوني لا يمكن أبداً أن يكون ملحداً أحمقاً إذا توصل لفهم الصنعة، ويوجد في الدستور عبارة تقول بالتحديد: ـ إنه لا يمكن قبول الملحد كعضو جديد، وبدأوا ضم الملحدين وأعضاء الديانات الأرضية( البوذية- الهندوسية) بدء من عام 1877م وكان للمحفل الماسوني في فرنسا السبق في ذلك.
    تتضح علاقة الماسونية باليهودية من قول الماسونيين أنفسهم حيث يقولون:
  • يقولون إن نشأتها الرمزية تزامنت مع بناء هيكل سليمان ويعتبروه أول عمل عظيم نفذ، ومن وقت إنشائه أخذوا في تقديس حرفة البناء، وأن أسرار المهنة وصلت إلى إنجلترا عام 926م على أيدي البنائين والصناع الحرفيين الأوائل الذين عملوا في تشييد الكنائس وغيرها من البنايات الدينية، فشكل هؤلاء الحرفيون نواة الحركة الماسونية الأولى، المرتبطة بهيكل سليمان ، قال جون هاميل المتحدث باسم المحفل الماسوني الأكبر بلندن (في لقاء مع قناة الجزيرة عام 1999) :
  • إن ” هيكل سليمان هو البناء الوحيد الذي وُصف تفصيلاً في التوراة، وعندما كانت الماسونية تنظم نفسها في أواخر القرن السادس عشر وبدايات القرن السابع عشر كانت التوراة مصدراً عظيماً للمحاكاةِ والتميز، ولهذا تناولوا فكرة البناء واستخدموا بناءً موصوفاً في التوراة.
    كلامهم عن الأخلاق والمساواة يذيبون فيه السم بالعسل .
    ولنا أن نتسأل إذا كانت مبادئهم سامية ويسعون لخير البشرية ونشر السلام بين الشعوب:
  • لماذا أنتم منظمة سرية؟ .
  • لماذا التعتيم والغموض الشديد وعدم السماح بالبوح بما يتم في محافلكم؟.
  • لماذا ألغت الكثير من دول العالم المحافل الماسونية بل وجرمتها قانونًا؟.
  • لماذا اعتبرت الدول أن مبادئكم المعلنة تخالف أهدافكم ومبادئكم الحقيقية وأنكم تثيرون القلاقل والانقلابات بهدف السيطرة على العالم؟ حتى أنه قيل أن الثورة الفرنسية عام 1789 م والثورة الإنجليزية عام 1640 م، من تدبيركم.
  • لماذا تتهمون بمحاربة الأديان؟.
  • لماذا تناهضكمم الدول (مكافحة الماسونية ) ؟.
    علاوة على أن أفعال الماسونية تثبت ارتباطهم بالفكر الصهيوني خاصة في تفسير التوراة، وإعادة بناء هيكل سليمان على حطام المسجد الأقصى، فأنه يوجد اتهام صريح من الدول والمفكرين ورجال الدين بأنكم حركة تتجاوز الحدود والدول والأشخاص، وأن تتحكم قلة من الناس في مقدرات العالم وخيراته، وأن ما تقوم به الماسونية من أنشطة خيرية لصالح الفقراء والمحتاجين مجرد غطاء للأهداف الخفية للحركة.
    وإذا كان المعلن حرية اعتناق الأديان، فمراتب الماسونية تجعل المرتقي فيها في النهاية صهيوني يهودي، وقد بدء الإعداد لتغيير الديانات السماوية ( اليهودية – المسيحية- الإسلام) بدين مخترع جديد (الإبراهيمية) وإن كانت غير معلنة رسميًا حتى الآن ، إلا أنها وردت على لسان نتنياهو و لسان ترامب، وهدفها المعلن( التعايش والتسامح بين الأديان الثلاث السماوية) وقال عنها الإمام الطيب عنها شيخ الجامع الأزهر:
  • الديانة الإبراهيمية هي صناعة لدين جديد لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وتبدو في الظاهر دعوة للاجتماع الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات، وهي في الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار، ولا يقتصر العداء مع الماسونية على الدين الإسلامي، بل أن البابا “كليمنت الثاني عشر عام 1738 حرم دخول الماسونيين للحرم الكنسي وما زال العداء لها ماثلا بين المسيحيين المتزمتين والماسونيين رغم أن البابا الراحل “يوحنا بولس الثاني” رفع في 27 أكتوبر/تشرين الثاني 1983 الحظر المفروض على دخولهم الحرم الكنسي .
    نظرة الماسونية عن فكرة الخالق الأعظم مطابقة للفكر اليهودي بصفة خاصة وإن كانت لا تخالف ظاهريًا قول المسيحية والإسلام في المسألة ، وإن نفى زعماؤها الارتباط بينها وبين الصهيونية اليهودية, ويصرون أنها جمعية خيرية تسعى لتآخي البشرية ورفاهيتها.
    ونقل أستاذ التاريخ بالجامعة اللبنانية حسان حلاق في حديث مع الجزيرة عام 1999عن أحد الماسونيين الكبار يدعى يوسف الحاج الذي يتمتع بالدرجة الـ33 التي هي قمة سلّم العضوية في الماسونية) قوله:
  • إن الماسون يؤمنون بالتوراة لأن الماسونية بنت اليهودية، إنهم يؤمنون بإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين ويستشهد حلاق أيضا على علاقة الماسونية باليهود بأن الذي تزعم حادثة خلع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1908 هو المحامي اليهودي الماسوني عمانوئيل قرصوه، مؤسس أول محفل ماسوني في الدولة العثمانية، والسلطان عبد الحميد الثاني هو أول من رفض قيام دولة إسرائيل في فلسطين أو على أي أرض إسلامية، وأن لهم يد في الحرب الأهلية بين اللبنانيين وأنه أثناء الحرب عُثر في أحد المحافل الماسونية على وثيقة تكشف شفرة الاتصال بين الأعضاء وكلمات السر المرتبطة بكل درجة على حدة، ومعظم هذه الكلمات كلمات عبرية، وينفي الماسونيين هذه الاتهامات.
    كل الأسئلة التي أثرتها لا يوجد لها أثر مكتوب أو مسموع، بسبب سرية الحركة ،أنما هي أسئلة تدور في إذهان المفكرين دون دليل ملموس عليها إلا ما هو محسوس ويحدث في الواقع.
    والآن تنتشر في كل العلم شكوك على وجود حكومة عالمية سرية تحكم لعالم من خلف ستار، وأن معاملكم تربى فيه الجراثيم والميكروبات المقاومة للعلاجات والمسببة للأوبئة المعدية والتي لم تكن تنتقل للإنسان ومنها على سبيل المثال لا الحصر( أنفلونزا الطيور- أنفلونزا الخنازير- الإيدز – الكورونا), بهدف تخفيف نسبة السكان في العالم للسدس .
    يُعتقد أن الماسونية ظهرت في عام 1598 م في إسكتلندا كرابطة فلسفية وخيرية تسعي للحرية، والإخاء، والمساواة فيما عرف بـ (قوانين شاو)، ثم ظهرت في إنجلترا في القرن السابع عشر كنقابة للبناة المهرة( الأحرار) ويقول الماسونيين أنهم أقدم من ذلك بكثير ويحاولون البحث لهم عن جذور تاريخية تأصل معتقداتهم، فتارة ينسبون رمزهم للديانة المصرية القديمة؛ فنرى الأهرامات والمسلات المصرية والعين التي ترمز للإله حورس تتصدر رموزهم، وتارة ينسبون أنفسهم إلى الملك هيرودس أكريبا أحد الملوك المحليين الذين حكموا جزءًا من فلسطين تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، وقد حكمت عائلته فلسطين بين عامي 37 قبل الميلاد إلى 70 بعد الميلاد، ، وتارة ينسبون رمزهم إلي )حيرام أبي ( المعماري الذي أشرف على بناء هيكل سليمان.، أو إلى فرسان الهيكل الذين شاركوا في الحروب الصليبية، ورمزهم الأشهر)تعامد مسطرة المعماري مع فرجار هندسي) الذي يدل على حرفة البناء ظاهريًا، أما باطنيًا وحسب معتقدهم يدل الرمز على علاقة الخالق بالمخلوق، وعلاقة الأرض بالسماء، وهو نفس ما يشاع عن معني ( اتحاد كهنوت السماء مع رجال الدولة بالأرض)، وهناك تحليلات كثيرة تعود لتفسير أحبار اليهود للكتاب المقدس في سنة 200 قبل الميلاد.
  • المبتدئ.
  • أهل الصنعة (مرحلة البلوغ).
  • الخبير ، وهي مرتبة أضافها بنجامين فرانكلين في عام 1734م .
  • مرتبة المبتدئ : يرتدي عند أدائه قسم العضوية رداءً خاصاً وتوضع عصابة على عينه ا أثناء أدائه القسم وهذا يدل على انتهاء الجهل أو الظلام الذي كان فيه الشخص قبل اكتشافه لحقيقة نفسه عن طريق الماسونية، وبالنسبة للحبل المستخدم أثناء تأدية قسم العضوية فيفسره الماسونيون كرمز للحبل السري الذي يعتبر ضرورياً لبدء الحياة و يقطع الحبل بعد القسم، ويستبدل بمفاهيم الحب والعناية التي تعتبر ضرورية لإدامة الحياة، ثم تبدأ عملية الطواف حول الهيكل باتجاه دوران عقارب الساعة (رمزاً لحركة الشمس) ثم يقوم المبتدئ بالسجود للهيكل الذي يركز للنقاء، وتظل صلاحيات المبتدئ محدودة فلا يحق له مثلاً التصويت لقبول عضو جديد ولا يحق له تنظيم أعمال خيرية، ولكنه يستطيع حضور الاجتماعات والطقوس الجنائزية عند موت عضو ماسوني.
    مرتبة أهل الصنعة : مرحلة البلوغ، والمسؤولية في تحسين حياة الإنسان على الأرض، ويجب على العضو أن يصعد سلماً ينتهي إلى وسط الهيكل كرمز للصعود والتطور في فهم العضو لمبادئ الماسونية ويتعرف العضو على التفاصيل الدقيقة لمعاني ورموز الطقوس المتبعة في الماسونية، من أهم الأدوات التي تستعمل في طقوس هذه المرتبة هي الزاوية القائمة، وهناك في هذه المرحلة عمودين عند مدخل قبر رمزي لمعبد سليمان، ويعتقد البعض أن العمودين يمثلان الليل والنهار الذين استعملهما الخالق الأعظم لإرشاد بني إسرائيل إلى الطريق المؤدي إلى الأرض الموعودة.
  • مرتبة الخبير: وهي أعلى المراتب في الماسونية. (هناك مقرات لا تقبل في عضويتها إلا الواصلين إلى مرحلة الخبير)، في هذه المرحلة يصل العضو إلى حالة توازن بين العوامل الداخلية التي تحرك الإنسان والجانب الروحي الذي يربطه بالخالق الأعظم ومن وجهة نظر الماسونيين فإن طقوس هذه المرتبة فيها إشارة إلى الخبير في المعمار (حيرام آبيف (والذي كان أحد البنائين الرئيسيين في مشروع بناء معبد القدس في عهد سليمان. ومن الرموز الأخرى في مراسيم هذه المرحلة هو شعار الأسد الملكي الذي يرمز لقبائل بني إسرائيل القديمة ومن مسؤوليات الخبير الاقتراع على قبول أعضاء جدد والقيام بأعمال أو مشاريع خيرية والبحث والتحري عن خلفية طالبي العضوية ومسؤوليات مالية متفرقة.
    يستخدم الماسونيون بعض الإشارات السرية ليتعرف بواسطتها الأعضاء على بعضهم، وقد قدمت قناة الجزيرة الفضائية في أحد برامجها مشاهد لمحاكاة لطقوس اعتماد عضو جديد في الماسونية، زعمت القناة أنها مستندة على مصادر موثوقة داخل المنظمة الماسونية، وفي هذه المشاهد يركع العضو الجديد على ركبتيه، بينما يردد الرئيس الأعظم هذه العبارات:
    -أ يها الإله القادر على كل شيء القاهر فوق عباده أنعم علينا بعنايتك وتجل على هذه الحضرة ووفق عبدك – هذا الطالب – الدخول في عشيرة البنائين الأحرار إلى صرف حياته في طاعتك ليكون لنا أخاً مخلصاً حقيقياً.. ويؤدي العضو الجديد قسم الولاء للماسونية متعهدا بأن يستمر بعد انضمامه إلى هذه العشيرة في القيام بالعوائد الماسونية القديمة، والحضور إلى الاجتماعات ومشاركة الإخوان وعليه أن يعرف أن الماسوني الحر يربأ بنفسه عن الدخول في مناقشة تيارات الدين أو موضوعات السياسة.
    ثم يسأله (الرئيس الأعظم) قائلا:
  • هل أنت راغبٌ باختيارك ومحض إرادتك في التعهد تعهدا وثيقا مبنيا على المبادئ المتقدم ذكرها بأن تحفظ أسرار هذه العشيرة وتصونها؟ فلتقم الآن بتقبيل الكتاب المقدس، أيها المستنير أنت الآن على وشك الاطلاع على أسرار الدرجة الأولى للبنائين الأحرار ثم يحذر الرئيس الأعظم العضو:
  • إذا حاولت الهرب فإن عقابك سيكون إما بالطعن أو قطع رقبتك ، إذا أفشيت سراً من أسرار البنائين الأحرار.
    وأول من كتب دستورهم جيمس أندرسون ( 1679 – 1739) وهو امتداد للعهد القديم من الكتاب المقدس وتكون من 40 صفحة وشمل تاريخ الماسونية من عهد آدم، نوح، إبراهيم، موسى، سليمان، نبوخذ نصر، يوليوس قيصر، إلى الملك جيمس الأول من إنكلترا، وكان في هذا الدستور وصف تفصيلي لعجائب الدنيا السبعة ويعتبرها إنجازات لعلم الهندسة، وفي الدستور تعاليم وأمور تنظيمية للحركة، وأيضًا يحتوي على خمسة أغانٍ يجب أن يغنيها الأعضاء عند عقد الاجتماعات، وهناك أراء غريبة تنسب الماسونيين إلى اليهود الذين غادروا مصر مع سيدنا موسى وأنهم هم من شيدوا أول مملكة للماسونيين، وفي أقاويل أخرى أن قائدهم هو المسيح الدجال؛ ولذلك يوجد رمز العين في كل شعاراتهم، وأنا أرجح أن رمز العين يشير لعين الإله المصري القديم حورس، ويقال أيضًا أنه العين تشير للسامري، ويعتبرون أنفسهم الفرقة الثالثة عشر الضائعة من الأسباط.
  • المقر الأعظم :
    يعتقد أن جميع المقرات والهيئات الإدارية والتنظيمية للمنظمة الماسونية في بلدان العالم هي تحت إشراف المقر الأعظم الذي أُسس عام 1717 م في بريطانيا، ويطلق على رئيس هذا المقر تسمية الخبير الأعظم، وهناك العديد من المقرات في كل دولة أوروبية، وفي الولايات المتحدة يوجد مقر أعظم في كل ولاية وهناك مؤشرات إلى انعدام المركزية بين هذه المقرات، وأن هناك ترابطاً واتصالاً عميقاً بين تلك الفروع.
    توجد محافل منتشرة في عدد من دول العالم التي جرمتها متخفية في شكل نوادٍ اجتماعيةخيرية( الليونز ( الذي اتخذ من الأسد شعاراً له، و كلمة الليونز تعني (حراس الهيكل)، وأيضًا أندية( الروتاري) ولهم فروع في معظم الدول العربية.
    وتذكرالمصادر أسماء كثيرة لمن اعتنقوا الماسونية منها ملوك ورؤساء دول ورجال دين، ومفكرين وعلماء وسياسيين ورجال شرطة وجيش وفنانين، لكنني لن أذكر أي من هذه الأسماء لعدم وجود دليل حقيقي على اعتناقهم هذا الفكر، ويوجد ربط بين الماسونية .
    هناك ربط دائم بين عائلة روتشليد وآل روكلفر الذين يملكون نصف ثروات العالم، أنهم من خلال أموالهم قاموا بشراء وطن لليهود على أرض فلسطين التاريخية من خلال تهجير سكانها الأصليين وأنهم مؤسسين ما اصطلح على تعريفه بــ الحكومة العالمية (الخفية) وإقامة النظام العالمي الجديد للجمهورية العالمية ، والآن يحاولون السيطرة على الأراضي المقدسة وهدم مسرى الرسول الأقصى من أجل إقامة المعبد وهيكلهم المزعوم.
    بقلم: سيد جعيتم
    جمهورية مصر العربية
  • مقالات متعددة بالصحف والمجلات العربية وقناة الجزيرة الإخبارية.
  • مقالات لكل من (أستاذ التاريخ بالجامعة اللبنانية حسان حلاق – دكتورة سارة عبد ربه أستاذة النحت والعمارة بكلية الفنون التطبيقية – صلاح الدين حفافصة- شيريب سبيريدوفيتش- وليد بدران- خالد بدر الدين – إميل أمين – هيثم المومني – الكاتب البحريني هشام عقيل- أمجد سيجري – تركي قاسم الزغبى- عبد الله القمري – القمص ـ أنجيلوس جرجس
  • سلسلة كتب منصور عبد الحكيم عن حكومة العالم الخفية وعن جنرالات المال والاقتصاد الذين يحكمون العالم.
  • كتاب “الجمعيات السرية اللباحث نيك هاردينغ.
  • الموسوعة الأساسية للجمعيات السرية والتاريخ الخفي جون مايكل غرير.
  • موسوعة “الحركة الماسونية: احتفال بالصنعة للكاتبان الماسونيان (جون هاميل وروبرت غيلبرت).
  • كتاب منظمات العالم الخفي الماسونية ليوسف حسن المصرى .
    كتاب بات روبرتسون: النظام العالمي الجديد.
  • كتاب ثقافة المؤامرة. رؤى نهاية العالم في أمريكا المعاصرة مايكل باركون.
  • كناب تجربتى مع الماسونية و المؤامرة منصور عبد الحكيم.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️


وقصة المثل :
كان لرجل زوجة متسلطة ،
وكان له أم عجوز مسنة .
ضاقت الزوجة ذرعا بالأم فقالت لزوجها :
لا أنا ولا أنت حتى تخرج هذه العجوز عنا .
وما زالت تفتله في الذروة والغارب حتى استكان وحمل أمه على عاقه وأتى بها واديا كثير السباع وتركها فيه
لعله يلتقطها بعض السيارة .

غاب عنها بعض الوقت ،
ثم عاد إليها متنكرا وكأنه عابر سبيل .
وجدها تبكي فسألها :
لمَ أنت وحيدة في هذا المكان القفر
ولمَ تبكين ؟
قالت : أحضرني ولدي إلى هذا المكان وذهب ولم يعد ،
وهذا المكان مسبعة ، وأخاف أن يفترسه السبع .
فقال لها :
أما وقد فعل بك ذلك أفلا تدعين عليه ؟
فقالت : تأبى ذلك بنات ألببي
أي لا يطاوعني قلبي .
( بنات الألبب : عروق في القلب هي مبعث الرقة والرأفة ) .

ومثله من يلقى والديه أو أحدهما في غيابة دور العجزة .
تلقى رجل اتصالا من ملجأ العجزة الذي تقيم فيه أمه
يخبره أن أمه في النزع الأخير وأنها ترجو أن تراه قبل أن تفارق الحياة .
هرع الرجل مسرعا وجلس إلى جانب سرير أمه ممسكا
يدها وقال لها :
هل تريدين شيئا يا امي ؟
( سؤال غبي ، وماذا تريد وهي في النزع الأخير ؟)
وفاجأته بقولها : نعم .
أريد أن تضع في الملجأ مراوح وبراد ماء ومدفأة ،
حتى لا تتعرضَ لما تعرضتُ أنا له من حر الصيف وبرد الشتاء عندما يحضرك أولادك إلى هذا المكان .
فقد لا تقوى على تحمل ذلك كما تحملتُه .

هل قولها هذا هو :
عتاب وتأنيب أم هو قلب الأم ؟
بينهما شعرة .
تعقيب
حب الوالدين فطري متجذر
وحب الأبناء مكتسب متغير
اللهم اغفر لوالدينا وارحمهما كما ربيانا صغارا .

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

أصبح العديد من العرب يميلون إلى الغرب والغربيين بحجة أن الغربيين هم أصحاب الحضارة الحديثة.
لدى هؤلاء المائلين الكثير من الأفكار الخاطئة المغلوطة لأن الحضارة الحالية التي يديرها الغرب هي حضارة علمية اشترك في إنتاجها كل الجنسيات من مشارق الأرض ومغاربها، وليست حضارة غربية كما يدعي الكثير.

لقد بُنيت الحضارة الحالية من ركام الحضارة العربية الإسلامية الماضية وعلى أنقاض ما هدمه الغرب في ذلك العصر، بل ساعد في بنائها المسلمون والعرب تحت إدارة الاحتلال الغربية.

والآن يشارك الجميع في تطوير هذه الحضارة من دول منصاعة للغرب ومفكرين من جميع الجنسيات قدَّموا علمهم وإبداعاتهم لخدمة البشرية ولنيل مكاسب لهم ولأسرهم ولتطوير أنفسهم ولا لوم لأنه ليس من المنطق كتم العلوم عن البشرية بحجة أنَّ الوطن لا ينشرها ولا يحاول؛ فدائما هناك طرق لإيصال العلوم والابتكارات إلى البشرية.

ولكن العيب أن تُنسَب هذه الحضارة التي يطورها علماء ومفكرون وأساتذة من جميع الجنسيات إلى الدول الغربية.
فلا تعيبوا علينا استخدامنا أجهزة حديثة لا نُصنِّعها وبرامج لا نستطيع التحكم الكامل فيها ولكن عيبوا على كل فاسدٍ مفسد في أوطانكم.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

  الثقة بالنفس تعتبر من الأساسيات التي يعتمد عليها الطفل في تطويرشخصيته ومستقبله. هذه الثقة لا تأتي بشكل تلقائي، بل هي نتيجة للتربيةالواعية واستخدام الكلمات المشجعة التي تساعد الطفل على إدراكإمكانياته.

الكلمات التي نوجهها لأطفالنا يومياً قد تكون العامل الحاسم في تشكيلنظرتهم لأنفسهم وقدراتهم. في هذا المقال، سنستعرض كيفية تعزيز ثقةالطفل بنفسه عبر عبارات إيجابية داعمة، مع شرح لأثر هذه العبارات فيتنمية الشخصية القوية والإيجابية.

الثقة بالنفس تلعب دوراً محورياً في نجاح الطفل في مختلف جوانب حياته. الأطفال الواثقون بأنفسهم غالباً ما ينجحون أكاديمياً، يبنون علاقاتإيجابية، ويتعاملون بمرونة مع التحديات. أما الأطفال الذين يفتقرون للثقةبالنفس، فقد يعانون من الخجل والقلق، وقد يتجنبون خوض التجاربالجديدة. من هنا، تكمن أهمية تعزيز هذه الثقة منذ سنوات الطفولة المبكرة.

الطفل يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها، والكلمات الإيجابية التي يسمعهابانتظام من والديه والمحيطين به تلعب دوراً كبيراً في تحديد رؤيته لذاته. الكلمات التشجيعية تمنح الطفل شعوراً بالقيمة الذاتية، وتدفعه للاستمرارفي المحاولة والتقدم حتى عند مواجهة الصعوبات. هذه العبارات تشجع علىالتعلم من الأخطاء، وتبعث الطمأنينة في نفس الطفل حول قدراته.

إليك بعض العبارات القوية التي يمكنك استخدامها لتعزيز ثقة الطفل

١. أنت تبذل مجهودًا رائعًا، وأنا أفتخر بك

   يُظهر ذلك تقديرك لجهوده، مما يشجعه على الاستمرار في العمل بجد.

٢. أنت ذكي، وتتعلم أشياء جديدة كل يوم  

   يُشعر الطفل بالإنجازات اليومية، ويعزز ثقته في قدراته التعليمية.

٣.أثق أنك ستتمكن من حل هذه المسألة

 يشجع ذلك الطفل على التفكير المستقل والثقة في حل المشكلات.

٤.أحب كيف تعامل أصدقاءك بلطف

   يُعزز ذلك من علاقاته الإيجابية مع الآخرين، ويجعله يفتخر بسلوكياته.

٥.الجميع يرتكب أخطاء، وهذا يساعدنا على التعلم  

  يُعلم الطفل أن الأخطاء جزء طبيعي من النمو، ويقلل من خوفه منها.

٦. أنا واثق أنك قادر على اتخاذ قرارات صحيحة

  يشجعه ذلك على تحمل المسؤولية وتنمية مهارات اتخاذ القرار.

٧. أنت شجاع لأنك تجرؤ على تجربة أشياء جديدة  

  يُعزز ذلك لديه الإقدام على المحاولة دون الخوف من الفشل.

٨. أحب مدى اجتهادك لتحقيق أهدافك

 يمنحه ذلك شعورًا بأن الجهد المستمر هو ما يؤدي إلى النجاح.

٩. أنت مميز ولديك مهارات فريدة

  يُظهر له ذلك أنه يمتلك قدرات خاصة، مما يعزز تقديره لذاته.

١٠. يمكنك تحقيق أحلامك إذا واصلت السعي وراءها

 يشجعه ذلك على التفكير في مستقبله، ويعزز طموحه وإيمانه بقدرته علىالنجاح.

هذه العبارات تُعتبر أدوات فعّالة لدعم الطفل، حيث تعزز من ثقته بنفسهوتساعده على النمو الشخصي والاجتماعي.

من المهم أن تكون العبارات التحفيزية صادقة ومستندة إلى ملاحظات فعليةلجهود الطفل. الأطفال يدركون مدى صدق الكلمات التي يسمعونها،وبالتالي يتفاعلون بشكل إيجابي عندما يشعرون بأن التقدير نابع منملاحظات حقيقية لسلوكهم وإنجازاتهم. 

استخدام هذه العبارات بانتظام يعزز رؤية الطفل الإيجابية لنفسه، ويدعمهفي بناء الثقة التي يحتاجها لمواجهة الحياة بشجاعة وإصرار. مع الوقت،يصبح الطفل أكثر استعداداً لمواجهة التحديات بثقة، مدركاً أن هناك منيؤمن بقدراته.

• الثقة بالنفس لدى الطفل تبدأ من الكلمات التي يسمعها. العباراتالإيجابية ليست مجرد كلمات، بل هي أداة قوية تساهم في تشكيلشخصية الطفل ودعمه نحو مستقبل مشرق. التشجيع المستمر منخلال العبارات التحفيزية يعزز شعور الطفل بقيمته ويمنحه الثقةلمواصلة التعلم والتطور. تذكر أن كل كلمة تشجيع لها تأثير، وأنالكلمات البسيطة قد تترك أثراً دائماً على شخصية طفلك وثقته بنفسه.

شعر الفصحى

جرحٌ تغلغلَ في الضلوعِ أليما
بفؤاد أمٍّ مايزالُ رحيما
وتكدَّسَتْ سحبُ السنينَ بمرِّها
فهفا إلى حلوِ اللقاءِ قديما
أيَّانَ كان الجمعُ يلهو صاخبًا
والحبُّ يملأُ بيتها ترنيما
وحنانها يُزْجِي الأمانيَ بينهم
حبًّا وعدلًا بالوفاءِ مقيما
دعتِ الإلهَ بحُرقةٍ وتبتُّلٍ
كيلا يَعُدَّ جفاءَهم تأثيما
ورَجَتْهُ أن يرعى البنينَ بعطفِه
فهو الرحيمُ وما يزالُ كريما
وتتابعت دعواتُها في لهفةٍ
ترجو بأن يبقى الثوابُ عظيما
فبحقِّ من صلَّى عليه وحثَّنا :
صلّوا عليه وسلموا تسليما
ادعوا لها ،وتسابقوا في حبِّها
لاتهملوا في حقِّها التكريما
هذا مثالٌ للأمومةِ صادقٌ
لن تستطيعَ لحبِّها تقويما
رقَّتْ وسامحتِ البنينَ لهجرِهم
فادعوا لها ،وقِفوا لها تعظيما
ردُّوا العطاءَ مضاعِفًا لعطائها
حتى تنالوا جنةً ونعيما

بقلمي
وجيهة السطل /٢٠١٧

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

الخطبُ أكبرُ من حروفِ قصيدي
و أجلُّ من جُرحٍ سرى بوريدي

وأشدٌّ إيلامًا من الطفلِ الذي
أضحى يتيمًا في مساءِ العيدِ

ماذا أقولُ؟! وكلُّ شيءٍ بعد ما
شاهدتُهُ، قد فاقَ كلَّ حدودِ

ماذا ستكتبُ .. ويحَنا .. أقلامُنا
غيرَ الدموعِ وآهةِ التنهيدِ

هل تُطفئُ الأشعارُ بركانَ اللظى
في قلبِ ثكلى أو صُراخِ وليدِ

أَتُعيدُ فرحةَ مَن بليلةِ عُرسِهَا
وَقَفَتْ تُلَملِمُ شِلوَ كُلِّ شهيدِ

بيروتُ طفلتُنا الجميلةُ سامَها ال
العدوانُ مُرَّ القتلِ والتشريدِ

خَرَجَتْ لكيما تستحمُّ ببحرِها
مِن حَرِّها الغَجَرِيِّ والعِربيدِ

فإذا بنارٍ من جَهَنمَّ قَد عَلَتْ
آفاقَهَا، لِتَدُكَّ كلَّ مَشِيدِ

ولتحصدَ الأرواحَ دونَ هَوَادةٍ
لا فَرقَ بينَ رِجالِها والغِيدِ

وكأنَّها قَد زُلزِلَت زِلزَالَها
آياتُ رَبِّي لم تَكُنْ ببعيدِ

بيروتُ أُمِّي لم تزلْ مفجوعَةً
بصراعِ أبناءٍ ونارِ يَهُودِ

لمَّا تُفِقْ مِن فتنةٍ أودَتْ بِها
في طارفٍ من عهدِها وتَلِيدِ

حتَّى أتَاهَا ما يُذَكِّرُنَا بِمَا
لم نَنْسَهُ، فِي يَومِها المَوعُودِ

مَنْ ذا يُحَاسِبُ مَنْ؟ ومَن ذا يَرعَوِي
عَن إِفكِهِ وضَلَالهِ المَعهودِ

لبنانً يبكي، من يكفكف دمعَهُ
و الأَرزُ خاصمَهُ صدى التغريدِ

لكنَّهُ مَا زَالَ رغمَ جراحِهِ
يَعلُو بِغُصنٍ في السَّماءِ مديد

والمَرفَأُ المَكلُومُ أضحَى ثَورةً
فِي وجهِ كُلِّ مُنافِقٍ عِربيدِ

بيروتُ يا بنتَ الضُّحَى لا تَنحَنِي
للنائباتِ فأنتِ رمزُ صُمودِ

يومًا سيسطعُ نُورُ شَمسِكِ للدُّنا
و يُضيءُ بدرُكِ فِي الليالِي السُّودِ

وتعودُ يا لبنانُ أجملُ غُنوةٍ
صَدَحَتْ بِها فيروزُ صبحَ العيدِ

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

لم يذق طعمَ الحبِّ قلبي المولهْ
هو صادٍ فكيف تكفيه ِ قُبلَهْ ؟؟ !!!
.
جاءه من قديمِ عهدِ الأماني
قلبُ صبِّ يطوفُ بالكأسِ حولهْ
.
أ يبُلُّ الصَّدى ويروي صباهُ
أم يجافي من بالحنينِ أظله ْ ؟؟؟
.
لم ينم خدُّه الأسيلُ بكفي
وكفاني بأن أراقبَ ظلَه ْ !!!
.
مستهامٌ أجري وراء ظنوني
ويقيني لكي أفوزَ بطلهْ !!!
.
إن دنا لي دنوتُ أكثرَ منه
يا رسولَ الغرامِ صدقْ وقل لهْ
.
إنني لو ظمئتُ . منه دنت روحي
… وأسقيتُ خمره الحلو كلهْ
.
أي صبرٍ في الكونِ يكفي انتظاري
إن أتاني وبعد وصلي تولهْ ؟؟؟؟؟ !!
.
يبحثُ الحبُّ عن فؤادي ليشقى
من تُراه الذي على القلب دلهْ ؟؟
.
فوق شوك الظنون سار وحيدا
وهواه الذي هداه أضلهْ
.
متعبٌ من جمر السهاد بصدري
كيف يبرا المشوقُ ممن أعله ْ ؟؟؟
.
ألفُ عامٍ مضت بغربةِ روحي
ليتني ما فارقتُ يوما محلهْ
.
لو حرامٌ في الحبّّ هجرُ العذارى
أتُرى من في سفر عمري أحلهْ ؟؟؟
.
ما عرفتُ الهوى ولا زارني يومًا
… بحلمي وتلكَ بعضُ الأدلهْ
.
إنني ما عشقتُ إلا جنونَ ….
الشِّعرِ في وصفِ من يرانيَ أهلهْْ
.
رُبَّما لم أجد نديمًا لعمري
في عيونِ الكونِ المتيمِ مثلهْ
.
إنَّه الشِّعرُ معبدٌ وأنا لمّا
.. أكن في محرابهِ غيرَ قِبلهْ
.
” كلما ذقت طيِّباً من لماه
خلته في فمي ” الموله قُبلهْ
.
.
.
فوزية شاهين

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

وجعي لهيبٌ زادَ واشتدّا
بنيانَ ما أحببتُهُ هَدّا

وأنا أرى وطنيْ تُكسَّرُ ساقُهُ
وحرائقًا تكوي لهُ خدّا

سكتتْ أغانيهِ ومالَ جدارُهُ
لجهنّمٍ مِنْ أنفِهِ شُدّا

الآهُ تُطلَقُ مِنْ شفاهٍ جُرِّحتْ
والسُّقْمُ فيهِ ظلَّهُ مَدّا

بيروتُ يُسلَخُ جِلدُها ودمشقُنا
تبكي وليست ترتدي وردا

يمَنٌ بلا يُمْنٍ يسيرُ مهشَّمًا
وعراقُنا عن عزِّهِ صُدّا

تشكو فلسطينُ الرّمادُ يسودُها
وإلى الورا سودانُنا رُدّا

إبليسُ في ساحاتِهِ متجوِّلٌ
بابَ الحياةِ بوجهِهِ سَدّا

لا نخلةٌ تزهو ولا عصفورةٌ
تشدو ولا عطرٌ لهُ يُهْدى

شاخت ملامحُهُ وتاهَ قطارُهُ
والأُسْدُ فيهِ لمْ تعُدْ أُسْدا

ما أكثرَ الآلامَ يجري سيلُها
قتْلى بفَتْكِ رصاصِها نُرْدى

كم يا تُرى نحتاجُ مِنْ وقتٍ لكي
فيهِ نُعِدَّ لجهلِنا لَحْدا

ونقولَ : لا للموتِ يطمِسُ نقشَنا

ولْيأتِ ما فيهِ نرى مجدا؟

القس جوزيف إيليا
٦ / ١٠ / ٢٠٢٤

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

أيا شمسًا تُزيِّنُ لي فضائي
ويا قمرًا تبسَّمَ في سمائي

بعيدًا عنكما كَوْني حزينٌ
وتحملُني الرياحُ إلى الفناءِ

أطِلَّا بين روحي إنَّ قلبي
يُنادي في الصباحِ و في المساءِ

تبَتَّلَ نبضُه بينَ التراقي
يُسلِّمُ دمعةً عند الدعاءٍ

(صلاحُ الدين ) و الدنيا وخِلّي
أبي قمْ أنتَ في مَرضِيِ دوائي

و( كوثرُ ) أنتِ نبعٌ ، أنتِ نهرٌ
يفيضُ على حياتي بالصفاءِ

تقدُّ الآهُ لَيْلَكُما فتأتي
لتسكنَ في ضلوعي في الخفاءِ

وقلبي بين نِصْفيهِ شريدٌ
فكيفَ يعيشُ في هذا البلاءِ ؟

أنا الطفلُ الذي قد عاشَ عُمرًا
ليحيَا قبلَ صيفٍ في الشتاءِ

سنينُ العمرِ تطحنُ كالرحايا
وتشربُ ما تبقَّى من دمائي

أنا البحارُ و الأمواجُ دربي
وأُبحِرُ في الوداعِ و في التنائي

فكونا دائمًا مرسى سفيني
وأمني بعد إعصارِ الهواءِ

أنا الموالُ يأبى أن يُغنِّي
و إن غَنَّى سيغرِق في البكاءِ

فكونا أنتما كونشيرتو نايٍ
يمرُّ على فؤادي في نقاءِ

أنا الحلمُ الذي يأتي و يمضي
ويعجَزُ عن وفاءٍ بالبقاءٍ

فكونا الشمسَ تَلْثَمُ وجهَ بدرٍ
تُمنّيهِ بتكرارِ اللقاءِ
/د. ريهان القمري/

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

اليَومَ رأيتُكِ: فاتِنَتي
بعُيونٍ غَيرِ عُيونِ الأمْسْ! 
اليَومَ رأيتْ
أبْصرتُكِ في ثَوْبِ عَروسٍ
تدْعونيَ: لبَّيكَ وسَعْدَيكْ
اليومَ رأيتُ الشّوقَ الهاربَ
مِن عَيْنيكِ بلا سَجَّانٍ .. 
أو جَلّادْ
يَجتاحُ سُدودي وصُمودي
يَسْتَنفرُ كُلَّ كُراتِ دَمِي الحَمْراءْ

يَدْعوني : لا تَخشَ الحُرّاسَ
أو الأشواكْ  
وتَجاوَزْ  كُلّ تِلالِ الرّهْبةِ
والأسْوارْ
: وتَخَطَّ سياجَ الهَيبَةِ
واقتَحِمِ الأخطارْ
وبأمْرِ العِشقِ الثّائرِ
في طُرقاتِ القَلبِ أجِبْني
مِن دونِ تَوانٍ،
أو أعذارْ
الشَّوقُ الكاسِرُ يأسِرُني
ويُحاصِرُ كلّ كُراتِ
دَمي البَيْضاءْ
ما عادَ مِزاحٌ في عِشقي
بل باتَ قرارْ!

مَزَّقَني الشَّوقُ إليكَ
كما أبْلاكْ
والشَّوقُ حَبيبي
– إنْ حَقّقْتَ- هَلاكْ!
فتَعالَ وخُذْني
مِن شُطآنِ الغُرْبةِ والأحْلاكْ  
وارتَشِفِ الشّهْدَ النّازفَ
بين شفاهيَ
وانْتَهبِ الأنْفاسَ
مِن الأعماقْ
واختَطفِ الّلهْفةَ مِن أضلاعي
والأحداقْ
ما عُدتُ أُطيقُ مَرارَ الصَّبرِ
على أرْصفةِ الّلوعةِ والحِرمانْ

فتعالَ حبيبي فوقَ بُراقْ .. 
واغْتَنمِ الوقتَ السَّانِحَ
قبلَ فَواتِ العُمْرْ
فأنا انتَظِرُكَ
مُنذُ نُعُومةِ أظْفارِ الأشواقْ

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

وَهَبَتْ لنا الدُنيا حياةً ليْ وَلَكْ
ياطالباً قَتْلي بها ما أجْهَلَكْ

فالحَربُ دَربٌ للعَداوَةِ مُظْلِمٌ
يَتَوَحَّشُ الإنسانُ فيهِ إنْ سَلَكْ

عِشْ للسلامِ فإنّهُ دَوحُ الهُدى
تَحْيا بكُلِّ سَعادَةٍ إنْ ظَلَّلَكْ

دُنيا بها الأنهارُ تَجري سَلْسَلاً
والخَيرُ يكفي للفَقيرِ وَمَنْ مَلَكْ

والقولُ والأفعالُ إنْ صَلُحَتْ بهِ
ماغيرَها الإنسانُ يأخُذُ إنْ هَلَكْ

إنْ كُنتَ تَبْسطُ لي يديك لمَقتَلي
ماكُنتُ أُبسِطُها إليكَ لأقتُلَكْ

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

وَلِي فِي طُلُوعِ الشَّمسِ كُلُّ بِشَارَةٍ
بِأَنَّ اللَّيَالِي الحَالِكَاتِ سَتَرحَلُ

وإذ مَا اللَّيَالِي قَد أَطَالَت مُكُوثَهَا
هُنَاكَ ضِيَاءٌ قَادِمٌ يَتَخَلَّلُ

فَتَبَّت يَدُ الظَّلَامِ فِي كُلِّ مَوضِعٍ
وَتَبَّت أَيَادِي كُلُّ مَن يَتَغَوَّلُ

وَلِي فِي جَمَالِ البَدرِ وَقتَ اكتِمَالِهِ
مِنَ الصَّبرِ آيَاتٌ بِهَا يَتَشَكَّلُ

وَلِي فِي شُمُوخِ النَّخلِ كُلُّ أَصَالَةٍ
مِنَ الفَخرِ تَارِيخٌ لَنَا مُتَأَصِّلُ

وَلِي فِي مِيَاهِ النِّيلِ أَعذَبُ شَربَةٍ
إِذَا جَفَّ يَومًا .فَالدِّمَاءُ تُبَلِّلُ

وَلِي فِي نَقَاءِ الوَردِ وَجهُ حَبِيبَةٍ
إِذَا زَارَنِي فَعَنهُ لَا أَتَحَوَّلُ

وَأَبصَرتُ نَصرَ اللَّهِ فِي عَينِ ثَائِرٍ
إِذَا حَلَّ فِي مَيدَانِنَا نَتَهَلَّلُ

وَطَالَعتُهُ فِي عَينِ كُلِّ حَبِيبَةٍ
لِقَلبٍ أَبِيٍّ مُخلِصٍ تَتَكَحَّلُ

وَإِنِّي عَلَى ثَغرِ اليَقِينِ مُرَابِطٌ
إِذَا غَابَ نَصرُ اللَّهِ لَا أَتَمَلمَلُ

وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَّهَ يُمسِكُ نَصرَنَا
لِيَومٍ بِإِذنِ اللَّهِ سَوفَ يُزَلزِلُ

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

عجــز الكـلامُ عـن الكـــلامْ *
مُذْ عاثَ في القدسِ اللئـــامْ

والأرضُ أضحــــى وجههـــا
بحــــرًا يمــــورُ به الحِمـامْ

والطفــــلُ مُــــزِّقَ شـملـُه
واجتاحـــه المـــــوتُ الزؤامْ

والجــــوع ينهــــشُ أهلَنـــا
والعُــــرب فــــي خِزيٍ تنـامْ

يغشـــــى وجوههــــم الهوا
نُ ويسكنُ العقـــلَ الفصــــامْ

فقــــدوا الكرامـــةَ عندمـــا
تركــــوا الخميـــلةَ للهـــوامْ

فتَغـــــوَّّلَ الأنجـــاس واغــ
تالـــوا الألـــوفَ من الأنــامْ

بل قطَّعــــوا أشــــلاء غَـــز
زةَ تحـــتَ أســــتارِ الظـــلامْ

والكــــلُّ ينظــرُ فـــي أسـى
نظـــرَ العِطـــاش إلى الغمـامْ

والخــــوف يزأر فـــي الحشـا
والنارُ تســـري في العِظــــامْ

لم يرحمــــوا طفــلًا تــــــوا
رى بيــــن طيــــاتِ الخِيــــامْ

لم يرحمــــوا شيخًـــــا بـــدا
يمشـي رويــدًا مِن سِقـــــامْ

آهٍ علـــى قهــــــرِ الرجـــــا
لِ وطفلـــةٍ بيـــــن الركــــامْ

آه علــــى دمـــعِ الثكـــــــا
لى فـي السِّجـودِ وفـي القيـامْ

يا ربّ عجــِّــلْ بانتصــــــــــا
رٍ للعروبــــــــةِ مُستـــــدامْ

بِأَيَّامٍ هُنَا نِلنَا الفَخَارَا
وَقَدْ صُهِرَتْ هَزِيمَتُنَا انْتِصَارَا

وَأَرْجَعْنَا الأَرَاضِيَ مِنْ عَدُوٍّ
رَدَدْنَا حُلْمَنَا مِنْهُ اعْتِبَارَا

عَلَوْنَا القَهْرَ رَغْمًا بِالأَمَانِي
وَلَمْ نَقْبَلْ لِأَنْفُسِنَا انْكِسَارَا

دَحَرْنَا الضُّعْفَ لِلْأَمْجَادِ سِرْنَا
وَصَارَتْ رَايَةُ العِزِّ المَنَارَا

شَرِبْنَا مِنْ بُزُوغِ الشَّمْسِ نَخْبًا
وَبِالأَبْصَارِ أَعْلَيْنَا انْبِهَارَا

بِذُلِّ الأَسْرِ قَدْ سُمْنَاهُ خَسفًا
فَأَسْقَيْنَاهُ أَهْوَالًا وَنَارَا

مَخَالِبُ صَقْرِنَا فَقَأَتْ عُيُونًا
وَأُبْدِلَ لَيْلُهَا فِينَا نَهَارَا

وَهَا قَدْ دَارَتِ الدَّوْرَاتُ فِينَا
وَظَنَّ بِحُمْقِهِ أَنَّا سُكَارَى

فَأَمْعَنَ بِالضَّعِيفِ القَتْلَ ظُلْمًا
وَظَنَّ العَدْلَ لَا يَجْرِي مَسَارَا

يُعَرْبِدُ فِي دِيَارِ القَوْمِ هَدْمًا
وَفِي الأَسْحَارِ يُطْبِقُهُم حِصَارَا

فَلَا وَاللهِ لَا يَهْنَا عَدُوِّي
سَيَجْرَعُ مِن خَبَالٍ وَالمَرَارَا

وَإِنْ يَنْسَى تُذَكِّرُهُ سِيَاطِي
وَعَيْنُ جَلُوتَ وَالحِطِّينُ زَارَا

فَصَبْرًا أَيُّهَا المَظْلُومُ صَبْرًا
أَوَانُ النَّصْرِ أَوْشَكَ إِنْفِجَارَا

وَإِنْ عَادُوا نُعِدْ قَهْرًا عَلَيْهِمْ
عَلَى عَلْيَائِهِمْ سُقْنَا دَمَارَا

لَقَدْ آنَ الأَوَانُ فَلَا تَلُومُوا
سِوَى نَفْسٍ غَوَتْ مِنْهَا شِرَارَا

وَلِلْمَظْلُومِ نَهْرٌ سَلْسَبِيلٌ
بِزَقُّومٍ جَنَى الجَانِي ثِمَارَا

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

يا قلبُ حسبُكَ ما جَنَيتَ من الهوى
أَشْرَعْتَ بابًا لِلذي أعياكا

اشدُدْ متاعك فالرياحُ لواقحٌ
والمُزْنُ حُبلى والسماء هواكا

أظننتَ أَنَّكَ إِنْ هويتَ أرحتنا ؟
كلّا ولا يرتاحُ من يهواكا

هجرٌ وصدٌّ واغترابُ مشاعرٍ
وفناءُ روحٍ في سبيلِ رضاكا

أفلا أعَدتَ إلى الخواطرِ أرضها
وقطعتَ حبلا طالما أرداكا

أفلا قضيتَ عن المدامعِ دَينها
ورحِمتَ نفسًا مالها إلاكا

ماذا تقولُ وما لَقِيتَ سوى الأذى
والله يشهدُ ما عَدَت يُمْنَاكا

يا قلبُ إني لا أحِلُّكَ – أو عَلَى
دربِ الأحبَّةِ أستحِلُّ خُطاكا

فارْحَل فَما دَربي ودَربُكَ واحدٌ
واختر لنفسك مركبًا يهواكا

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

جِــرَاحٌ بِقَلْبِي تَهُـــدُّ الْجَبَـلْ
تُثِيرُ الْأَنِيــنَ وَدَمْـــعَ الْمُقَـلْ

كَــأَنَّ اللَّيَـــالِي وَ أَحـــدَاثَهَا
خُصُومٌ تَدَاعَـتْ تَجُــرُّ الْعِلَلْ

وَكَيْفَ الْخَــلَاصُ وَأَظْفَارُهَـا
بِأَيْـدِي الْغُزَاةِ عَدِيمِي النِّحَـلْ

دَمَـــارٌ خَــرَابٌ وَلَـــمْ نَسْتَفِقْ
وَبِعنَا الحِيَـاضَ فَضَاعَ الْأَمَـلْ

وَلِبْنًَـانُ بَاتَــتْ بِـــلَا نَاصِــرٍ
يَــرُدُّ الْعَــدَاءَ وَ يَحمِي الطَّلَلْ

تُنَادِي أَغِيثُوا الْحِمَىٰ وَ الثَّرَىٰ
بِحَـــدِّ السُّيُوفِ نُعِيـدُ الْمَحَلْ

فَعًَــــزَّ النَّجَــاءُ، وَذِي أَرضُهَـا
تَـــوَالَىٰ عَلَيْهَـا شِــرَارُ الْمِلَلْ

وَعَــــارٌ عَلَيْنَا يَجُــرُّ الْأَسَـىٰ
فَحِينَ انْشَغَلْنَا تَفَشَّى الْوَهَـلْ

وَلَا يُدرِكُ الْأَمْــرَ غَيْرُ الَّـذِي
لَهِيبُ الدِّمَـــاءِ بِـهِ قَد شَعَلْ

فَأَيْنَ الْعُرُوبَـــةُ مِـنْ غَاصِبٍ
وَأَيْــنَ الْكَرَامَــةُ، بِئْسَ الْعَمَلْ

إِلَـٰهِـي أَقِـــــرَّ الْعُيُـــونَ الَّتِي
شَجَاهَــا بَـــلَاءٌ عَظِيــمٌ جَلَلْ

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

مَرَرْتُ دارَكِ حيــنَ الحبُّ عاتَبَني
والقلبُ أَبْحَرَ في شوقٍ وفي شَجَنِ

وجدتُ بـابَكِ والأقفـــالُ توصِدُهُ
حتّى الشّبابيك لم تَسْلَمْ مِنَ الشَّطَنِ

وقفتُ في زَحْمَةِ للصّمتِ فَانْهَمَرَتْ
عينايَ دمعـًا وساقَتْ بالأسى سُفُني

أُعانِدُ الصّمْتَ في إنشــادِ قافيةٍ
لكنّها أَمْطَرَتْ وَجْدًا على السّّكَنِ

ضجيجُ صَمْتِيَ في كفّيـْهِ يصفعُني
حينـًا ، وحينـًا عنَ العُشـّاقِ يَسألُني

وَمَنْ تكونُ الّتي سَمَّتْكَ عــاشِقها
وصِرْتَ كالطَّيرِ ملهوفـًا على الفَنَنِ؟

أَجَبْتُهُ وعَلــــى ثَغري وَيَسْبقُني
قَوْلٌ وَأَنْشِدُهُ في السَّرِّ والعَلَنِ:

أنا الدّمشقيُّ لــي في الحُبِّ أزمنةٌ
وأنتِ كالشّــــامِ لا تَخلو مِنَ الفِتَنِ

لا باركَ اللهُ فـــي نَأْيٍ يُفَرِّقُنا
هل يَشبعُ الطّفلُ لو ينأى عَنِ اللّبَنِ؟

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

يختالُ حرْفي إنْ ذكرتُ محمَّداً
يزهو بأثوابِ الفَخَار ويَرفلُ

حتى إذا وُصِفَ الجمالُ تحيَّرت
كلُّ الحروفِ بأيِّ معنىً تغزِلُ

فتعَذَّرت عن عجزها وتحايلت
مِن أيِّ بابٍ للسماحةِ تدخلُ

وزَوَت إلى رُكْنٍ تسبِّحُ ربَّها
بالذِّكرِ من سِحْر الجمالِ تُرتِّلُ

إنْ شعَّ نورُ الشَّمس في أكواننا
فالنُّورُ في وجهِ الحبيبِ الأكملُ

كالبَدْر إذ يبدو السُّرور بوجههِ
و القَلبُ من فرح اللقاءِ يُهَللُ

ما الجُودُ إلا أنْ يكونَ بكفهِ
بحرُ العطاء يفيضُ دوماً يَبذلُ

إني لأَحسُدُ صُحْبَة أن أُكرِمُوا
نظروا إلى وجه النبي تأمَّلوا

من ذاق طعم الشَّوق عندرِحابهِ
يهوى الإقامةَ بالديارِ ويَنْزِلُ

ما شفَّني وَجْدٌ ولا ذُقْتُ الهوى
إلا ببُعدٍ حينَ قيلَ ترحَّلوا

إنِّي إلى روضِ الحبيب بلهفة
القلبُ يِهوَى والجناحُ مُكبَّلُ

ياربِّ أدعُو و الرّجاء إجابةً
أنتَ الكريمُ الواهبُ المتفضِّلُ

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

(عَجِزَ الكلامُ عَنِ الكلامْ)
إِذْ عَمَّ في وطني الظَّلامْ

-القلبُ يَعصرهُ الأسىٰ
والجفنُ جافاهُ المَنامْ

-الشّرُّ عاثَ بأَرضِنا
واغتالَ أَطيارَ السلامْ

-الشَّمسُ باردةً غَدتْ
وقَدِ اختَفتْ خَلفَ الغَمامْ

-وكأَنَّها بِكسوفِها
تَرثي لِأَطفالِ الخِيامْ

-كيفَ السُّكوتُ وغزةٌ
في حَومةِ الموتِ الزُّؤامْ

-الحُرُّ يَكسرُ قَيدَهُ
هوَ فارسُ الحقِّ الهُمامْ

-والنَّذلُ يُخفي رأسَهُ
في الرَّملِ جُبنًا كالنّعامْ

-ياعُربُ هيّا نلتقي
في وحدةٍ تَشفي السّقامْ

-فَبِها نَكيدُ المعتَدي
و نُحَقِّقُ النَّصرَ المُرامْ

-وبِها نُعيدُ حُقوقَنا
والكلُّ يَحيا في وِئَامْ

-إِنّا سَنحمي مَجدَنا
مَجدُ العروبةِ لَنْ يُضامْ

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

أذهب بعيدا بعيدا، لذلك الدرب الموحش المختبئ خلف الأشجار وكأنه غابة على حافة الكون.
لا أدري ممن أهرب، أمن نفسي أم من عيون الوهم تراقبني أم عيون الرفقاء تطاردني، أم لأختلي بطيفها أعانقه وحدي بعيدا عن عيون البشر؟!

منذ أن رأيتها “ليلى” ـ صدفةـ وحدثتني وسقطت مفردات الطهر من بين ثناياها، حتى ملكت عليّ روحي وكأنها تنطق بالشعر، وكأنها ألقت عليّ السحر، وكأنها بلقيس في عرشها الممرد وقد كشفت عن ساقيها؛ فصرعتني.
من يومها وأصبحت وكأني قيس الملوع تائها بالبيد؛ هائما في الصحراء يبكي حبه المفقود، حائرا مُسهدا أرقتْ مضجعي.
ليتني لم ٱت إلى هذه الشركة ولم أعمل بها.
إبتسامتُها مغنم للجميع، تقتلني الغيرة، خاصة من هذا الوسيم الذي يمنحها اهتماما مبالغا فيه، يكاد لا يتركها تلتفتُ لغيره، لكنها رغم هذا كانت تمنحني نظراتٍ دافئة وابتسامة تكفيني وأحلامي حتى ألقاها في يوم جديد، حتى يأخذها ويذهب بعيدا يتبادلان حديثا يكاد يقتلني كلما اختلَى بها، لست أدري من أين يأتي بكل هذا الحديث وتلك الجرأة.
غريب أمري وأستنكره، كيف أقبل على نفسي كل هذا الخنوع!!
نعم أنا مشتاقٌ !
ويُعتَصر قلبي دمعا وألما في صمت كمكبل أو كمذبوح؛
لا هو راح فداءً لله، ولا لوطن تسأل عنه يوما روابيه.
ضحية للتسويف أنا !
سأقول لها غدا أحبك، سأقول لها لا أطيق بعدك، أحفظ صورك بين الجفن والضلوع، أعانق طيفك الغض المكتنز يملأ أفقي وخيالي بجمالك وقدك الممشوق تختالين، يدغدغ وجنتيك أعصابي، وكل جوارحي تشتاقك.
لفتاتها كأنها عناق وقبلاتها شوق لا ينتهي، أذوب في نبراتها، في جرس صوتها وكأنها العندليب.
ضحية للتسويف أنا !
؛ سأقول لها غدا أحبك، وأخاف أن تفضحني عيوني والنظرات بين الرفاق، عندما يفور صبري وغيابك في الرد على رسائلي، رسائلي الساذجة الكاذبة وعلاتي المفضوحة.
سأقول لها غدا أحبك وأشرح لها كيف كانت حياتي قبل أن أراها كواد موحش بلا حياة.
سأقول لها غدا أحبك وليكن ما يكون.
تلصصت، تقصيت عنوانها، ذهبت إلى طريقها في الصباح الباكر أتصنع اللقاء صدفة وأبوح لها.
قابلتني ببشاشة وترحاب رائعين وقالت: ( صدفة جميلة) وهي تشير وتفتح ذراعيها، لهذا الوسيم يأتي خلفي.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

ما إن أشعلت فيها النيران, حتى ساعدتْ الريح الشديدة الآتية من الشمال أن يستعر اللهب بقوة رهيبة, تفحّم جسم السفينة الخشبي خلال فترة وجيزة:-
الصاري الكبير الذي كان يخطف القلوب قبل الأبصار من روعة تصميمه ومهابة ارتفاعه.
الأشرعة السميكة من القماش السميك المضاد للنار.
هاتفي المحمول الذي نسيته هناك, أصبح رمادًا.
فعلتُ ذلك وأنا أرتّل مقولة موجزة للموقف ومفسّرة لمن يرغب في المعرفة: ضرورة أن تحرق كل ما يربطك بالشاطئ الآخر, قبل أن يحرقك.
غير أن الناس لم يقتنعوا بقراري, كعهدي بهم, لم يعذرني أحد. أعرضوا عنّي, لا زلت أقول لهم هو مالي, من حَكَمْ في ماله…, كذلك قلت لهم: أن لكل شيء عمر افتراضي لا ينبغي أن يتجاوزه.
لكنهم غالوا في سخريتهم مما فعلت, أسفوا على مال أنفقته على سفينة أصبحت ملئ السمع والبصر, ثم برعونة منيّ كما قالوا, دمّرتها تدميرا.
قال شيخ وقور كان يرقب الحادثة: ما جعلت دعوى الحجر إلّا لأمثالك, ثم وكزني بأصبعه في صدري كأنما يضع خاتم الصلاحية على رأيه المهني.
بناء على ذلك اختصمني الجميع في اليوم التالي أمام القضاء, من أهل, جيران, زملاء عمل, حتى أسماك البحر الطيبة التي ما رأت منّي إلّا خيرًا, أبت أن تقع في شباك الصيادين حتى يُقبل تدخلها وانضمامها في القضية.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

في زاوية منسية من هذا العالم، حيث لا يُسمع سوى صدى نفسها، وجدت روحها هدوءًا غريبًا في المكان الذي قادتها إليه الصدفة، أو ربما كان قدرًا مخفيًا. بعيدًا عن كل شيء يربك الروح: عن رسائل الصباح المكررة، وعن الصور التي لا تختلف عن بعضها، وعن ضجيج التقنية الذي بات يطارد كل لحظة هدوء. هنا، في هذا السكون، كانت تستعيد شيئًا منها، شيئًا نسيته في زحمة الأيام. هنا فقط، كانت تسمع صوتها الحقيقي، تتلمس أصابعها التي اشتاقت لملامسة القلم، كأنها تكتشف ذاتها من جديد بين صمت الجدران.
تحدثت بصوتها الداخلي قائلة:
“كم اشتقت لهذا السكون! كم اشتقت أن أكون وحدي، بلا أصوات تتداخل في رأسي. كيف ضاع كل ذلك؟ متى تحولت الكتابة إلى عبء، إلى مكان آخر بعيد؟”
ومع كل هذه التساؤلات، حضرت أمها. دخلت المكان بصمت كأنه يحمل معه سنوات من الحنان والحكمة. نظرت إليها، نظرة مليئة بالمعرفة، وكأنها تقرأ أفكارها دون أن تنطق بحرف.

هل أنتِ بخير؟ سألت أمها، لكنها لم تكن تنتظر إجابة؛ فهي تعرف.
ابتسمت بهدوء وكأنها تستجمع كلمات كانت مبعثرة في زوايا عقلها:

أمي، هنا أستطيع أن أكون أنا. بعيدًا عن كل تلك الأشياء التي كانت تُثقل روحي. لكني في الوقت نفسه، أشعر بأنني غريبة عن هذا المكان. هل يمكن للروح أن تجد راحتها في العزلة، وفي الوقت نفسه تخشى السكون؟
الأم، بتلك الابتسامة الهادئة التي تحمل معنى أعمق من الكلمات، قالت:

القوة ليست في التماسك الظاهري يا ابنتي، بل في معرفة متى نترك للأشياء أن تتداعى لتبني نفسها من جديد.
أغمضت عينيها للحظة، وكأنها تبحث عن تلك القوة التي تحدثت عنها أمها. شعرت بأن هشاشة خفية تتسلل إلى قلبها، قلب اعتاد أن يكون صلبًا كالسنديانة.

أمي، لطالما كنتِ تقولين إنني مثل جدي، عنيدة وقوية. لكن الآن، أشعر وكأنني قطعة مطاط، أتأرجح بين القوة والضعف. هل يمكن أن تكون الكتابة هي السبب؟ يقولون إنها أضعفتني، وإنني صرت أعيش في عالم وهمي لا يمت للحقيقة بصلة.
ابتسمت أمها مرة أخرى، وقالت بحنان عميق:

العالم الذي نعيش فيه يا ابنتي مليء بالخذلان، لكن هذا لا يعني أن الطيبة خطأ. الطيبة ليست ضعفًا، بل هي خيار اختاره الأقوياء.
تسللت دمعة واحدة من عينيها، كأنها محاولة لغسل كل الألم الذي تراكم عبر السنين. الريح في الخارج كانت تعصف، لكنها لم تهتم. أغلقت نافذتها، وأغلقت أفكارها معها، تاركة نفسها تغرق في تلك اللحظة.
الضوء عاد يتسرب بخفة إلى الغرفة، والعصافير بدأت تنقر على الزجاج، وكأنها تناديها لتعود إلى الحياة. لكن في قلبها، كانت تعرف أن الطريق ما زال طويلًا.
أغمضت عينيها من جديد وقالت لنفسها: “ربما الضوء ليس بعيدًا كما كنت أعتقد. ربما في هذه العزلة، سأجد الإجابات التي كنت أبحث عنها.”
هنا، في هذه اللحظة الفلسفية العميقة، أدركت أن الحياة ليست عن القوة أو الضعف، بل عن التوازن بينهما. أن الهشاشة ليست نهاية، بل بداية لتشكيل جديد.
سمية جمعة سورية

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

تدق الثانية قبيل العصر ،تنطلق الطائرات من مرابضها ،تهدر المدفعية من مرابطها، حينها يعلم ” عبد الودود ” أن الساعة قد آنت ، لحظة ارتواء تلك الشفاه الذابلة فيرتفع اليقين بداخله .
قامته ترتفع حتى تقترب من الغمام ، يده على زناد سلاحه ، متحفز، يتشوق للقاء الارتواء هتف بقلبه :
الله أكبر…
الله أكبر
فوق كيد المعتدي . علا صوته حتى سمعه الثقلان :
هو ثأر قديم أطلبه ، عطش لكن ليس للماء ، لكن للقاء الوطن واسترداد قيمة ضلّت طريقها دون حول منه منذ سنوات.
وعندما يشتد العطش يروي الأرض بدمائه الزكية الطاهرة ،يحلق في السماء بروح مطمئنة فيركع الكون لحفيد آدم من جديد .

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

رفع عينيه عن الأوراق محييا الحضور وأعقب ذلك لحظة صمت بددها مقدِّم الندوة الذى قال :تبدو علامات الألم على وجهك بروفيسور.
وكيف لا وأنا أعيشه معهم.!
تقصد؟
نعم أقصد أهلنا في غزة أبطال مئة ليلة وليلة.
إنه تاريخ بروفسور .
لولا هذا التاريخ ما كنا هنا، ولا كان هذا وضعنا.
صدقت.
يتوجه للحضور، تحية لكم، التقينا في الليالي السابقة ببشر تحملوا العذاب ألوانا لا لشئ إلا لتمسكهم بأرضهم ودفاعهم عن وجودهم. والليلة هي امتداد لما سبق، أوردها منتصر الفلسطيني بعنوان “سمية”
يبدأ منتصر بقوله “عاني العدو انهيارا كبيرا بعد السابع من أكتوبر، كان هجوما مفاجئا مذلا، الفيديوهات التي سجلت لحظات الهجوم وما تلاها أبهرت العالم وأفقدت الشعب المحتل ثقته في حكومته. بغضب أفقده السيطرة على كلماته وبصوت هادر يصيح المسئول الكبير شيمون :ضاعت هيبتنا، الصورة التي عشنا سنوات نصدرها للعالم انهارت في لحظات.
كيف حدث هذا؟!
تسألني يا حنا كيف حدث هذا؟!
ينكس حنا رأسه ويستمر شيمون في صياحه :أين المخابرات، أين الجواسيس؟ ، أين الأصدقاء؟ أين العالم كله! ؟ أكاد أجن.
اهدأ سيدي.
حاصرناهم، نعد عليهم أنفاسهم، وضعناهم في سجن كبير مراقب ومع ذلك بنوا أنفاقهم، اخترقونا، هاجمونا وأخذوا رجالنا أسري أمام مسمع ومرأى من العالم كله.
صحيح سيدي يقول حنا. لكن علينا الهدوء بلدنا في خطر وجودي.
ساخرا شيمون بلدنا؟ أيها المغفل إن رقابنا جميعا على المقصلة وعلينا إنقاذها. الشعب لن يرحمنا إذا استمرت الهزيمة. بلاوعي تتحرك يد حنا حول عنقه ويشعر بضيق في التنفس ويقول مضطربا وما الحل؟
يعود شيمون لمكتبه ويضغط على زر عليه ليأتي مساعده ليأمره بالإعداد لاجتماع عاجل لمسئولي الدولة.
يقفزان من السعادة، تتذكر أن وضعها لايسمح، تتوقف وتترك لقلبها مهمة القفز من الفرحة.
ينظر إليها زوجها ويضحك التسمية لي، إنها انتصار. لا أكاد أصدق سنحيا كراما بعد الآن. ستخرج ابنتنا إلى الدنيا عزيزة. إنها عزيزة يا علاء. سبقتك أولا إنها انتصار. بل عزيزة. بل انتصار. دموع الفرح تتساقط مع مشاهد الفرح في الشوارع. الشوارع ستزداد ازدحاما وسنجد صعوبة فى الوصول إلى المجمع. هيا نسرع بالنزول. انتظر، يكاد قلبي أن يقفز من مكانه.
فلتبقيه قليلا انتصار في حاجة إليه.
قلت عزيزه.
قلت انتصار.
تتحرك سيارتهما بصعوبة بين السيارات والدراجات والجموع الراجلة، التكبيرات ترج الشوارع، زحام شديد، لامجال للحركة، تلح عليه بالبقاء ليحتفلا مع الجموع وتأجيل الذهاب للمستشفى. هي لاتشعر بآلام الولادة ولينتظرا يوما أو يومين ربما تلد دون جراحة.
هو كذلك يريد أن يعيش لحظات المجد هذه، بعدد سنوات عمره عاش المعاناة والظلم قسوة المحتل. فلتنتظري يا آنسة انتصار، ودعينا نحتفل قليلا.
كيف تديننا على الملأ وتتبرأ من المسئولية سيد شيمون. في غيظ يتحدث الجنرال عيزرا.
وكيف لا أدينكم أيها الفشلة!؟ أنتم أسوأ من رأت إسرائيل. هكذا يصب شيمون غضبه على الجنرال.
يضرب عيزرا بيده مائدة الاجتماعات وهو يصرخ :لا أسمح لك، فلتنظر إلى فشلك وإلى فضائحك.
أنت محول للمحاكمة، يشير بإصبعه مهددا عيزرا.
يتدخل الحضور و يجمعون أن هذا ليس بالوقت المناسب لما يحدث من تبادل الاتهامات، إسرائيل تنهار. يبدأ الرجلان في استعادة هدوئهما وبخاصة بعد الاتصالات المتتالية التى حملت دعما لامحدودا من العالم الخارجي والذي بدأ فورا برا وبحرا وجوا.

أيقطت الآلام سناء من نومها مما اضطرها لإيقاظ زوجها علاء الذى أسرع بمساعدتها في ركوب السيارة.
طلقات المدافع والطائرات حول مجمع الشفاء تغطي على الطلق الذى هاجم سناء وجمع معه بين الألم والخوف.
المجمع محاصر بالدبابات والجنود، كلما هم الزوج بدخول شارع يؤدي لباب من أبواب المجمع يلمح جنود العدو فيعود أدراجه، صرخات سناء أربكته، بدت الشوارع أكثر خطورة، حوصر بين سيارة ضربت بصاروخ خلفه وبين شوارع تؤدي للمجمع وبالطبع غير آمنة. يا الله ماذا أفعل؟ يلمح شارعا تقف عربه القمامة في نهايته أمام أحد أبواب المجمع. أيقن أنه باب للخدمات لم يصل إليه العدو بعد، ربما وجد المساعدة ويعود بعدها بسناء ليختفيا في أي منزل مجاور. أخرج من الحقيبة رداء الطفلة ووضعه بين فكي سناء حتى لايسمع صوتها وينتبهون إليهم واقترب من الباب وأخذ يحركه بهدوء.
مؤتمر صحفي يعقده مدير المجمع للإعلان عن السابقة التى لم تحدث من قبل، اقتحام مجمع طبي وترويع وقتل المرضى والجرحي،طلقات نار تفرق الحضور ويقبض على مدير المجمع.
على يسار الباب الحديدي يخرج رجل الأمن الذى يرجع سلاحه المشهر بعد أن رأي سناء. يدخل علاء بسناء الحجرة الصغيرة بموافقة معتصم رجل الأمن الذى أبدى أسفه لصعوبة الوصول لمستشفى الولادة مع هذا الضرب الكثيف.
يشعرون بالسعادة، كلما زاد عدد من بسقطون كلما ظنوا أنهم انتصروا وخرجوا ليعلنوا ذلك للعالم.
سناء تصرخ والعالم يصمت! إدانات خجلي لايفك معها الحصار، تتوقف الحركة داخل المجمع الطبي إلا من صوت الرصاص وأصوات سقوط أجساد الأبرياء الذين غدر بهم عند خروجهم أو دخولهم..
تزداد حالة سناء سوءا مما يدفع معها معتصم بالاتصال بنمرة مدير مستشفى الولادة شخصيا ليشرح له الحالة.
ماذا يا أخي، هل سيحضرون لنقلها؟ إنها تضعف بشدة وتنزف كثيرا؟
يشير معتصم إلى الرصيف المواجه للنافذة، انظر، تتجه عينا علاء، رجلان و امرأة ومعهما نقالة ومحاليل، ما إن يهموا بالعبور حتى تتردد طلقات النيران في المكان،
يفقد علاء الأمل في عبورهم إليه، احتمال إصابتهم كبير، يعود لسناء، يمسك بيدها، تنظر إليه بوهن، تخرج الكلمات منها بصعوبة :كم تمنيت أن آخذها في حضني لكن يبدو….
ستفعلين يا سناء، إن المسعفين على بعد خطوات، سيهدأ الضرب وسيأتون، قاومي ضعفك، أنتِ قوية دائما. ملامح الوهن على وجهها لكن صرخة قوية تصدر منها ترافقها صرخة طفلة يجدها علاء بين يديه ولا يدري ماذا بعد! انتصار بين يدي علاء بحبلها السري، يرفعها لتضمها سناء بعينيها وتمنحها قبلتها الأولى وربما الأخيرة.
يرفع علاء الطفلة ليريها للمسعفين، تراها سمية، لامفر من العبور، الطفلة والأم تحتاجان المساعدة، الزميلان يخافان عليها، لا أمان الآن. لله الأمر،هكذا انحنت سمية قليلا وسابقت الريح حتى وصلت بسلام للحجرة الصغيرة.
الدعم سري ومعلن، الطائرات تضرب بلا هوادة، جنود العدو يستعدون لاقتحام المجمع و يقدمون أدلة مصطنعة على وجود المخربين في أنفاق أسفل المجمع الطبي. ومن ثم فهم مضطرون لاقتحامه، هكذا يصدرون روايتهم للعالم.
بسرعة تقطع الحبل السري وتلف الطفلة وتعطيها لوالدها وتحاول مساعدة سناء. تحتاج لنقل دم، نزفت كثيرا النبض ضعيف وأخاف ألا تصمد كثيرا. ينظر علاء للطفلة وللأم ويقاوم دموعه قائلا ننقلها فورا.
المسافة ليست صغيرة والضرب مستمر. تقول سمية.
لن أتركها تموت،امسكي الطفلة، سأحملها على كتفي وأجرى بها.
لكن أستاذ نخاف خسارتكما. يقول معتصم.
لن أتفرج عليها وهي تموت، ساعدني من فضلك.
كطفل ضعيف مستسلم كانت سناء على كتف علاء الذى رفض أن يصحبه أحد. يتحرك للخارج تاركا المولودة وسمية تضع شالها حولها لتدفئها.
يخطو علاء خطوات سريعة في الوقت الذي يلمح فيه معتصم جنود العدو وهي تقترب من الباب الخارجي، هيا بسرعة، يخرج معتصم وسمية من الحجرة ويختبئان خلف السيارة التي جاءت لنقل مخلفات المجمع. أما الزملاء فقد اختفوا داخل مستشفى الجراحة.

لم يستسلم علاء للتعب الذى حل به وواصل السير محاولا طمأنه سناء بعد تحليق طائرة فوقهما ، لا تخافي نحيا سويا أو نرحل سويا. يطل الشيطان من الطائرة ويجد متعته في اختلاط دماء الزوجين، رحلا عن الدنيا وتركا فيها قطعة منهما استقبلت الحياة خلف عربة القمامة حيث نجت من القوة التي عبرت أمامهم.
هدأ الضرب، رائحة الدم في المكان، شبح الموت يطاردهم، الجو قارس والبنت في خطر، تقول سمية.
رحم الله والديها، لنتستر بالظلام ونسير صوب المستشفى وليفعل الله ما يشاء.
سخرية على مواقع التواصل في العالم من الأدلة التى برروا بها اقتحام المجمع الطبي، لكن لاجديد في الأمر. تمتمات من سمية وتلاوة قرآن من فيصل، صرخت الطفلة حينما عبرا بجوار أشلاء والديها، حزن وخوف يتملكان سمية. يقتربا من الضوء جمع من الناس حول خيمة قريبة من مشفى الطفل تعرف دكتور خالد طبيب الأطفال، تلخط الجمع حوله وهو يبكي ويهرع إلى الخيمة، سألت مابه؟ دمروا بيته وقد دخل ليتعرف على أهله بين الشهداء! تصرخ الطفلة، لابد أنها أصيبت بالبرد والجوع تضمها سمية إليها، اشتاقت إلى حسن رضيعها وأخوته هل الضرب طالهم؟ تستعيذ بالله وتدعو لهم بالسلامة.
إلى قسم الأطفال تصل أخيرا، تسلم الطفلة ليعتنوا بها،سأعود لأطمئن عليها، إن لم يظهر لها أهل سأضمها لأولادي. بدأوا بفحصها على الإضاءة الضعيفة في الوقت الذي عادت فيه سمية لتتصل بأسرتها للاطمئنان عليهم.
أنتم بخير يا عليِّ
الحمدلله بخير. والأولاد؟
نريد أن نطمئن عليكِ أنت الأخبار التى تأتينا مرعبة. لاتخف أنا بخير. حسن أخذ الرضعة؟ نام جيدا أم أنه يرهق أمي؟
المهم الآن أنت. أحاول الوصول إليكِ لكن المنطقة عندك محاصرة.
لا. لاتحاول فليكن أحدنا في أمان من أجل الاولاد.
الصوت يتقطع. يقول علىّ
تتحرك سمية في الحجرة وتقترب دون وعي من الشباك غير ملتفتة لما يواجهها في الخارج. جيد هكذ… يطير الهاتف من يد سمية وتلحق به إثر طلقات حطمت زجاج النافذة ووصلت إليها. تنطق بالشهادة وتوصي زميلاتها بالرضيعة.
ومازال المجمع محاصرا ومازال الأبرياء يتساقطون فيه ومازال العدو يدمره جزءا بعد آخر، وظلت سمية تتلقى الرعاية فيه برغم ما يعاني الجميع إلى أن نقلت مع آخرين لتلقي رعاية طبية أفضل في مصر . نسيت أن أذكر لكم أن زملاء الشهيدة سمية في المجمع أطلقوا على الرضيعة اسمها فهي عند أمها عزيزة وعند أبيها انتصار وهي الآن تعرف عند الجميع سمية. بهذه العبارة أنهى منتصر القصة. عم القاعة صمت كسره أحدهم بقوله :مادامت سمية وأمثالها أحياء فالقضية لم تمت .
نعم نعم،ومن المحن تولد المنح. شكرا لحضوركم وعلى وعد بليلة أخرى وقصة جديدة لمنتصر الفلسطيني بعنوان “العجوز والنفق

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

تلامس الجدار القديم مع رأسه الذي يملك عمرا اكبر من حجارته وقد برزت عظامه وعروقه الضعيفة أسفل جلد وجهه المهترئ ، توجه بعينيه الزائغتين الي السماء ناظرة دون رؤية الي ما يعترك في نفسه مما جعل فراغها يضيق به كاتما أنفاسه البطيئة التي لا تتلاحق منذ زمن لم يعد يحسبه إلا لتجعله باقيا علي قيد الحياة دونما إنفعال من حزن أو فرح أو حتي خوف يكسر انتظام دخولها إلي صدره الذي يتمني لفظها ولو مرة واحدة دون رجعة .
حتي التنهد الذي كان يصحب زيارة ذكريات الراحلين لخياله قد فارقه منذ أمد لم يعد يعرف إن كان قريبا أم بعيدا ، لقد توقفت عقارب ساعة معصمه مع رحيل آخر من كان له ذكريات عنده فتشابهت الأيام التي يقضيها في غربةٍ مع من لا يذكرون عنه سوي جسد يتحرك ببذل جهد ولا يربطه بهم إلا بعض الرحمة في قلوب بعضهم وذكر اسمه إذا ما طلب منهم ذكر أسمائهم الرباعية علي الأقل .
تحركت يده مناولة فمه قطعة خبز أخرجها من جيبه ليلوكها بحركات لا تحكمها سوي غريزة البقاء التي لم تعد لها قيمة عنده بل أنها باتت ذات حمل ثقيل عليه فلا شهوة لطعام تذكره ولا جوع أمعاء يحدثه ، الطعام والماء والهواء هم القيود التي تقيده ليبقي أسيرا في أيامه الفارغة داخل جسده الذي تنوء أقدامه الضعيفة بحمله ، يسير فيها كطيف لا تراه أعين ولو كانت أعين الموت أوالمرض .
ألم تكتفي بعد يا عبد الحق .
قالتها نفسه لشاهد القبر الذي يحمله الجدار الذي يرتكن رأسه عليه عندما أدار بصره تجاهه ، إنه عبد الحق جاره القديم الذي مات كمدا عندما ضم قطعة أرضه الوحيدة التي يمتلكها لأملاكه غير مبال بنار القهر التي خرجت من صدره حتي أحرقته ، فلم يستطع أن يفعل شيئا أمام شوكته القوية آن ذاك سوي أن يرفع أقسي دعوة يرفعها المظلوم علي من تجبر عليه .
أطال الله عمرك .

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️


أتت ذات الرداء الملائكي لفتت أنظار الحضور..
الكل يلهث وراءها..
..أطارت عقولهم..
بزينتها وحليها..
تسابق الجميع..
من ياتُري سيفوزُ بها.
.قدموا القرابين..
تحت أقدامها..
نظرت إليهم ..أشارت إلي أحدهم
أنت ..وهذا..وذاك لها..
تهللت أساريرهم والكل يحدث نفسه متكبراً نعم أنا الذي
أستحقها..
باغتتهم بالاختفاء والنزول من عرشِها..
صُدم الجميع..تفانوا جميعاً في الوصول لها..
قال أحدهم..سأفديها بروحي وأُقتلُ من أجلها..
قال الآخرُ..سأبذُلُ مالديَّ من نفيسٍ وغالٍ..في
سبيلها..
جروا هنا وهناك يبحثون
علّهم يجدونها..
أصابهم الإعياء الشديد..فقدوا الكثير لأجلها..
رآهم الرجلُ الحكيم فاستوقفهم قائلاً عن ماذا تبحثون؟
قالوا عن تلك الجميلة ألم تراها مرت من هنا!قال لا
لم أر سوي فتاةً دميمة ..فحاربتها..
أهذه التي تقصدون؟!..ضحكوا ساخرين..قالوا ماهذه ومن تلك..!!
نحدثك عن فاتنةٍ غراء..وتحدثنا عن قبيحةٍ حمقاء..!!
قال لهم: أفيقوا إنها ليست كما ترون..
ستهلككم كما فعلت بالسابقون..
غضبوا لحديثه وقالوا دعنا وشأننا..
حتي لمحها أحدهم من بعيد..تسابقوا مسرعين للحاق بها،
أوقعتهم أسري، قالوا ياذات الرداء الملائكي من منا تختارين..
بذلنا الكثير والكثيرلأجلك..ولأجل الفوز بك..ياحبذا علينا لو تتكرمين..
فإذا بها تخلع ردائها وتكشف عن وجهها..حتي جثوا علي أقدامهم مصعوقين..كيف لك أيتها الدميمة أن تخدعينا بثوبك الردئ !!ضحكت والغل يملؤ فاهها..ألم ينبأكم خبري ذاك الرجل الحكيم..؟
أنا””دنياكم””
أُرّكعُ كل من يطلبني ويبذل لي
مابقي له من خلقٍ ودين..
..لن ينجوا من مكائدي إلا من أذلني..
وتركني ألهث لايعيرني أي بذلٍ له يدين..
هاأنا ..نكسّت رؤوسكم..أرهقت قلوبكم..
بلارحمةٍ ولالين..

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

كان البحر رابضاً بلا موج، حتى بزغت المرأة بوجهها المدور، وفحيح أنوثتها الطاغي، عبقت أرجاء المكان.
بالمصادفة جاءت طاولتها قرب طاولتي، لم أكترث في بادئ الأمر. إلا حين غمزتْ بلحّظها، حررت البلوزة، فبانت فرجة ثدييها. تسللت أشواق حارقة توقظني من سبات.. وكأن طوفاناً قد اندلع، فأغرق كل المراكب وكل البيوت.

في المنزل..
لازالت صورة زوجتي جاثمة على الجدار، ترنو بعينين مضمختين بالحزن.. شعوري بالفقد يتعاظم، أتنفس غيابها كنورس بلا وطن.

بدأت المرأة الفاتنة تومئ لي، متصنعة التصفح في جوّالها، فانفرجت أبواب الغواية على مصراعيها وانهمرت شلالات الشبق.

هاجمني مرأئ زوجتي وهي راقدة في المشفى بلا حراك، تستنجد بي،
التحمت يدي براحة كفها الممدود حين تدفقت المحاليل من إبرة مغروسة في ذراعها، همست في عذوبة رغم الإجهاد:

  • لا تفرط في؟.
    رأيتها تتداعى أمامي كأوراق كوتشينة تنفرط..
    كرمية نرد فوق رقعة مهملة.
    بزغ الحزن سواطير تُقطعني،
    أبتلعت نصال الألم في سكات..
    ثم.. ثم خبا كل شيء.

حضر الأولاد من مدن الصقيع، انتصب سرادق العزاء في ساحة رحيبة، قلبي انفطر كبندول ساعة مقطوع، غامت وجوه الأهل والأقارب، أسَرتّني طلاوة الترتيل.. ضوء المصابيح الأصفر زاد من وحشتي.. احتسيت فنجان القهوة دفعة واحدة.. ثم أجهشت في البكاء.

همس النادل في أذني عارضها علي وهو يحدقها في دربة، لمّت المرأة انفراج ساقيها في كلفة، نهضت في تؤدة، اقتربت مني.. تبعتني حتى بوابة البناية كي لا نلفت الأنظار، صعدت ورائي للطابق المرجو، تبدو ثلاثينية عفية، قد توقظ موات الأحلام، تعزف لحناً عله الأخير.

ما أن فتحتُ باب الشقة..
حتى جابهني عطر زوجتي يجوب الأرجاء، أشياءُها المبعثرة رمقتني في استغراب، إسْدَال الصلاة يعانق المشجب، طرحة بيضاء تناور فوق خوان قديم، صورة زفافنا ترفل في عتمة صباحية..
أَجّفلتُ..
حدجتني المرأة في ريبة، خَدَشت حاجز القلق بخلع ملابسها.. قبلتني في ذقني، تأوهت من خشونته في غنج، فتحت خزانتي وتلوت عليها رسائل الأبناء بلا سبب.
انسدل شعرها الفاحم على وجه دقيق الملامح، سألتها:

  • مااسمكِ؟.
  • حياة.
  • ماذا؟.
  • حياة الروح..
    وأطلقت ضحكة ماجنة.
    بدا الوقت رتيباً.. قطرات المطر غبشت زجاج الشرفة، بان البحر خلفها مهتزاً وبدت ملامحنا مشوشة.. تَنَهدتْ، اندست في الفراش، لفحتني أنفاسها الحارة…

سرعان ما غادرتْ مفزوعة تنعتني بالمغبون، فيما كان طيف زوجتي يتخايل أمامي بثقل الكائنات الحية.. ويطبع قبلة حانية على وجنتي!.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

عيناها تجولان في المكان، لا شيء يربطها به، فكل ما فيه يحكي أسىً تجرعته مهانةً و حسرةً و ألمًا.

لملمت شعث تلك الأيّام .. منه ما وضعته في حقائب سفر إلى عالمٍ جديدٍ و منه ما غَلَّقتْ عليه صناديق ماضٍ في رفضٍ عنيدٍ لاسترجاع تفصيلةٍ ولو دقيقةٍ منه .
-أنت لا شيء. مثلك مثل أي شيء في هذا البيت، حتى الأريكة تنفع أكثر منك.
كانت كلماته تطرق رأسها بألف كرهٍ .
لم تُفلِح مسلة صبرها أن ترتق شقوق أسىً غلّف حياةٍ هي أشبه بالموت. صغيرةً كانت عندما باعوها بصك زواجٍ لذاك المتصابِ المتباهِ بثرائه،
-لِمَ إذًا عبثت ببرعمٍ لم تحل الشّمس جدائلها عليه بعد. كنت قد بدأت أعيش ربيعي عندما سطا خريفك على زهري، فأقبره. أنانيّ أنت .
-اخرسي، لقد اشتريتك بمالي.
كانت صفعته يَقَظة مع أنها لم تكن المرة الأولى. كيف لفحولته أن تتكشّف رعونتها أمامها مرّةً إثر مرّةٍ، كان عليه أن يمارس عليها تسلّطه فيقتل فيها حتى أنوثتها. أصبحت الحياة بينهما لا تتعدّ علاقة سجّانٍ برهينةٍ. كل محاولات الانعتاق عقيمةً ” إلى أين!” و الباب الوحيد الذي يمكن أن تطرقه، موصدٌ في وجهها. كل سنوات التحايل على بصيص أمل بدت موتورةً، عنيدٌ و صلبٌ لا بل كريه، “لقد أمات قلبي”
“هذه صفعتك الأخيرة” قالتها عيناها بنظرةِ تحدٍّ لا تعرف، هي نفسها، من أين أتتها تلك الجرأة، يبدو أن القدر كان يُرتب لها ذلك، حين جاءها نبأ وفاة زوج والدتها، ذاك النخّاس الدنيء.
-أخيراً !
ابتسمت، علت على وجهها أسارير الخلاص. ذلك اليوم تأبطت ما بقي لها من كرامةٍ، نظرت بشفقةٍ إلى كل ركنٍ تآلفت معه و عايش عذاباتها، بالكاد حمل أيّ منها ذكرىً سعيدةً، مع ذلك فقد نشأت بينها و بينهم علاقةٌ حميمةٌ تقاسما فيها الوجع. جالت عيناها في كل تفصيلةٍ للمكان لم تستطع معرفة ما يعتمل داخلها، أ هو فرحُ إفراجٍ أم لهفةً لعناق حريةٍ نسيت طعمها. خارج الباب، تنسمت ريح الخلاص.. لم تكن خطواتها تلامس الأرض، أحسّت أنها تحلق في سماءٍ بلا حدود. سعادةٌ غامرةٌ اعتمرت قلبها لأول مرةٍ من سنينَ. فردت ذراعيها في مدى رحابة الكون، ألقت عن كاهلها ثقل الحزن الذي كاد يسوقها يوماً إلى حتفها، نظرت إلى ما تبقّى يلوح لها من ذاك المعتقل-أقصد ذاك البيت- لم تستطع شفتاها أن تقول وداعًا؛ فالابتسامة التي أشرقت على محيّاها، لا.. بل قهقهاتها العالية، حالت دون ذلك.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

عدت إلى الشمال أجرجر قدماي المنتفختين من طول المسافة ورداءة الشبشب الذي كنت ألبسه،ممنوع عليك أن تركب وسائل النقل وإلا سيقصفك طيران العدو ،لم أكن وحيدا كان معي زوجتي وطفلاي ،كثيرون هم مثلي،ينزفون عرقا،ويتوجسون خيفة من غدر اﻷعداء،وطائراتهم التي تملأ السماء ضجيجا، لا أحد ينبس بكلمة،فكل منا يكلم نفسه،يتجادل معها أحيانا،ويمنيها بالفرج ويتوسل إليها لأن تتحلى بالصبر أحايين أخرى،وسط ذهول مما حدث،فالواحد منا قد خسر كل مايملك ،ولم يعد يملك رغيف خبز أو جرعة ماء يرطب بها حلقه المتيبس من طول المسير في حرارة الصيف اللاهبة…على أعتاب بلدتنا مررنا بمعدات العدو الثقيلة التي يقيدها عن بث الدمار اتفاق مؤقت لتبادل اﻷسرى، أسرعنا الخطا يدفعنا الفضول لعلنا نجد أملا ونورا في ذلك النفق المظلم، حين أشرفنا على بيوتنا ارتفعت في الجو أصوات التكبير والتهليل والحوقلة ،فقد أصبحت كل بيوتنا تلالا من اﻷسمنت المتراكم،قد برز منها حديد التسليح،وتطايرت النوافذ وقطع اﻷثاث،وأصبح أعلى بيوتنا أسفلها،وانكفأت خزانات المياه فشربتها الرمال،وجلسنا على ركام بيوتنا،بلا حول لنا ولا قوة،بينما أصوات المدافع وأزيز الطائرات تملأ اﻷجواء..
قبل الحرب بأيام كانت زوجتي تلح علي في إعداد أنفسنا لنوائب الدهر قائلة:نحن في بلد غير آمن فلا بد من اﻷخذ بأسباب السلامة قدر اﻹستطاعة.
استمعت لرأيها و خاصة أننا عائلة ذات أطفال،فإن صبرنا نحن فهم لا يصبرون على الجوع والعطش والبرد،فجهزت البيت بالمعلبات وعبوات المياه، وحشوت فريزر الثلاجة بالخبز،وأحضرت الحرامات ولم أبق شيئا في استطاعتي إلا فعلته
تهلل وجه زوجتي وأثنت على صنيعي…اﻵن ذهب كل شيء،وأصبحنا في العراء،نفترش الأرض ونلتحف السماء، اﻷطفال برتجفون من البرد والخوف ، لم تجد كل تلك التحضيرات نفعا..
الشمس تغيب في اﻷفق،والليل يخيم بسواد تمزقه أنوار القذائف،بدأت الريح تزمجر،منذرة بليلة ماطرة،هرولنا لنحتمي في أحد المستشفيات،في الطريق جمعت بضعة قطع من الكرتون ﻷجعلها فراشا ﻷطفالي… فجأة وقبل وصولنا للمشفى بخطوات، لمع ضوء قوي جدا ،صحبة صوت هادر،خسف اﻷرض تحت أقدامنا،تطايرت اﻷشلاء في السماء،وسمعت أصوات استغاثات وأنين،وأخذ ماتطاير إلى السماء بالعودة إلى اﻷرض ببطء وسط دخان وغبار أسود،نظرت حولي أحاول البحث عن زوجتي وأطفالي ،حاولت الحركة لكنني لم أقو على ذلك،كانت رجلاي تحت الركام،وبدأ اﻷلم الشديد يهاجمني بقوة،غبت عن الوعي هكذا أخبرني ذلك الشاب- الملتحي ذو الوجه المبتسم دائما- الذي حملني على كتفيه راكضا بي إلى بقايا ذلك المشفى،أسمع حولي صيحات الاستغاثة، وأنين الجرحى، وبكاء اﻷمهات وصراخ اﻷطفال،وأصوات الطائرات التي لا تهدأ ليلا ولا نهارا،وفي رأسي دوي ألف سؤال أخشى من إجابتها، استنتجت أجوبتها من وجوه من حولي،ومواساتهم ونصيحتهم لي بالصبر والاحتساب.


◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

المعزوفة قصة قصيرة…بقلم د. خالد العجماوي

حضرت إلى بيتنا ومعها كل الصخب؛ صوت بكاء حاد كالهزيم خاصة في الليل، وأنين كالمواء المعاتب في النهار، لا يكاد يتوقف إلا مع صوت طلقة هنا أو انفجار هناك.
فركت عيني وهرشت رأسي وأنا أناظر أمي المسكينة، وهي تحوط الرضيعة بكتفيها الهزيلتين، ثم تلتقط ثديها الأعجف من ثنية ثوبها لتلقمه في الفم الصغير علها تسد جوعه، ولكن دون جدوى.
“متى حضر إلينا ذلك الكائن الغريب؟”
سألت أمي، وأنا أتفرس في ملامحها الدقيقة.
“أحضرها أخوكِ يوسف..من هناك”
اتبعت سبابتها وأصابني الذعر. هناك؟! أي هناك يا أم يوسف! أتعنين أنها ابنة الشياطين! من ولد جهنم ؟!
قالت وهي تعصر ثديها بقوة:
“طار عبر السماء إليهم، ثم عاد معها. وضعها في حجري وطلب مني الاعتناء بها، ثم اختفى”
دوى انفجار هائل هز الأرض تحت قدمينا، أتبعه صوت رصاصات كالمطر.، ثم هدأ حتى توقف، لتبدأ وصلة البكاء الحار من فم الطفلة الجائع.
لم تحرك أمي ساكنا..لم تهلع. كانت لا تزال تلقم ثديها النحيل في الفم الصغير، شاخصة نحو وجه الرضيعة الباكية، وفي عينيها لمعان حزن دام، وحب جارف، واشتياق عظيم..نظرت نحو الصغيرة فأصابني شيء مما أصاب أمي..وجنتاها الصغيرتان وأنفها الصغير وعيناها الأسودان..كأنها هادية! كانت مثلها، ربما أكبر بأيام أو أصغر..أختي التي أخذها المرض منا منذ شهرين، بعد أن أصابتها نزلة معوية حادة، احتاجت على إثرها لدخول المشفى لتلقي العلاجات، فكان الموت بيده الرحيمة أسبق إليها من عذابات الألم. تركتنا هادية بعد أن حفرت في قلوبنا ابتسامتها الحلوة، وهي تحرك يديها البضتين الصغيرتين ملوحة في الهواء، لاقمة ثدي أمي العارم باللبن، والحب والأمل، وصوتها الرقيق يعلو ويهبط كسيمفونية بريئة تكابد كي تجد لها مكانا في الأسماع وسط دوي الرصاص.
لم تتركني أمي لموجة الذكريات. ألقت الرضيعة في حجري، ووضعت الحجاب على رأسها وذهبت وهي تقول في تصميم:
“سأبحث لها عن لبن في الشارع المجاور. اهتمي لها”
لم يعد في البيت سوانا أيها الكائن الغريب!
تشبهين هادية..وجنتاك أكبر قليلا ربما ، لكن كانت عينا هادية بلون الفيروز، أما عيناك فأسودان كالليل البهيم. لديك ابتسامتها، صوتها، كأنك تعزفين السيمفونية البريئة نفسها. أنت ابنة الشياطين! بنت حرامية العصر وكل عصر. تعرفين؟ سرق أهلك أرضنا، وقتلوا اخوتننا، واستباحوا تاريخنا، واليوم ويا للقدر..تطعمك أمي من ثديها، وترقدين على حجرها، وحجري!
هل تظنك هادية؟ ابنتها التي رحلت؟ أ لأن نظرتك نفس نظرتها، ويداك تلوح كما كانت يديها؟
واء..واااء…واااء..
كفى بكاء..لن ينفعك البكاء..كم بكينا ولم يسمعنا أحد. لوحنا بغصون الزيتون ولوح أهلك لنا بالمدافع والصواريخ..
بوم…بوووم…بووم…هذا كان ردهم علينا..
لماذا نهتم لبكائك إذن؟
يا للبكاء!
صوتنا الأول، ومعزوفتنا الأولى. نعلو بها في الفضاء ثم نهبط، نتنهد بها من اليأس حينا، ومن الأمل أحيانا.
علا صوت المسكينة وقد قرصها الجوع قرصة أليمة..تأخرت يا أمي..جاعت هادية..
فُتح المزلاج، وحضرت أمي ملهوفة نحو الرضيعة، والتي توقفت فجأة عن بكائها، والتفتت نحو أمي بتوسل. وضعتها على حجرها، وألقمتها حلمة زجاجة اللبن بين شفتيها الصغيرتين. كانت تشرب في نهم، بينما من حين وآخر كانت تبتسم، وتضحك.
أفلتت مني ضحكة، بينما أفلتت من أمي الدموع..
بووم…بوووم..بوم…
ارتج المكان بصوت الانفجار. كشرت هادية منزعجة، ولوحت بيديها الصغيرتين البضتين كأنها تنفض الشياطين، ثم أكملت وجبتها وهي تنظر إلى أمي باسمة.
“الملاعين..يظنون يوسف هنا وأصحابه”
قالتها وقد بدا عليها القلق فجاءة.
“أين ذهب يوسف؟”
“لست أدري..في الصباح مسح على رأسي، وقبلني، ثم تلثم ومضى”
ظهر على هاديتنا الجديدة الشبع. عافت طعامها، وظلت تعبث في الهواء وعلى فمها بسمة رضا.
بوم..بووم..بوووم
ارتجت من تحتنا الأرض ومادت ، صرخت هادية، ولولوت أمي، وأظلمت الدنيا.
“هادية! أين أنت؟”
رددت سؤلي وأنا سابحة في الأثير. لم تجبني؛ بيد أني سمعت ضحكتها تصدح بين الكواكب، وقد خالطها سيمفونيتين بريئتين.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️


كان ذلك في مدينة أطلنتا بولاية جورجيا الأمريكية وهذه المدينة هي مسرح أحداث رواية وفيلم ذهب مع الريح Gone with the wind ، ومصانع الكوكاكولا واستوديوهات سي إن إن CNN، كنت في بعثة في جامعة جورجيا ستيت يونيفيرستي Georgia State University مع معهد التعليم الدوليIEI سنة2000 ، كلنا كنا تقريبا 25 مبعوثا وكانت المشرفة علينا اسمها آشلي Ashley ، ولا يمكن أن أنساها أبداً ، هي مثل الملاك في الابتسامة الودودة وجمالها الطبيعي وبساطتها الشديدة في كل شيء وتعاملها معنا جميعاً بكل الود والانسانية ، وتوزع ابتسامتها على الجميع ، وتساعد الجميع وتحتضن الجميع وتُقّبل الجميع ، وترد على أسخف التعليقات بصدر رحب وابتسامة عذبة ، منتهى التواضع ، وعالمة في مجالها وهو مجال عقد ورش العمل وإعداد البرامج التدريبية ومهارات الإشراف ، من المعروف في هذه المجتمعات أن لا أحد يسأل الأخر عن دينه ولكن بعضنا – رغم أننا أخذنا توعية قبل السفر للولايات المتحدة الأمريكية بالثقافة الأمريكية وطريقة حياتهم وأنه ليس من المفضل أن نسأل أحد عن دينه أو ثروته أو مرتبه الشهري أو الأسبوعي أو إن كان متزوجاً وعنده عيال ولا لأ – المهم تجرأ واحد منا وسألها عن دينها ، وكانت صدمته الشديدة عندما أجابته بكل صدق أنها لا تؤمن بأي دين ولكنها تؤمن بسعادة الإنسان وأن لكل إنسان كرامة وحرية في معتقداته وحقه في الحياة الكريمة ، ورغم أن هذا الشخص بدأ بعد ذلك في احتقارها لهذا الأمر إلا أنها لم تغير ابداً طريقتها في التعامل معه وقالت له وهو متوجه إلى سلم الطائرة ، قالت له : أعرف أنك تكرهني ولكني سأظل أحبك لأنك إنسان .

ما يميّز هذه الرواية أن كاتبها يمتلك الخزين النوعي من اللغة، وبإمكانه أن يمسك بالمفردات ‏ويحوّلها إلى جسدٍ سردي، مثلما يوزّعها على ثوب السرد بطريقة الشِّعر. فالكاتب يعني ما ‏يريد من اللغة، واللغة تعني ما يريد من قصد، وبالتالي فالمعادلة تأتي أُكلها حين يتحصل ‏المتلقّي على نقطة تواصلٍ في منطقة التأويل، لكنها لن تكون ميسّرةً أو واضحةً -هذه النقطة- ‏بالنسبة إلى القارئ، فهي رواية دهشة اللغة ودهشة التناول بالممكنات الفكرية لتوصيف ‏الحكاية. وإذا ما تجاوزنا العتبات كما يسمّيها جيرار جينيت من العنوان والمقدّمات لأحمد ‏شوقي ونجيب محفوظ، نجد كأن المنتِج يوسف حسين في روايته “بيادق ونيشان” يعلن في ‏مقطعٍ له أن الفكرة ستناقش ما يريده، ما جعله ضوءًا إعلانيًّا، يؤدّي إلى فهم المحتوى، ‏وبالتالي فهم الفكرة: “نحن الكاذبون… إذا أردنا أن يصدقنا الناس.. كتبنا”. ولم يقل ‏‏”الكاذبين”، كونه يريد التأكيد عليها، وكونها جملة سبقت الإهداء المرتبط بالعنوان (البيدق)، ‏الذي له دلالة ليست مرتبطةً بلعبة الشطرنج فحسب، بل بما تعنيه من إزاحةٍ لنوعٍ معيّنٍ من ‏البشر، يتحوّل إلى بيادق بيد الآخرين، فيكون ضحيةً وضحايا، ويتسبّب في كثرة الضحايا ‏أيضًا. تلك معادلات التفكير الأولى التي أراد بها التعريف بمهمة البيادق في الحياة، وما تتلو ‏علينا من “نياشين” مهمّة تتعلق بالبحث عن أهمية العتبات التي تتّصل بالعنوان، وتأخذ من ‏مفاتيحه لتوزّعها على أبواب الرواية.‏

تبدأ اللعبة بممارسة اللغة الشعرية السردية منذ الاستهلال، فهو يبدأ بعنوان فصلٍ صادم، ‏يبحث عن نوافذ القصدية بفاعلية التواجد الإدهاشي، الذي يرسم الاستهلال، ليعطي المنطقة ‏ضوءها التفاعلي (بتوقيت الجحيم) فيذهب المتلقّي إلى أن الزمن هنا ليس له علاقة بالحاضر ‏أو الماضي أو المستقبل، رغم أنه يبدأ تقسيمات الفصل بزمنٍ محدّدٍ، ليبدأ بعدها بتحديد ‏الصراع وفق هذا الزمن المعنون، زمن الخوض في المبنى السردي والمتن الحكائي معًا. لذا ‏اعتمد الروائي في بثّ ملامح الفكرة، عبر الاستهلال الذي يمازج بين ثلاثة مستويات: ‏الإخباري والتحليلي والتصويري: “وعيون المتربصين كانت أشد فتكًا بقلبه من رصاصة ‏غادرة تلقَّاها منذ شهور مضت، رصاصة ما تزال عالقة في قلبه، لم يستطع أحد إخراجها ‏منه”. ‏
ثم يذهب إلى تحديد المسار الزمني تحديدًا واضحًا للملتقّي، بمتابعة فهمه والنوايا التي يبيّتها ‏الكاتب:‏
‏”اليوم فقط، في الثاني عشر من أكتوبر، لعام اثنين وعشرين بعد الألفية الثانية، وداخل ‏هذا المبنى العملاق…”. ‏
إنه يتلاعب منذ البدء في إحداث فوضى الترتيب في المتن الحكائي، وعلى المتلقّي الإمساك ‏بالمبنى السردي، حين تتوضّح الملامح الحكائية الأولى لرجلٍ أصيب بطلقٍ ناريّ، والراوي ‏الذي يصف المكان بطريقة تغريب الواقع، ومنح الفعل الفنتازي هوية الممارسة السردية، ‏ومن ثم قيادته إلى الفعاليات الأخرى، التي تحتاجها الحكاية، للوصول إلى لحظة الإمساك ‏بالفكرة وإدارة حدثها. لذا يكون المتلقّي قد وضع ورقةً ليبحث عن حيثيات البيادق وعلاقتها ‏بالرصاصة والموت، ومن الذي يميت ومن سينتهي أوّلًا، ثم من هو “النيشان” الذي يحدّد ‏لحظة توجيه الإصابة بدقّة المتلقّي المنبعثة من حياة الشخصيات، التي تؤلّف الحكاية وتناقش ‏الفكرة.‏
إن الاستهلال يقود الحركة الفعلية باتجاه التصاعد العمودي للفكرة والاتجاه الأفقي للحكاية، ‏وهو البدء في الانطلاق، لأن أيّ الاستهلال يوزّع اتجاهات الصراع، وهو صراعٌ بدا فنتازيًّا ‏تغريبيًّا مخالفًا باحثًا عن مهادٍ أوّليّ لجذب المتلقّي وصنع الدهشة، فيرسم المكان على أنه ‏المنطقة العليا، التي تصعد إليه كلّ الحركات الأخرى بماضيها وحاضرها:‏
‏”داخل القاعة أعطى عقله إشارة لعينيه للبحث عن شخص واحد فقط، شخص تمنى ألا ‏يحضر تلك المحاكمة…”، “عندما سمع الحاجب ينادي: “محكمة”، وقف والجميع ‏يترقبون دخول القاضي ومستشاريه، لم ينتبه هذه المرة لصوت الحاجب الجهوري وهو ‏ينادي عليه وخصمه”.‏
‏ هنا تم تحديد أهمّ عنصرٍ في الصراع، والذي سيبني عليه الفعل الدرامي، الذي سيتراكم مع ‏حركة الشخصيات. وهي حركةٌ استدعائيةٌ، مثلما هي إشارية، لكنها لا تخرج من الخاصية ‏التغريبية.‏
بمعنى أن الاستهلال هو القبضة الأولى التي تنفتح على راحة السرد، وهو القبضة التي ستُضَم ‏مرّةً أخرى لتوجيه “لكمة” الحكاية والغاية التي ترتبط بالعنوان وعتبات المقدّمة التي تسبق ‏الرواية.‏

الشخصية الفاعلية (آدم) الذي يحتاج من المتلقّي إلى أن يراقبه كثيرًا، وأن يربط الاسم ‏بالمجريات، عبر الصراع، وماهية الاسم ودلالته من جهة، وفاعليته في هذه الحياة ‏ومسؤوليته من جهةٍ أخرى. وهي متابعةٌ تحتاج إلى الكثير من التأمّل والتحمّل والتصبّر، لأنها ‏رواية كبيرة تعادل ما لا يقل عن روايتين بذات الصراع، إن لم يكن أكثر، فعدد الصفحات ‏تزيد على 500 صفحة، وهي روايةٌ حين نتعامل معها على كيفية الاشتغال، وكيفية اللعب ‏على عناصر تدوين الرواية، نجد أنها تعتمد على أربع حركات:‏
الأولى: حركة الاستهلال التي تؤدّي إلى الإشارة الزمنية والمكانية، مثلما تؤدّي إلى الإشارة ‏الحكائية.‏
الثانية: حركة اللغة التي تعطي مفعول التناغم ما بين الحدث وتراكمه من جهة، والصراع ‏وتوسّعه من جهةٍ أخرى.‏
الثالثة: المناوبة في الفصول والتحرّك صوب التفاعل فيما بينها، عبر إيجاد موطئ قدمٍ ‏للراوي أن يكون حاضرًا في التوضيح والتبويب. ‏
الرابعة: محاولة جرّ الأحداث كلّها لتكون تحت يافطة الإهداء الخاص بالبيدق، حيث يشير إليه ‏مباشرةً، وكأنه يخاطبه، وكما ذكرنا لا يعني البيدق الشطرنجي، لكنه إزاحةٌ على تحمُّله كلّ ما ‏يحصل في هذا العالم الذي ينغمس في الكذب.‏
لكن الأثر الأكبر الذي سنتوجّه نحوه، هو اللغة التي لا تنغمس في الشاعرية والشعرية، ولا ‏تبتعد عن السردية التي تحتاجها عملية إنتاج الرواية، فهي لغةٌ تجعل المتلقّي ربما يتلذّذ ‏بالتوصيفات، وتساعده على متابعة هذه الرواية “الكبيرة”، فهي لا تقصّر في منح الرؤية ‏الواضحة لحركة الشخصيات والمتن الحكائي، ولا تبتعد عن خاصية الملاحقة الروائية، من ‏خلال تبنّي التوضيح في المبنى السردي. فاللغة هي التي تقود الأحداث، والأحداث هي التي ‏تتعمّق بمسؤولية اللغة وتصادمها في بعض الأحيان، وتقاربها مع الواقع أحايين أخرى، ولذا ‏نرى في الكثير من الجمل ما يمكن أن يكون حاكمًا على فعاليةٍ إنسانيةٍ أو حتى تحوّلها إلى ‏حكمةٍ ليس لمفعول الغاية التي يبغيها الروائي على لسان إحدى الشخصيات، بل لوضعها ‏موضع التفكير، حتى لو جاءت على شكل حوارٍ، ليربطها بلسان الشخصية، لا برَوي الراوي:‏
‏”أنا لا أكرهك يا آدم، ولكنك نسيت أنني ما زلت أجلس في المكان الذي كنت بين يدي الله ‏فيه، فاحترِم ذلك، ولا تجعلني أخجل من الله أكثر!”، ص19. ‏
إن تشعب الدهشة الروائية يعطي تشعبًا للأحداث والعكس صحيح، فالجملة السردية في الرواية ‏رغم طول الرواية، فهي تشبه ضرباتٍ شارحة، تريد ملاحقة الحدث، مثلما تلاحق الزمن ‏بصراعاته، بكلّ ما يميّز الصراع من وجود الحب والخيبة واليأس والخسارة والبحث عن ‏الربح والمؤجَّل دومًا، وهي خصيصة أحدثت نقلةً نوعيةً في الرواية العربية بعد المتغيرات ‏التي شهدتها المنطقة، فيما سُمِّيَ بالربيع العربي، والتحوّل من النصّ الخائف، إلى النصّ ‏الغاضب، كما أوضحنا ذلك في كتابنا “الأدب الغاضب وتحولات النص”، والتي تحاول مثل ‏هذه الروايات أن تكون معادلًا موضوعيًّا لتفكير الفرد العربي (الجديد) وكأنه يريد الانعتاق ‏من ربلة التجسّس على ذاته، والتخلّص من خاصية اللوم، وكذلك من قبضة الخوف وانتظار ‏النهاية التي يريمها القدر أو الواقع بشقَّيه السياسي والاقتصادي.‏

إن النتيجة هي أن اللغة تلاحق المتعارضات والمتناقضات، التي تنبني عليها ثيمة الصراع ‏والفعل الدرامي، ولذا فإنها تقود المستويات السردية إلى التخاطب فيما بينها، فهي تلاحق ‏الشخصيات في حركةٍ تؤدَّى من قِبل الراوي، وتلاحقهم من خلال حواراتهم التي لا تخرج من ‏دهشة اللغة، وتبضّعها المستمر من سوق الشعرية. فالأب والعائلة والحب والمحاكمة وقاعة ‏المحكمة والشخصيات الأخرى كـ”آمنة” و”هنية” وغيرها، كلّها أدت إلى تراكمية الأحداث، ‏مثلما أدّت إلى تشعّبها، وسواء كانت الرواية طويلةً أم قصيرةً، فإنها رواية اللغة التي تبقي ‏الباب مفتوحًا للدخول دون الشعور بالملل.‏
لذا نلاحظ أن اللغة قد أخذت المستويات تحت إبطها واعتمدت عليها في الإنتاج السردي:‏
أولًا: المستوى الإخباري، الذي لا يبرز كثيرًا كما في الروايات الأخرى، من أجل إعطاء ‏الفرصة للمتلقّي أن يفكّر معه في تركيب الصورة التي تمنحها اللغة:‏
‏”جر جسده نحوها محتضنًا يده باليد الأخرى، وراح يهز ذراعيه في حركة طريفة منه ‏جعلتها تبتسم من جديد رغم دموعها، ثم مد يده في جيبه، وأخرج ظرفًا مغلقًا، ناولها ‏إياه، فهزت رأسها مستفسرة”، ص20.‏
ثانيًا: المستوى التحليلي، الذي يزاحم المستويات الأخرى، ويكون موجودًا مع أيّ مستوى، ‏ليس بالصورة الزاهرة الكلية، بل حتى في الصورة الغائبة عن الحضور، كون الروائي معنيًّا ‏بتحليل الشخصيات، وتحليل النتائج التي وصلت إليها الأحداث، لذا يكون هو المتسيِّد في ‏إعلاء الخاصية السردية:‏
‏”ولأجل طرد هذا الشيطان من رأسي تيممت بالنظر إلى الرجل، وكشفت عن أذنيَّ الغطاء ‏لتسمعا ما يقوله الحاج بوضوح بعد أن حجبت عنهما السمع أوهامي، ولما وصلنا إلى ‏جامع الأزهر ابتسم قاسم وقد رأيت في عينيه نظرة فخر غير عادية”، ص96.‏
ثالثًا: المستوى التصويري، وهو المستوى الذي يعانق المستوى الإخباري، والمسؤول عن ‏تفاعل الحركة للشخصية بإدارة الراوي، والمسؤول عن منح المشهد السردي بمتنه الحكائي ‏ومبناه السردي قوام الوجود، بما يوحي إلى لذّة المعنى:‏
‏”انزلقت بصعوبة بالية إلى منحدر العنب، لمحت عوض من بعيد يجلس أمام غرفته ‏بجانب ناره الموقدة، شددت من قامتي قدر المستطاع متجاهلًا هياج عظام ظهري”، ‏ص344.‏
رابعًا: المستوى القصدي، وهو المستوى الذي ينبت كلّما كان هناك رأيٌ في الأحوال لهذه ‏الشخصية أو تلك، فيكون عبارة عن دمج الرؤية التي يبتغيها الروائي، والرؤية التي يبحث ‏عنها المتلقّي، وهو مستوى لا يكون غامضًا ولا يكون واضحًا، لكنه يبرز من خلال وجوده ‏مع المستويات الأخرى، خاصة المستويَين التصويري والإخباري:‏
‏”ساقتني قدماي إلى منزل صالح بعدما نظرت في ساعتي، فوجدت عقاربها السامة تتحرك ‏ببطء وقد ابتلعت من الوقت عشرين دقيقة من عمر الثامنة”، ص 114.‏
خامسًا: المستوى الفلسفي، الذي يأتي على شكل سؤالٍ يبثّه الراوي أو إحدى الشخصيات، ‏بهدف منح الرواية بُعدها الفكري الذي يحصل بين الجملة الروائية والمتلقّي الذي يتحصله من ‏هذا البُعد، وبالتالي البحث عن إجابةٍ لهذا السؤال من قِبل المتلقّي، أو من قِبل الشخصية:‏
‏”في تلك اللحظة كانت صفاء قد وضعت الصينية بجانب السرير ونامت على صدري، ‏فأفزعها نهوضي فجأةً، يبدو أنها كانت منتشية أو شاردة، لا أدري، هرولت نحو الباب، ‏فاستوقفتني متسائلة: “إلى أين؟””، ص 390.‏
سادسًا: المستوى التأويلي، وهو المستوى الذي يكون مخاتلًا في كلّ حركةٍ أو متنٍ يختصّ ‏بالفكرة، أو بالشخصية التي توجد في الحكاية. وهو الكأس التي يريدها المنتج/الروائي، مترعةً ‏بالغاية التي يبحث عنها المتلقّي، دون الحصول على مللٍ من تتابعها، وهو أيضًا مرتبطٌ ‏بغرائبية الصورة التي تُعالَج بطريقة اللغة:‏
‏”أطلق مسعود من أعماقه تنهيدة ثقيلة، قبل أن يضع يديه أسفل الجثمان ليقوم به، تحرك ‏صوب فتحة القبر ببطء شديد، سرح بصره إلى أسفل، فالتهمته العتمة، عاد يرمق ‏الجثمان طويلًا، دمعة حارة فرت من عينيه سهوًا، فاستقرت فوق الرأس المُكفَّن، أصابه ‏الهلع حين شاهدها تخترق القماش الأبيض”، ص506.‏
رواية “بيادق ونيشان”، هي الرواية التي تبحث عن متلقٍّ يجيد “نيشان” التهديف، مثلما يجيد ‏اللعب مع البيدق في تبويب مفاعيل اللغة والإمساك بغرائبية الوصف، لأنها -أيّ الرواية- ‏تنتمي إلى الأدب الغاضب الذي يحتاج إلى قوّة فعلٍ أخرى، حتى لو كانت عبر لغةٍ تمتلك قوّة ‏التعبير.‏

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

برعاية كريمة من (بيت الشعر بالجيزة)، وبالتعاون مع (مؤسسة يسطرون الثقافية)، وكلاهما برئاسة الشاعر والكاتب/ عماد سالم، أقام منتدى الهاشمي الثقافي، برئاسة الأديب الصحفي/ عبد العزيز الهاشمي، ندوته الثقافية (السادسة)، بعنوان (كيف تُدَجِّنُ غُرْبَةً؟! قراءاتٌ في التجربة الأدبية لشاعرة المهجر)، وذلك تحت شرف ضيفة مصر الأديبة والشاعرة العراقية البريطانية الكبيرة/ دلال جويد، والتي كانت أيقونة هذه الأمسية الماتعة.
أدار الندوة: الصحفي/ عبد العزيز الهاشمي، رئيس المنتدى.
بدأت الندوة المباركة بالسلامات الوطنية الثلاثة (المصرية، والعراقية، واليمنية) تعبيرًا عن السلام المفعم فيما بيننا، وخصوصًا في هذه الندوة التي حضرها أربع جنسيات من (مصر، والعراق، واليمن، وسوريا).
تَلَتْ ذلك كلمةٌ لراعي هذه الندوة الشاعر والأديب الكبير الكاتب/ عماد سالم، رئيس مجلس إدارة بيت الشعر بالجيزة، ومؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع، رحب فيها بالحاضرين جميعًا.
ثم كلمةٌ لمنظم هذه الندوة الأديب والصحفي/ عبد العزيز الهاشمي، رحب فيها بجميع الضيوف والحضور، وتلا أبياتٍ من الشعر بعنوان (بيت وعماد) أشاد فيها بجهة التنظيم وبالضيوف الأكارم قال فيها:
مِن (بيتِ شعرٍ) مُجتبىً جادوا
باتوا كأسراب القَطا، قادُوا

بالكِلْمة الشماءِ أَمْسَى جمعُهمْ
في كُلِّ صرحٍ للمُنَى شادُوا

هذي الدلالُ ولا (دلالٌ) غيرُها
تَهْوَى السُّمُوَّ، وحرفُها (الضادُ)

لا ترتوي العينُ التي ظَمِئتْ مَدَىً
إلاَّ برؤيتها، هي الزادُ

(السيدُ الحَسَنُ) الذي ساد الملا
حَسَنُ الطباعِ إذا الورى حادُوا

في نَبْضِهِ الشعرُ الـمُوَشَّى عَسْجَدًا
يا سيدًا فوق الأُلَى سادُوا

يا أيها الغِرِّيْدُ، غَرِّدْ حَولَنا
فيكَ التراثُ إذا هُمُو بادُوا

أنت الذي في القوم إنْ هُمْ غادَرُوا
ورأَوْكَ أو سمعوا الشَّدَى عادُوا

إِيْهِ أيا تلك التي رَنَّتْ لها
كُلُّ القلوبِ، وهابَها العُبَّاد

في كَفِّها يحيا الجمادُ إذا ارْتَوَى
كيف الوَرَى؟! مِن جُودِها صادوا

يا حُسْنَ خاتمةِ الكلامِ، لكَ العُلا
يا (سالِمَ) البيتِ الذي كادُوا

أنَّى يُهَدُّ البيت؟! أنت (عِمادُهُ)
ولِظِلِّهِ الصفصافِ نَرتادُ
ثم بعد ذلك تمت قراءةٌ للسيرة الذاتية لضيفة الندوة الأديبة/ دلال جويد، قرأها مقدم الندوة، وفيها:
“دلال جويد شاعرةٌ وكاتبة. من مواليد العراق، البصرة. حاصلةٌ على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها في كلية التربية بجامعة البصرة، وعلى شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها في كلية التربية بجامعة البصرة. عَمِلَت في التدريس الجامعي، فدرَّست في جامعة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة لمواد الأدب العربي، والمكتبة, والمعاجم العربية. حصلت على شهادة الدبلوم في تربية الطفل وعِلْم الاجتماع في كلية ويست لندن ببريطانيا. عَمِلَت ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ في ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ في العديد من الصحف والمجلات، منها: صحيفة (الخليج)، ومجلة (البيان)، في الإمارات، ومجلة (المجلة) في لندن. لها عدة مجاميع شعرية منها (دمعةٌ وحيدةٌ مَطَرٌ كثير)، و(في الوردة ما تيسر منك)، و(كيف تُدَجِّنُ غُرْبَةً؟!)، وكتاب سيرةٍ بعنوان (كنتُ يومًا في العراق) قيد الطباعة. كما صدر لها كتابٌ نقدي عن (الأحلاف في الشعر العربي قبل الإسلام) عن دار ملامح في الشارقة بالإمارات. وهي الآن رئيسة (مركز لندن للإبداع العربي)، ونائبة رئيس (الهيئة الإدارية للمنتدى العراقي) في بريطانيا، وعضوة في (اتحاد الأدباء والكتاب) في العراق، وهي مديرة (مركز ويست لندن للتعليم). تقيم حاليًا في لندن، وتعمل في مجال الصحافة المكتوبة والتدريس”. انتهت السيرة.
ثم بعد قراءة هذه السيرة الذاتية جاء بعدها لقاء مقتضب مع الأديبة/ دلال جويد، أجراه معها الصحفي/ عبد العزيز الهاشمي، مقدم الندوة، تم التطرق فيه إلى أسباب الهجرة إلى لندن، والنشاطات الثقافية في أرض المهجر.
ثم فاصل أول مع مركز النغم في القاعة الفنان والمطرب اليمني/ أحمد الخراشي، ليمتع السامعين ببعضٍ من تراث الفنان اليمني الكبير/ أبو بكر سالم بلفقيه.
ثم كلمة قصيرة لضيفة الندوة الشاعرة/ دلال جويد، رحبت فيها بالضيوف، وشكرت القائمين على الندوة.
ثم كلمة مقتضبة لضيف الأمسية الكبير الشاعر والأديب والإعلامي المتميز (كروان الإذاعة المصرية) السيد حسن، نائب رئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، رحب فيها بجميع الضيوف والحاضرين وبالقائمين على هذه الأمسية، مبديًا سعادته بالمشاركة فيها.
ثم فاصل فني ثانٍ مع النغم اليمني على عود الفنان/ أحمد الخراشي ليبدع من تراث الفنان/ أبو بكر سالم أيضًا.
ثم كلمة قصيرة لضيفة الندوة الشاعرة/ دلال جويد، تحدثت فيها عن أرض المهجر وما فيها من أنشطة ثقافية تنشُر من خلالها ثقافتها العربية.
ثم تعقيب من الناقد/ السيد حسن، متطرقًا إلى الثقافة العربية وهويتها في أرض المهجر وضرورة المحافظة على نكهتها العربية.
وقبل القراءة المستفيضة لضيفة الندوة من إبداعاتها أسمعنا الفنان اليمني/ أحمد الخراشي من أجمل الألحان اليمنية.
ثم استفاضت الأديبة/ دلال جويد من أدبياتها وأشعارها ما أمتعت به الحاضرين، وألهبت أكفهم بالتصفيق.
عقب ذلك جاء تعقيب السيد المبارك/ السيد حسن ليثري الندوة بدراساته المعمقة وبمقارباته النقدية حول التجارب الأدبية للأديبة/ دلال جويد، ويبحر فيها ما شاء الله، حيث أظهر جماليات متفردة بدايةً من عتبات النصوص المتمثلة في عناوين الكتب و(القصائد)، وانتهاءً بالكلمات المتعمقة والتي تزخر بالتصاوير والإبداعات المحلقة.
ثم بعد ذلك لم يبخل علينا بقراءة جماليات من جماليات أشعاره الأخاذة التي أطربت السامعين.
وبعد ذلك جاء فاصل فني جميل من الفنان/ أحمد الخراشي.
أعقبه فاصل فني آخر من الفنان اليمني الجميل/ مروان عبد الله، ليمتعنا من تراثيات اليمن ومصر والعراق.

  • الشاعرة/ أحلام غانم – سوريا.
  • الدكتور/ فيصل سلمان – العراق.
  • الشاعر/ خالد حمود – العراق.
  • الشاعرة/ عائشة المحرابي – اليمن.
  • الشاعرة/ هناء أمين – مصر.
  • الشاعرة/ آيات عبد المنعم – مصر.
  • ومسك الختام الشاعر والكاتب الكبير/ عماد سالم – مصر.
    تلا ذلك كلَّه تكريمٌ متواضع مقدم من منتدى الهاشمي الثقافي عبارة عن ميداليات باللون الذهبي وشهادات تكريم لكل من:
  • الكاتب/ عماد سالم.
  • الفنان/ زياد إسماعيل.
  • الصحفية/ رنا عماد سالم.
  • الأديبة/ دلال جويد.
  • الناقد/ السيد حسن.
  • الفنان/ أحمد الخراشي.
    ثم بنفس الميدالية تم تكريم منظم الأمسية الصحفي/ عبد العزيز الهاشمي من قبل (بيت الشعر بالجيزة) برئاسة الكاتب/ عماد سالم.
    حضر الأمسية كوكبة من شعراء وأدباء من كل من مصر، والعراق، واليمن، وسوريا.
    وهم الآتية أسماؤهم حسب الكشف المرفق:
  • الكاتب المصري/ عماد سالم.
  • الصحفية المصرية/ رنا عماد سالم.
  • الأديبة العراقية/ دلال جويد.
  • الناقد المصري/ السيد حسن.
  • الفنان اليمني/ أحمد الخراشي.
  • الشاعرة السورية/ أحلام غانم.
  • الدكتور العراقي/ فيصل سلمان مناحي.
  • الشاعر العراقي/ خالد حمود ظاهر.
  • الشاعرة اليمنية/ عائشة المحرابي.
  • الشاعر المصري/ مجدي شندي.
  • الصحفي المصري/ بدوي شاهين.
  • الصحفي اليمني/ توفيق المنصوري.
  • الفنان اليمني/ مروان عبد الله.
  • السياسي اليمني/ سمير الشيباني.
  • المهندس/ حافظ جعفر.
  • الأستاذ/ عبد الله عمر.
  • الشاعرة المصرية/ هناء أمين.
  • الشاعرة المصرية/ آيات عبد المنعم.
  • عبد العزيز الهاشمي.
    وغيرهم ممن لم تسجل أسماؤهم في الكشف.
    وقبل الابتداء وفي الأثناء وبعد الانتهاء .. التُقِطَت الصور التذكارية لجميع الحضور والأصدقاء.
    وبالله التوفيق والتفوُّق.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

في تمام الساعة (الثامنة) من مساء يوم الإثنين – 13/ ربيع الأول/ 1446ﻫ، الموافق: 16/ سبتمبر/ 2024م، أقامت ونظمت بمجهودها الخاص ونشاطها المتواصل الإعلامية والكاتبة الخلوقة وسيدة الأعمال/ هبة الشرقاوي احتفالية الليلة المحمدية في ذكرى المولد النبوي الشريف، في قاعة صلاح الدين بفندق شيراتون بالدقي، والتي كانت نجمة الاحتفالية بامتياز، فهي مِن خير مَن يجمع الأحبة على مائدة الأخوَّة الصادقة، فلها منا كل الشكر والامتنان والمعروف والعرفان على كرم الدعوة والاستضافة على مائدة المصطفى العدنان.
أدارت الندوة: الإعلامية/ هبة الشرقاوي، مع زميل لها ، كانا رائعين كلاهما.
بُدِئت الندوة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم، من آيات مخاطَبَةِ النبي الكريم.
ثم توالت الكلمات من كبار الضيوف الأكارم.
ثم قراءة القصائد الشعرية في المديح النبوي الشريف.
ثم صعدت إلى المنصة فرقة من الفرق الإنشادية الماتعة لتشنف آذاننا بأجمل الألحان في المديح النبوي.
وبعد أن سَمِعنا الخطاب والكلام وأعذب الأنغام طَعِمنا الشراب والطعام في ظل مائدة لا تنضب من البركات، فقد كانت وجبةُ العشاء مباركةً من طعام وشراب يَلِيقان بمقام النبي صلى الله عليه وسلم، على شرف ذكر الحبيب المصطفى.
كانت ليلةً عطرةً بكل ما تعني الكلمة من معنى، فقد تم في بداية الاحتفالية توزيع الورود على جميع الحاضرين حال دخولهم القاعة، وأثناء الاحتفالية، تم توزيع عطور برائحة الفل لتكون بمثابة عطر النبي حينما يفوح ذكرُه الأرجاء، وفي المنتهى تم توزيع الابتسامات الصادقة ليكون العطر الذي يجعل الذاكرة زاكية عطرة حينما يُذْكَرُ هذا الجمعُ العطر المليء بالأخوة والمحبة والتسامح.
إننا وما إن لبينا هذا الجمع حتى رأينا مباهج الأنوار، وأنصتنا إلى تلاوات من الذكر الحكيم المدرار، وسمعنا أعذب الأشعار، وشنفت آذاننا أجمل المدائح المحمدية في ظل ليلة ساحرة وكأنها وضح النهار، وفوَّحت في أنوفنا أزكى الورود والأعطار .. فقد كانت ليلة محمدية ماجدة .. أسأل الله تعالى أن يأجر القائمين عليها على كل ذرة حب لصاحب الرسالة الخالدة.
حضر الأمسية كوكبة من خطباء الأزهر الشريف ومن الشعراء والأدباء والفنانين والمفكرين ورجال أعمال، من كل من السعودية ومصر، واليمن وغيرها.
يَذْكُرُ كاتب هذه العجالة بعضَ الأسماء، وهم (حسب الترتيب الأبتثي):

  • الشاعر/ أحمد رضوان.
  • الشاعر/ أحمد مغربي.
  • الصحفي/ طلعت طه.
  • الشاعر/ عصام بدر.
  • الشاعر الدكتور/ علاء جانب.
  • الإعلامية/ هبة الشرقاوي.
    وغيرهم ممن لم تسجل أسماؤهم في الذاكرة.
    وقبل الابتداء وفي الأثناء وبعد الانتهاء .. التُقِطَت الصور التذكارية لجميع الحضور والأصدقاء.

وبالله التوفيق والتفوُّق.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

تنمو الروح وحيدة بلا ظمأ
بداخلي رجل جميل يضع الحدود
يشكًل من السحاب رشفة تتنزه في حكاياتي
فيغلق عيني على دربه
وتسيل شفتاي بالكلام…
فنشتاق
أنا وروحي وأثوابي وقلمي
وشجرة زيتون وحيدة تصغي لنشرة الأخبار
وقطتان تتصارعان في فناء الدار
وفنجان قهوة فارغ يثرثر بلا انقطاع
وذاك القلق
وننتظر

الكنانة

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

ماذا أفعلُ إن أصابنى السرطانُ
لا قدّر الله
إن باتت أيامى معدودة
من يُقبّل “ريماً “
كيف أخبرُ بناتى
ماذا أقول لإخوتى المصابين إلى جوارى
للأطفال
للأسرّة المعدنية التى تردّد صدى الألم
لجرعة الكيماوى
لشعرى حين يسقط
للمرآة حين أرى شبحى
للنهاية حين تأتى بغتة
ماذا أقول لأمى التى وعدتُها ألا أكفّ عن الخفقان
للّيل الذى عاملته كأب
للنجوم التى كانت تُحيّينى فى الطريق إلى قلبى
من يحملُ نعشى، ويدفننى هناك
فى حضن أبى
من يذكرنى يا إلهى بعد موتى
:
آه
كم أكرهُ الأسئلة، حين لا تكون هناك إجابة
كم أكره الإجابة
عندما لا تُعيد الروحَ إلى ما كانت عليه
،،
حين أقول.. الحياة والموت
أعنى أن الحبّ أكبرُ منهما
أن ” ريماً “، حبى الذى وُلد للتوّ
سوف تسأل قبرى عمن يرعى قلبها
،،
سأستقبل الخبرَ بفزعٍ طبعاً
ثم أعدّ أيامى
ليس مهماً أن تكون لها أسماء
سأجعل أيامى بعدد القبلات التى تبادلناها
حين تعارفنا بالشفاه يا “ريم “
كم قبلة بالمناسبة ؟
قولى، لأحصى ما بقى لى من أيام
:
حين تحبك امرأة أصغرُ منك بربع قرن
يصغُر عمرك
،،
عندما تزوريننى فى معهد الأورام
سوف أتظاهر بأن الحياة كانت عادلة معى
انتهت دورة الحظ بك
كانت حياتى شقاء فى شقاء
أنت نعمتى
وأنا قبلتُك بقدر امتنانى للنعمة
بقدر ما تسمحُ به ساعةٌ من نهارٍ
غرفةُ المكتب
بابٌ قد يُفتح فى آية لحظة
بقدر ما يسمحُ النَفَسُ للقبلة أن تدوم
:
أمهلنى أيها السرطان قليلاً، كى أوارى حياتى
سوأتى
،،
هل ما زال هناك وقتٌ للاستدراك
لتنقية حياتى
قبل أن ألقى بها فى فتحة القبر
،،
نعيشُ فترة ثم نموتُ
لا بأس
يكفى أن تحبّ
أن تشرق شمسٌ بداخلك
أن يصبح قلبك كوكباً
:
“ريم ” أمسكتْ يدى أمس
على كوبرى أكتوبر
كان النيل يجرى من تحتنا، دون رفيقة تمسك يده
الشمس فى مكانها، تشرق وتغرب، كل يوم
دون أن تجفّف الأورام الخبيثة
هذا الشراع يبدو لى، من بعيد
مثل سيف
وحزنى مركب قديم يطقطق، لكن لا أحد غيرى يسمعه
هنا ماسبيرو
وهنا أصابعى تقبلها “ريم “
وأنا أقبّل يدها البيضاء على مهلٍ
كمن يتذوق آخرَ شىءٍ فى حياته
كمن يستبقى الحياة أطولَ وقتٍ ممكنٍ
قبل دفنها
،،
سأصبح نحيلاً طبعاً
سأضمرُ كل يوم
حتى أصبح عود ثقاب محترقاً
سأنظرُ إلى ملابسى بحسرةٍ
إلى صورى
سأنظرُ من النافذة إلى الحياة
كأننى أولِ شخصٍ يموتُ
بينما تمنيتُ أن أكون الأخير
وقد تحدثُ معجزة
ما الذى يمنعنى من انتظار المعجزات
طالما أن “ريماً ” أحبتنى
قالت لى
قالت لحضنى
لشعرى الأبيض
أحبك
وأنا وعدتُها ألا أموت
تحت أىّ ظرف
ما الذى يضطرنى للموت يا “ريم “
ما دمتُ أحبك .

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

آتسأل كيف حالي وحالك حينما نشيخ ونكبر هل سأظل أحبك مثلما أنا الأن..؟ هل مشاعري لن تخونها تجاعيد وجهي وكفى وكرمشة عيني وتهتهة لساني؟
ماذا لو جئت بنفسي لنفسي من المستقبل لتخبرني نفسي بما أخشاه الأن؟
هل ستبقى دوائري القمرية هي نفس دائرتك؟ ودربي نفس دربك أم ستتغير خطوط خرائطنا وتتغير مؤشرات بوصلتنا وتذهب صباحاتنا المعتادة بلا عودة..؟ كيف تشرق شمسي وتغيب دون أن تشاركني تفاهاتي.. ووقت فراغي الذي زعمت إنني حينما أجد وقت فراغ اعاقبك فيك..؟
(كيف حالك؟).. ترى من سيقولها لي..؟ أنت..؟
أم ماذا تخبئ لي عقارب ساعتي..؟
ماذا عن أغنيتنا المفضلة.. وعباراتناالمشتركة التي طالما رددناها سويا..؟
و ماذا عن مفردات عشقي وكلماتي التي كنت تنعتني بها وتسخر مني حينما أنطقها بلهجتي الغريبة لك على حد قولك.. ماذا عن ضحكتك التي ما تمنيت سماع صوت الا إياها مرارا وتكرارا
بل هل ستتذكرني وتتذكر ملامحي .. وخواطري وقصصي التي ماكتبتها الا لك.. و مقولتي لك بأنك سيد حروفي وكلماتي.. هل..؟ و… هل…؟ أشك في ذلك أعتقد ان كل منا سيكتفي بدائرته القمرية ندور في مدارها بكل التعرجات التي نقابلها ونعيش حياة تتأرجح ما بين مد وجزر.. و سيتذكر كل منا الأخر حينما نرى أحفادنا متلهفين مثلما كنا لسماع كلمات مثل كلماتنا وضحكات مثل ضحكاتنا وعبارات مثل عباراتنا..
سأتذكرك حينما تبكي حفيدتي لمجرد أن من أحبته لم يبدأ صباحها بعبارة كيف حالك؟ وحينما تطوي الدقائق والساعات في شرفتها في انتظار مروره أمامها.. نعم سأتذكرك مع كل غروب شمس وشروقها.. وستجبرني الايام وتجاعيد وجهي على تذكرك كل صباح حينما أنظر إلى مرآتي التي تخبرني إنه أزف الرحيل وحانت لحظات أفول شمس أيامي
لتظل أنت سر مخبأ بين دفاتر قصصي وحكاياتي

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

من أنا..
أنا عصفورة الأودية…
أطير…أحلق في الفضاء..
وأحط على الشبابيك….
أنقر حبا..وكرما..وعزة…
من بيوت بلادي..
و..على غفلة من الزمن..
هبت…رياح الحرب المجنونة..
كسرت القرميد الأحمر..
من البيوت الجميلة..
خلعت الأبواب…
وكسرت النوافذ..
باتت مشرعة..
للموت .. والدمار…
وصرت أدور.. أدور…
أفتش بين الركام..
عن ضحكات…كانت هنا..
و..أرجوحة أطفال..
كانت مزروعة…في الحدائق..
و…أغنيات صبايا عاشقة..
لخطوات فارس…نبيل…
يمتطي حصانا أصيلا…
أنقب..أنقب..
وريشات أجنحتي…
تأكل أطرافها النيران..
والدخان…غطى بلونه الرمادي…
ألوان تاج راسي البراقة….
وغنائي…بح صوته….
وكأنني.. ناي حزين يبكي..
و…فجأة…
لاح لي في المدى..
كفين…..أمسكت بي..
صارت..
تضمني…برقة شديدة…
مسحت الرماد ..عن جبيني…
وأطعمتني..حبات السكر..
رفعت راسي..
وجدتك…انت ..
و…وجدت نفسي… بين كفيك..
تراني..أحلم…؟
تراك حقيقة.. ؟
يا حبا و أكثر..في زمن الحقد…
لو كنت حلما…ليتني.. منه… لا أستفيق..
أو كنت حقيقة…
تعال…وخبئني بين كفيك…
ما…أرق كفيك..
وما أصفى عينيك..

