الحياة رقصة تانغو …. خاطرة بقلم شيماء حسين /العراق


الحياة رقصة تانغو …. خاطرة بقلم شيماء حسين /العراق

الحياة تتطلب منا التزامًا بالتوازن، تعاونًا مع الآخرين، ومرونة لمواجهة التحديات والنجاح لا يأتي بالجهد الفردي فقط، بل بالعمل المشترك والانتباه للتفاصيل التي تُضفي جمالًا على رحلتنا. لذا، دعونا نرقص مع الحياة بإيقاعها الخاص، ونستمتع بكل خطوة، ونتعلم من كل حركة.
لأن النجاح ليس الوصول إلى الهدف فقط، بل الاستمتاع بالرحلة نفسها.
تلك الرقصة التي تتطلب تناغمًا وانسجامًا بين طرفين، حيث يجب أن يتفق كلاهما على الخطوات ويتبعان إيقاعًا محددًا دون أن يطغى أحدهما على الآخر
ان النجاح في الحياة ليس مختلفًا عن هذه الرقصة، فهو يتطلب مزيجًا من التوازن، التعاون، والثقة، تمامًا كما يحدث بين شريكي التانغو.
أحد الدروس المهمة التي نتعلمها من التانغو هو أهمية التوازن.
في هذه الرقصة، لا يمكن للراقص أن يظل في حركة مستمرة دون توقف، بل يتخلل الرقصة فترات من الثبات والتوقف القصير
هذا يشبه الحياة تمامًا، حيث يجب أن توازن بين العمل الجاد و الاستراحة
الإفراط في العمل دون راحة يؤدي إلى الإرهاق، بينما قضاء الوقت في الراحة دون عمل يجعلنا نخسر فرص التقدم.
في التانغو، يتعين على الراقصين التواصل دون كلمات، فقط عبر النظرات والحركات الدقيقة. النجاح في الحياة أيضًا يعتمد على بناء جسور الثقة بيننا وبين الآخرين
إن العلاقات الإنسانية الناجحة هي أساس التقدم سواء كان ذلك في الحياة الشخصية أو المهنية. التواصل الفعّال والوضوح في النوايا هما المفتاح لتحقيق هذا النجاح.
ولا تخلو رقصة التانغو من التحديات. قد تتشابك الأقدام أو تُخطئ الخطوات، لكن الراقصين لا يتوقفون؛ بل يتأقلمون مع الخطأ ويتابعون الرقصة وكأن شيئًا لم يحدث هكذا هي الحياة، مليئة بالصعوبات والأخطاء. يجب أن نتعلم كيف نتجاوز العقبات ونتكيف مع الظروف بدلًا من الاستسلام لها.
وعلى الرغم من وجود قائد ومُتابع في التانغو، إلا أن النجاح الحقيقي في الرقصة يعتمد على دور كل منهما. القائد يوجه، لكن المتابع لا يتبع بشكل أعمى، بل يضيف لمساته الخاصة ويتفاعل بمرونة مع الإرشادات. كذلك في الحياة، القيادة ليست تسلطًا، بل تعاونًا وتوجيهًا مشتركًا نحو الهدف.
رقصة التانغو تعتمد على الانضباط واحترام الإيقاع الموسيقي. في الحياة، النجاح يتطلب الالتزام بالمواعيد، تحقيق الأهداف، واحترام الوقت
الإيقاع هو رمز للتنظيم والتخطيط، وهو ما يضمن تقدمًا ثابتًا نحو تحقيق أحلامنا في رقصة التانغو ليست مجرد خطوات متسلسلة، بل هي فنٌ يكمن في التفاصيل الصغيرة: الحركة البسيطة، النظرة، والإحساس. في الحياة أيضًا، الجمال والنجاح يكمنان في التفاصيل. الأمور الصغيرة التي قد نغفل عنها أحيانًا هي ما تصنع الفرق الكبير.