أمي وعيد الربيع …خاطرة بقلم إلهام فخري

لم تترك أمي مناسبة إلا وأعطتها الاهتمام فلا تمر مر الكرام إلا وأمي أفسحت لها ركنا خاصا من اليوم وأضفت عليها بصمتها .. أمي امراة لم تكن تقرأ ولا تكتب و لا تعرف حوار الأديان ..ولا يشغلها أأرتفع سعر الدولار أم انخفض أمي امرأة عفوية كأنها خلقت من أعماق الطبيعة فأضفت عليها النقاء والصفاء وبراءة التعامل .. هي امراة بسيطة ..أصيلة المنبت تحترم العادات والتقاليد السوية .. الأصيلة ومن المناسبات التي تكرم أمي قدومها عيد الربيع أو كما نسميه ( يوم شم النسيم)..
أتذكر أمي في هذا اليوم وأتذكر طقوسها التي تبعث بداخلنا البهجة..
حيث كانت تستقيظ باكرا تحضر الخبز الطازج وتلون البيض بألوان السعادة ..وتتفنن في إعداد كل ماله صلة بهذه المناسبة ..أتذكر أيضا أن إحدي جاراتنا قالت لها فيما معناه : إنه لا ينبغي أن تحتفلي بغير أعيادنا ..وكان رد أمي عليها أبلغ من رد سيدة نالت كل الشهادات : بأن أي مناسبة تدخل البهجة والسعادة علي أولادي وبيتي هو عيد ..وصلي للرحم هو عيد . إكرامي للضيف عيد ..نشرالبهجة بين الأطفال عيد ..أمي بسيطة لا تحب التعقيد .كانت تحرص في هذا اليوم علي حضور عماتي وأقاربنا للاجتماع علي مائدة عيد الربيع كانت كل سعادتها رؤية الجميع سعيدا وبالفعل كنا سعداء بيوم مميز صنعته أمي .
وها أنا الأن أضع الماجستير وكل شهادتي الأدبية والعلمية وأسير علي نهج أمي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى