” الطريق ” قصة للنقد بصفحة الأستاذة الإذاعية جيهان الريدي

كم من طريق قطعناه ذهابا إيابا ولم ندرك منه كل شئ، هل لديكم إجابة؟
نص جديد للنقد بقلم/…
نخبركم بعد توقيعكم

أسير في الطريق المعتاد للمنزل.. كل شيء مختلف.. الطريق الواسع أصبح صغيرا ضيقا.. أشعر بالغربة.. أين ذهبت الأشجار و العصافير التي كانت تغرد لي وتستقر على كتفي وتنقر الشريط الأحمر في نهاية ضفيرتي الطويلة؟

و هذه البحيرة.. متى ظهرت ومن أين؟! الماء لزج وله رائحة ثقيلة.. كيف أعبر؟ سأسير على الحافة الضيقة وأسند على الجدار الرطب المتهالك بحرص.. الحجارة المدببة تؤلم قدمي لكن لا يهم فهى أفضل من الخوض في هذا العفن.

الرعب سيطر على قلبي فجأة.. فالثعابين تسبح في الماء بحرية.. إنها تقترب منى و تسعى جاهدة للالتصاق بي.. كيف أهرب منها؟ أنفاسي تتسارع وحرارة جسدي ترتفع.. طوال عمري أخشى سيرتها و صورتها.. اليوم أراها أمامي تتجول بحرية.. سأموت لا محالة.

ثم من هذا الصغير الذي ظهر بين ذراعي؟ هل أعرفه؟ إنه يقبلني ويبتسم.. فابتسم له.. نعم أنا أعرفه.. إنه ابني الصغير.. لكن كيف؟

نظرت لطفلي وللثعابين التي تسعى.. لم يعد خوفي علي فقط.. أصبح على هذا الصغير الذي مازال يبتسم.. كيف أنقذه من المصير المر الذي أراه أمامي؟

أختي الأصغر تلعب الحجلة داخل الماء.. كيف لها أن تفعل؟ ألا تخشى الثعابين؟ أحاول أن أصرخ فيها لتنتبه لكن انحشر صوتي وتوقف الهواء في صدري بعد العضة التي نلتها في قدمي من هذا الثعبان الرمادي الضخم الذي فاز بالسباق.

أغمضت عيني وفتحتها لأجدني في المنزل.. لا أعرف كيف ولا أهتم.. المهم حقا أنني في منزلي.. لكن كل شيء مختلف أيضا.. الجدران تكاد تسقط.. السقف أصبح أقرب للرؤوس.. ماء البحيرة العفن تسرب إلى الأرض.

جرحي ينزف وابني الصغير يلعب بالكرة.. أخي يبكي على السرير وهو يعلن لأبي المتوفي الذي جاء لزيارتنا أننا بخير ولا نحتاج مساعدة.
أمي تطبخ اللحم وتغني كعادتها.. أحاول أن أطلب منها أن تساعدني.. لكن صوتي مازال غائبا وجرحي ينزف.. أبي ينظر لي ويبتسم.. وأنا أنظر لطفلي وأبتسم وهو مازال يلعب الكرة.
مع
أحمد فؤاد الهادي

رعاية
فتحى محمد علي

قصة مركزة وجميلة ..بها سمات القصة القصيرة التي لاتزدحم بالكثير من الأحداث..هي لوحة واحدة تمتلأ بالكثير من الرموز التي يجب أن تشغل بال القاريء للتفاعل معها وإكمال جوانبها ..ربما هو طريق الحياة المليء بالاوجاع خاصة وان الطفل يظهر في منتصف القصة لينمو في نهايتها قليلا ..هو طريق إذا له زمن يواكب حياة البطلة ..كما أن العنوان جاء معرفا لأن في حياتنا طريقا واحدا له بداية ونهاية

لوحة لواقع جميل مضى وأتى بعده واقع مر مأساوي علينا جميعا والحياة معركة فيها الربح وفيها الخسارة والمهم أن ننهض بعد كل وقوع وأن لانستلم لثعابين تريد لسعنا ونهاية حياتنا….ابتسم تبتسم لك الحياة….لك التحايا وعطر الورود

قادمة من الماضي ألى الحاضر في طريقها إلى المستقبل قاصدة البيت الذي يرمز للسكينة والاستقرار، برمزية أحسنت توظيفها رسمت ماكان وماأصبحت عليه حياتنا، فقد ضاقت السبل وتعثر المسير وبالغت المرأة فيما تعتقد أنه تحررا فهي تلعب الحجلة على سطح البحيرة وسط الثعابين معرضة نفسها لأخطار نراها تتحقق في أحداث نعايشها، حتى البيوت ضاقت على قاطنيها وأصبحت خانقة، ولكن الآم والتي تعيش نفس الظروف مازالت المضحية التي تحاول أن تنشر السعادة بين أبنائها وهي تعد لهم الطعام، والأب رغم وفاته يعاود أسرته فيطمئنوه زورا حتى لايتكدر فهو مازال حيا في قلوبهم.
نص مكثف ولكنه غني بما حمله من صور معبرة برمزية لاغموض ولا تلغيز فيها تحت عنوان قاطع لابديل له ونهاية بشكل التفاؤل رغم قتامة الحاضر.
شكرا للكاتب المبدع (أظنها كاتبة)

المرور بالزمن عبر طريق الحياة والتي لا محالة تتغير شئنا أم أبينا وما واجهنا من صعوبات تبكينا وتجرحنا ورغم. كل ذلك نستسلم للواقع مره او حلوه. تحية لبساطة النص القصصي وعمقه ودلالاته العميقة وحرفية الكتابة الجريئة

قصة فوتوغرافية رائعة التقط القاص فيها أبعاد الحياة بآمالها وآلامها بحرفية حاذق.

قصة رائعة كعادتك في السرد الجميل
تحياتي

وصف دقيق وسرد جميل لواقع نعيشه ونخشى منه من التبعات ومايصادفنا من اهوال رموز واشارات تفضي الى مايرافق الحياة من مشاكل ومطبات وهناك في النهايه امل ونوافذ تفتح من العالم الاخر تبشر بالخير والانفراج وهو وجود الام تطبخ يعني استمرار للحياة رغم المنغصات

سرد شيق حمل بين كلماته وصفا للحياة وكأنها حلم تفاصيله مختلطة بعضها ببعض متشابكة وبين ابتسامة الطفل وهي الامل والأخت التي تلهو في الماء بجوار الثعابين والتحدي لهم وماأكثر الثعابين حولنا والام التي تعد الطعام بما يفيد استمرارية الحياة رغم المنغصات والآلام..بورترية معبر تماما..القصة رائعة ..دعواتنا بالتوفيق للكاتبة

شكرا لكم جميعا أساتذتنا الكرام على هذه الرؤى القيمة
Salwa Badran
فدوى سلامه
أحمد فؤاد الهادي
Saied Awaad
فتحى محمد علي
حامد جمعة
نجوي عبد الجواد
Suad AlObaidi
هدي وهبه
شكرا جزيلا لكل من مر أساتذتي وأحبائي

صفحة الأستاذة الإذاعية جيهان الريدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى