أين ولماذا؟ ….شعر القس جوزيف إيليا


أين ولماذا؟ ….شعر القس جوزيف إيليا

قمتُ أمشي أينَ؟ لا أدري أنا
صوبَ شيءٍ لمْ يوضَّحْ سائرُ
ولماذا؟ هل لأنسى بقعةً
ليْ بها شُوِّهَ يومًا حاضرُ؟
أم لأغفوْ مستريحًا هادئًا
قربَ شبّاكي يغنّي طائرُ؟
أم لخوضِ الحربِ يسعى عسكري
وبها نبعُ جنوني فائرُ؟
أم لبحثٍ عن جوابٍ ضائعٍ
فيهِ يرتاحُ شقيٌّ حائرُ؟
أمْ لتحطيمِ عناوينِ دجًى
شاءَها تيهًا خبيثٌ غادرُ؟
هل لأمحوْ لوحةً مكروهةً
سيفُها جِيْدَ ارتقائي ناحرُ؟
أمْ لغزوٍ مدنًا شعّتْ بها
بَعدُ ما شاخَ هلالٌ ساهرُ؟
للحكاياتِ بها تسليتي
أمْ لشدوٍ فيهِ لحنٌ ماهرُ؟
أمْ لإنطاقِ شفاهٍ أُسكِتتْ
لمْ تقُلْ ما منهُ يخشى جائرُ؟
أمْ لإعلاءِ جدارٍ ساقطٍ
هدَّهُ وحشٌ قميءٌ زائرُ؟
أمْ لإخصابِ كرومٍ جُفِّفتْ
ونأى عنها امتعاضًا ناظرُ؟
أمْ لترتيبِ أراضٍ زُلزِلتْ
وغزاها مستبيحٌ فاجرُ؟
أمْ لتسكيتِ فضاءٍ غاضبٍ
صوتُهُ في السَّمْعِ رعدٌ هادرُ؟
هل لأحيا كلّما ذقتُ ردًى
مرّةً أخرى وليْ لا قابرُ؟
سوف أمشي هكذا مشيًا بلا
تعبٍ بالفكْرِ رأسي عامرُ
٢٨/ ٥ / ٢٠٢٥