سر العمر….
مساؤك سكر…

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️


إلى جورج لوجراند…

نادرًا ما يمر يوم من الأيام دون أن نقرأ في أية جريدة الخبر التافه التالي:
« في ليلة الأربعاء استيقظ سكان النزل رقم 40 بشارع…. على صوت انفجار طلقتين متتابعتين، وقد صدر الصوت من المسكن الذي يقطنه السيد (س).. وقد كان الباب مفتوحًا، وعُثِرَ على المستأجر غارقًا في دمائه، قابضًا بيده على الغدَّارة التي قتل بها نفسه.
وقد كان السيد (س) يبلغ من العمر سبعة وخمسين عامًا، وكان يستمتع بعيش كريم، ويمتلك كلّ ما يجعله سعيدًا؛ حتى أننا نجهل تمامًا سبب قراره المُهلِك».
فما هي الآلام العميقة والجراح القلبية، وخيبة الأمل الخفية والأحزان الحارقة التي تدفع هؤلاء الناس السعداء إلى الانتحار؟!
بحثنا وتخيلنا مآسي الغرام، وشككنا في انهيارات مالية علّها تكون السبب؛ ولأننا لم نكتشف أبدًا أيّ شئ على وجه الدقّة، نطلق على هؤلاء الموتى لقب «اللغز».
تمّ العثور على رسالة على مائدة أحد هؤلاء «المنتحرين دونما سبب»، وقد كُتِبَت خلال ليلته الأخيرة بجوار الغدَّارة المشحونة.
وقد وقعت الرسالة في أيدينا؛ ورغم اعتقادنا في أهميتها إلّا أنها لم تُظهِر أيٍ من الكوارث الضخمة التي نبحث عنها دومًا خلف هذه الأعمال المعبّرة عن خيبة الأمل؛ لكنها كشفت اللثام عن تتابع حثيث لمواقف حياتية صغيرة بائسة، وعن التشوش القاتل للعزلة التي تبددت أحلامها، وتبين السبب الكامن لمثل هذه النهايات المأساوية التي لن يدركها إلا مرهفو الإحساس ومتوقدو المشاعر.
وها هو نصّ الرسالة:
نحن في منتصف الليل، وحينما انتهي من هذه الرسالة، سوف أُنهِي حياتي! لماذا؟! سأحاول أن أذكر السبب؛ ليس لمن سيقرأون هذه السطور؛ لكن لأجل نفسي، ولأجل إثبات شجاعتي الخائرة، ولأُقنعَ نفسي جيدًا بالضرورة القاتلة العاجلة لمثل هذا الفعل الذي لا يمكن تأجيله أو إرجاؤه.
ربّاني أبوان بسيطان كانا يُصدِّقانِ كلّ شئ، وكذلك كنت أعتقد مثلهما. وقد استمرّ تصوري مدّة طويلة؛ لكن أسماله الأخيرة تمزّقت وحسب منذ فترة قصيرة.
منذ عدّة سنوات سابقة وقعت إحدى العجائب الفريدة عن نفسي. كانت أحداث الحياة تتألق سابقا في عينىّ مثل أنوار الفجر الأولى، تبدو لي قد فقدت ألوانها وبهاءها، وظهر لي مدلول الحياة على حقيقته القاسية، كما أن السبب الحقيقي للعشق جعلني أتقزز من عبارات الودّ الشعرية.
إننا الألعوبة الأبدية للأوهام الحمقاء الساحرة والمتجددة على الدوام. حينئذ شِخْتُ، وأخذتُ نصيبي من البؤس المُريع للأشياء، وفقدان جدوى الجهود وتفاهة التوقعات، حينما تراءى لي ضوء جديد على العدم لكلّ شئ هذا المساء بعد العشاء.
كنتُ فيما مضى سعيدًا، ويسحرني أي شئ: النساء الساعيات، ومظهر الشوارع، والأماكن التي أقطن فيها، وكنتُ أهتمّ أيضًا بشكل ملابسي؛ لكن تكرار نفس الرؤى انتهى بي إلى أن يُفعَمَ قلبي بالسأم والضجر، مثلما يصل الحال بمُشاهِد يدخل كل مساء نفس المسرح.
كلّ يوم، في نفس الساعة منذ ثلاثين عامًا أصحو، وفي نفس المطعم منذ ثلاثين عامًا أتناول طعامي في نفس الأوقات، ونفس الأطباق التي يقدّمها لي خدمٌ مختلفون.
هل حاولتُ السفر؟ أجل! لكن العزلة التي أعاني منها في الأماكن المجهولة أخافتني، بحيث شعرتُ بنفسي وحيدًا على الأرض، وبالغ الضآلة لدرجة أن أعود أدراجي سريعًا جدًا على الطريق إلى مأواى.
لكن الهيئة الثابتة لأثاثي في نفس المكان منذ ثلاثين عامًا، وتلف مقاعدي المريحة التي كنتُ أعني بجِدّتها، ورائحة شقّتي ـ لأن كلّ مسكن يأخذ مع مرور الوقت رائحة خاصّة ـ كلّ هذا يصيبني كل مساء بغثيان العادات والكآبة السوداء للعيش على هذه الصورة.
كلّ شئ يُكرّر نفسه باستمرار وعلى نحو مثير للرثاء، حتى الطريقة نفسها التي أُدخِل بها المفتاح في القفل، والمكان الذي أجد فيه دومًا أعواد الثقاب، والنظرة الخاطفة الأولى الملقاة داخل غرفتي حينما يشتعل الفوسفور يمنحني رغبة للقفز من النافذة، والتخلّص من هذه الأحداث الرتيبة التي لن ننجوا منها أبدًا.
أعاني كل يوم لدى حلاقة ذقني من رغبة طاغية في قطع عنقي، ووجهي نفسه الذي أراه ثانية دوما في المرآة الصغيرة بالصابون على الخدّينِ يجعلني أبكي حزنًا مرّات عديدة.
لم يعد بإمكاني أيضا أن أعثر بجواري على أناس كنتُ ألاقيهم فيما مضى بفرحة، لفرط ما عاشرتهم خبرتُ ما سيحكونه لي، وما سأجيبهم به، وكثيرًا ما رأيت مثال أفكارهم الثابتة في غضون حججهم.
فكلّ عقل مثل سيرك يدور فيه للأبد حصان بائس محبوس. وأيًّا كانت الجهود والعطفات والمزاليج فإن النهاية وشيكة ومُكوَّرة بصورة مستمرة دون نتوءات طارئة، ودون باب على المجهول.
ينبغي أن ندور وندور دومًا بنفس الأفكار والابتهاجات والدعابات والعادات نفسها، ونفس الاعتقادات وعوامل النفور نفسها.
لقد كان الضباب كثيفًا هذا المساء، حتّى أنه كان يُغلّف الطريق المُشجَّر بحيث حجب أضواء قناديل الغاز، فَبَدَتْ كشمعدانات مُضبَّبة، وكان هناك حملٌ أثقل مما هو معتاد ينوء به كاهلي بحيث كنت أُسيء الهضم على سبيل الاحتمال.
لأن الهضم الجيد يساوي كل شئ في الحياة؛ إذ أنه يمنح الوحي للفنان، ويعطي رغبات العشق للشباب، والأفكار الجلية للمفكّرين، ويُجزِل مرح العيش لكلّ الناس، ويسمح لهم بمزيد من الأكل الذي ما يزال السعادة القصوى.
إذ أن المعدة المريضة تدفع صاحبها إلى الشكّ وفقدان اليقين، وتُنبِتُ الأحلام السوداء والرغبات المُميتة، وهذا ما لاحظته بقوّة غالبا، وربما لم أكن لأنتحر لو كانت عملية الهضم جيدة لدَىّ هذا المساء.
حينما كنتُ جالسًا على المقعد المريح الذي أجلس عليه منذ ثلاثين عامًا، تجوّلت عيناى فيما حولي، وشعرتُ بنفسي محصورًا بضيق بالغ الشدّة بحيث اعتقدتُ بأنني على وشك الجنون.
هل بحثتُ عمّا يمكنني فعله للهروب من نفسي؟
كل شغل أرعبني بصورة أشدّ قبحًا من عدم الفعل؛ لهذا فكّرتُ في ترتيب أوراقي.
وها أنا ذا كنتُ أفكّر في هذه الحاجة لتطهير أدراجي؛ لأنني كنتُ منذ ثلاثين عامًا ألقي بشكل عشوائيّ في نفس الدرج رسائلي وفواتيري، وقد سبّبتْ لي فوضى هذا الخليط غالبا الكثير من المتاعب. ولكنني أعاني مثل هذا النَّصَب النفسي والجسدي من الفكرة الوحيدة لترتيب أيّ شئ، بحيث لم أحظى أبدًا بشجاعة التهيئة لهذا العمل الشنيع.
والحالة هذه جلستُ أمام مكتبي وفتحته، أريدُ أن أختار من أوراقي القديمة كي أُتلفَ القدر الأكبر منها.
ظللتُ في البداية مضطربًا أمام هذه الكومة من الأوراق المُصفَرّة، ثمّ أخذتُ منها واحدة.
آهٍ! لا تلمس أبدًا هذا الدُّرج، هذه المقبرة للرسائل القديمة! أمّا إذا تماسكتَ طوال الحياة أو إذا فتحته مصادفةً، فاقبض بكلتا يديك على الرسائل الذي يحتويها، واغلق عينيكَ كيلا تقرأ كلمة واحدة؛ لأن أي خطٍّ منسيٍّ يتم التعرف عليه مجددًا، قد يلقي بك دفعة واحدة في أوقيانوس الذكريات، فلتحمل إلى النار هذه الأوراق المميتة، وحينما تتحوّل إلى رماد، اسحقها في تربة خفيّة.. وإلا سوف تفقد نفسك، كما فقدتُ نفسي منذ ساعة.
آهٍ! إن الرسائل الأولى التي أعدتُ قراءتها لم تثرْ اهتمامي مطلقًا، ومن جهة أخرى كانت حديثة وقدمت من أناس أحياء ما زلتُ أقابلهم غالبا، وحضورهم نادرًا ما يؤثر في حياتي؛ لكن جعلني أحد المظاريف أرتعدُ فجأةً، إنه ذو خطّ عريض ضخم مسطور عليه اسمي. وانهمرت الدموع من عينىّ بشكل فجائيّ، لقد كان من أعزّ أصدقائي، رفيق شبابي والمؤتمن على أسراري وآمالي، وتراءى لي بشكل واضح تماما بابتسامته الطيبة التي تشبه بسمة طفل، وبسط يده نحوي مما جعل عظامي تقشعرّ.. أجل.. أجل! الموتى يعودون؛ لأنني رأيته!
إن ذاكرتنا عالم أكثر رحابة من الكون؛ لأنها تعيد إلى الحياة ذلك الذي لم يعد موجودا!
يداى ترتعدانِ وبصري أصابته غشاوة، وأعدتُ قراءة كل ما كان قد كتبه لي، وأحسست داخل قلبي المسكين المجروح بوجع بالغ الألم بحيث بدأتُ أصدرُ تأوهات وأنينا كإنسان تحطّمت أعضاؤه.
وهكذا تسلّقتُ نبع حياتي كمن يورد نهرا، فتذكّرتُ أناسًا منسيين منذ مدة طويلة جدا، لدرجة أنني أجهل أسماءهم؛ لكن وجوههم وحدها كانت تعيش بداخلي.
أمّا في رسائل والدتي عثرتُ على الخدم القدامى، وهيئة منزلنا والتفاصيل الدقيقة التافهة التي ترتبط بعقول الأطفال.
أجل! لقد رأيت ثانيةً فجأةً زينات أمي العتيقة بكل مظاهرها المختلفة وفقًا لذوق العصر بما كانت تلبس، وتصفيفات الشعر التي كانت تفضّلها بالتعاقب. وكانت تتسلّط علىّ على الأخصّ بفستان حريريّ ذي تشجيرات عتيقة. وكنت قد تذكّرتُ جملةً قالتها لي ذات يوم، وهي ترتدي هذا الفستان قائلة لي:
« يا بُني روبير! إذا لم تحافظ على نفسك مستقيما منتصبا، فسوف يتقوّس ظهرُكَ مدى الحياة».
ثمّ فتحتُ فجأةً دُرجًا آخر، وقد وجدتُ في مواجهتي هدايا الحُبّ الخاصّة بي: سويقية حفل راقص، منديل مُمَزّق، ورباط ساق أيضا، وقصاصات شَعر وأزهار مجففة.. وبالتالي مغامرات الغرام العذبة في حياتي، التي ما تزال بطلاتها على قيد الحياة، ولكن بشعر صار أبيضَ تماما، وغاصت بي الأشياء التي انتهت للأبد في كآبة مريرة.
آهٍ من الجبهات الشابّة التي يتطاير عليها الشعر الذهبيّ، واحتضان الأيادي، والنظرات الثرثارة والقلوب النابضة بالعشق، وهذه البسمات التي توعد الشفاه، وهذه الشفاه التي تبشّر بالعناق.. والقبلة الأولى.. هذه القبلة السرمدية التي تُغمِضُ العينين، والتي تبدد أي تفكير في السعادة الأبدية لممارسة الحبّ القادمة.
قابضا بملء يدي على هذه العهود العتيقة لعبارات الغزل البعيدة، وغمرتها بقبلات محمومة وأحضان مشبوبة.
وداخل روحي التي أهلكتها الذكريات كنت أرى كل ساعة من ساعات الهجر والفراق، وكنت أكابدُ وجعًا بالغ القسوة عن كلّ العذابات التي يمكن تخيلها في كل الأساطير الجهنميّة.
كانت قد تبقّت رسالة أخيرة، لقد كانت منّي، وقد أملاها علىّ منذ خمسين عام سابقة المدرس الذي علّمني الكتابة، وها هو نصّها:
« أمي العزيزة الحنونة!
عمري اليوم سبع سنوات، إنه سن الرشد، وانتهز هذه الفرصة لأشكركِ بأن وهبتيني الحياة بميلادي.
ابنكِ الذي يعشقكِ!
«روبير»
وانتهى كلّ شئ، وكنتُ قد وصلتُ إلى المنبع، وفجأةً عدتُ لأواجه بقية أيام حياتي حيث رأيتُ الشيخوخة الدميمة في وحدة وعزلة، وأمراضها القاتمة القادمة، وانتهى كلّ شئ.. انتهى.. انتهى.. ولا أحد حولي!
ها هي غدّارتي على المائدة.. أحشوها بالطلقات..
فلا تعيدوا قراءة رسائلكم القديمة!
وها هي الطريقة التي ينتحر بها كثير من الناس الذين يُنَقِّبون عن وجودهم سُدًى لكي يكتشفوا آلامهم الجسيمة.

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

يابهـيه يام العاشـقين يام الـولاد المـؤمنـين

وفيكي جيشنا المؤتمن
واقف على طول الزمن
حارس حدودنا من العدا
ويعدي بينا من المـحن

يابهـيه يام العاشـقين
يام الـولاد المـؤمنـين

يام الترع شـقه المـدى
عزمـك بيــملى الاورده
ماتقــومي يالا واندهـي
تلـقي الولاد لبــوا النـدا

يابهـيه يام العاشـقين
يام الـولاد المـؤمنـين

لســـه الأمــاني ممكــنه
مدي الحنان ع الأمكـــنه
يام الرجـال الشـقيانين
يام البـــنات المـؤمــــنه

يابهـيه يام العاشـقين
يام الـولاد المـؤمنـين

يابلدنا قــومي اتعـطري
وف نن عيني اتمخـتري
هـاتي الأمان ويا الـدفا
وامـلى بشـعورك دفتري

يابهـيه يام العاشـقين
يام الـولاد المـؤمنـين

أنا لسه سارح ع الجسور
يحرسك قلبي الجاسور
ع السكه ماشيه خطوتي
فـلاح وزارع فيكي نور

يابهـيه يام العاشـقين
يام الـولاد المـؤمنـين

ياصـوت بيــدن للعمـار
ياساقـيه دايره ليل نهار
النيه فيا طارحه توت
وازرع غيطانك بانبـهار

يابهـيه يام العاشـقين
يام الـولاد المـؤمنـين

ياآيه في كتابنا الكريم
ياضـله محفوفه بنعيم
إنتي الحبيبه الأمـنه
وحضـن لولادك رحـيم

يابهـيه يام العاشـقين
يام الـولاد المـؤمنـين

ياقلب نابض في الحياه
الحـب إنتي ومنـــتهاه
يابهـيه يام العاشـقين
محفوظه ف عيون الإله

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

بستان المحبه خرب /مافضلش فيه غير بوم
قلبي اللي داب م الهوي/ والله ماكانله لزوم
راح الحمام واهو طفش/ والغيه صبحت شووم
لا صبح بان أو فجر/ ولا نور يشق غيوم
ياروح ماليها الوجع/ تعبت سنين م العوم
امتى تسيبي البدن/ علشان مايشبع نوم
قطر البضايع وصل/ مليان بصل على توم
ياعمر ضاع سرسبه /ويوم بييجرجر يوم
يافرحه فين سكتك/ نمشيها من غير خوف
ينهش قلوبنا الوجع /ويسيبنا من غير شوف
نرسم نهار عالورق/ ونستف المواضيع
يفضل نصيبنا كدا / والفرح للجرابيع
…………..

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

في عيون مصر البهيه زرع السواقي خضار
هـدت بـفاس الوســيـه شـقـت بعـزم نـهــار
ســـمع الأدان نجــواها زادت رقـع القطامي
دب النسـيم في عضامي عبى الحلال الدار
يامصــــر ياطاهـره ياشــــريفـه ع الـدوام
لاحملتي يوم سفاح ولاعشقتي ف حرام
إسـمك باقي منـاره أرض الحضاره بـراح
اللي يزورك يرتاح ويعيـش فيكي بسـلام
يامصـــر انتـي أمــي وحبـــك غيــه وكيـف
بتـزيلي ف لحظـه همي وبتمحي أي زيـف
لو احتـاجك تضـمي وتغطـي بشـال قطيفـه
ياحبيبتي انتي لطـيفـه بترحبي بالضيـف
ابيـع الكون عشـانك وازرع غيطك بقمحي
العمر اكون خدامك وان زل لساني سامحي
محـاوطـانـي بشــالك فارده درعـاتـك ليا
يامصـــر ياعـافيـه أفديكـي بسـن رُمحي
أبيـع التـور عشانك وعفش بيتي وهـدومـي
واهين كـل اللى خـانك وابشـــرك بقـدومـي
يا مصر انتي الإراده وعزمي يسـند ضلوعك
والله انا رهن طوعك أجوع ولا يوم تصومي
حبــك معبي قـلبـي وإيـديا فيكي تبنـي
روحي امتداد لروحك تشاوري تقـولي إبنـي
ان قولتي والله أزيدك وزنودي هاتشيلك
شـريانـي مـن نيـلك وحبـي ليكي غـالبنـي
تعبي وعـرقي وشقايا ليكي يانـور بيـطل
وكـل شــيء ويايا بيقـول صبـاحـك فـل
المنــدره أهـي واسـعـه وفاتــحـه دوارك
وزعـتي أنـوارك ع الكـون ياســت الكـل

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️


لما تبيع بيع قلبك غالي
ماتبعهوش جملة وقطاعي
واختار مين هيكونلك شاري
اوعي تبيعه لحد يفاصلك
مابيعرفشي يقدر أصلك
المال هو ميزانه الطاغي
أنت مجرد صفقة مش اكتر
محسوب فيها خسارة ومكسب
تخلص هيدور على غيرك
أصل الغدر عليه متفصل
طبع القالب دايما غالب
مهما تعيد وتزيد وتفسر
عمر مشاعره مابتتأثر
يبكي عليك وبدمعك يسكر
و الإخلاص جواك بيعسكر
له كام ماسك وش بيظهر
لما يكعبله كدبه بيهرب
ردت فعله وتمثيله يبهر
توبه كأنه عليه متفصل
لو ماقدرتش تلحق غضبك
يزعق فيك و يفك مفاصلك
كل عيوبه عليك اتفقوا
كدب الكدب في بحرك سبحوا
هو وشلته قعدوا اتفقوا
جوه لسانك وقعوا وبصموا
صنعوا إله للحقد و سجدوا
وفي محراب الشر اتفقوا
أي بريء راح يخطفوا أجله
ضاع الحق مابينهم سرقوا
لاجئ داخل بيته ووطنه
وسط ميدانهم شنقوا ضميره
خاضوا في عرضه كأنه مباح
واتهموا شيطان الأشباح
بالنسبة لهم بيعة وشروة
اوعى تخاف من حجم البلوى
لو شوفتها من غير مفتاح
وقت خريف اشجار الدنيا
شجرك راح يطرح تفاح
والمقفول أبوابه هتفتح
وتذوق طعم الفرح براح
لما تبيع بيع وانت مسامح
لملايكة بتعرف تتسامح
مابتعرفشي الظلم الجامح
مهما الحق يكونله ملامح
يعمل نفسه أكيد مش سامع
عند الجاني مهش مقبول
ألف قانون منشور للغابة
غصب عنك مات مقتول
آخر حكم صدر م القاضي
إن الفاعل لنا معلوم
بس عشان الدنيا ما تمشي
لازم الفاعل هو وفعله
يفضل مبني للمجهول
بيخوفنا بغضب الغول

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

على باب مصر
بيحكي التاريخ حكايات
فيها العسل و المر
و الفرحة في النهايات

على باب مصر تلاقي جيشها
شاطر و بيعدي الأزمات
في ليل نهار تملي حارسها
و حاميها في كل الاوقات

على بابها نهر من الجنة
و أرضها فيها الحنة
و الطيبة في قلوب أهاليها
بتخلي مصر أم الدنيا

على بابها ماشي و بتمنظر
و بغني مصر الله أكبر
حلواني بالحلو بانيها
و ربنا مبارك فيها
عاشت الأيادي إللي تعمر
و تصلي في كنيسة و أزهر

علي باب مصر في نداهة
بتدخل الكل متاهة
بتضحك في وش إللي حاببها
و بتكسر قلوب ناس بايعاها

كل إللي واقف على بابها
عاشق و بيحب ترابها
حتي إللي جاي و متغرب
عشمان بالحب يدوق خيرها
و خيرها يامه و فيه بركه
و كلنا شركه بنحبها و بنموت فيها

على باب مصر تلاقي جيشها
شاطر و بيعدي الأزمات
في ليل نهار تملي حارسها
و حاميها في كل الاوقات

◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى