الأمّ …. خاطرة بِـقَــلـم: حُسام الدّين طلعت

حينما أمسك القلم لأتحدث عن الأمّ حقيقة يعجز قلمي عن إيجاد كلمات توفي حقّها وفضلها، فهي نيل روافده تختلط بشراييني، تعانق أنسجتي، تفيض حنانًا وعطفًا ورحمةً على نفسي وروحي وحياتي حين يغزو الجدب ربوعهم، حين ينفض الناس عنك، لا تجد صدرًا يحتوي وحدتك إلا صدر أمّك، لا تلقى مرسى آمنًا إلا قلب أمّك، ولا تجد من ينتشلك من ضعفك وضيقك وهفواتك إلا أكثر الأيدي حنوًّا يد أمّك، فهل أخطأ القلم كونه عاجزًا عن وصف أمّي؟!
أمّي عود أخضر أزهرت أحلامي على غصنه زهورًا نضرة، أثمرت آمالي وتغذّت من عنفوان خضاره إلى أن طرحت ثماري واعتنت بهم أمّي.
منذُ جفاف العود وسقوطه أصبحت المراسي والأحضان والأيادي كلماتٍ مجهولةَ المعنى في قاموس لغةٍ اندثرت حروفها، أجدبت روافد روحي؛ لأنّ النبع رُدم. كلّ حنان وحياة ونقاء انتهى بعد أمّي، كلّ عطاء ووفاء وسخاء في عناق أمّي، كلّ الحروف حروف أمّي. ليت العود يعودُ من جديد؛ ليسكن الخضار أيامي، وتعود أمّي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى